أستاذ طب نفسي: نظرة المجتمع تغيرت.. ويجب التوعية بالمشاكل والمفاهيم النفسية طبيبة نفسية: الأعمال الدرامية

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

في الألفية الثالثة.. هل تغيرت نظرة المجتمع للمريض النفسي؟

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


أستاذ طب نفسي: نظرة المجتمع تغيرت.. ويجب التوعية بالمشاكل والمفاهيم النفسية
طبيبة نفسية: الأعمال الدرامية لا تنصف المريض النفسي والطبيب.. ويجب تفعيل دور الأخصائي النفسي بالمدارس

على مدار سنوات طويلة، ارتبطت الأمراض النفسية في مجتمعنا بالعديد من المفاهيم الخاطئة، فالأمراض النفسية هي اضطرابات وظيفية في شخصية الفرد، تعود أسبابها إلى خبرات مؤلمة أو صدمات انفعالية يتعرض لها الفرد، أو من خلال تأثره بالبيئة المحيطة، ويؤثر المرض النفسي في سلوك الفرد ويعوقه عن ممارسة حياته السوية في المجتمع، كما يمكن أن تتسبب الصدمات الإنفعالية أيضا كفقدان شخص عزيز أو خسارة مالية كبيرة في الإصابة بإضطرابات نفسية، ولكن للأسف هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي ارتبطت بالمريض النفسي، وترسخت في عقول الكثيرين ممن اعتقدوا أن المريض النفسي "مجنون" أو مختل عقليًا، وليس بحاجة لأي علاج، بل يجب تجنب التعامل معه، وتوخي الحذر منه، وآخرون آمنوا بأنه لا يوجد ما يدعى مرض نفسي، بل هو "مس من الجن" أو "سحر"، غير مدركين أنه مرض بحاجة لعلاج، مما يؤدي إلى زيادة المشكلة وتأزمها، وهناك من أدركوا وجود المرض النفسي، لكن منعهم خوفهم من نظرة المجتمع لهم من التوجه لطبيب متخصص لتلقي العلاج، وإن ذهبوا حرصوا بشدة على أن يظل الأمر في طي الكتمان، حتى لا تتغير نظرة الكثيرون لهم ويصبحوا منبوذين ممن حولهم.

ويظل هناك تساؤل، هل تغيرت نظرة المجتمع للمرضى النفسيين، هل زاد الوعي بأن المرض النفسي مثل المرض العضوي له علاج، هل زاد الوعي لدرجة تجعلنا نعلن اننا بحاجة للذهاب للطبيب النفسي إذا ما استدعى الأمر ذلك، ويمكننا الإفصاح عن ذلك دون خجل، وهل لا تزال هناك شريحة تنظر لمن يعاني من مرض أو اضطراب نفسي نظرة سلبية وتتعمد تجاهله وتجنب التعامل معه؟.

النظرة تغيرت 
من جانبه، رأى الدكتور أحمد عبد الله، مدرس الطب النفسي بكلية الطب جامعة الزقازيق، أن نظرة المجتمع للمريض النفسي تغيرت كثيرًا عن ذي قبل، ووسائل الإعلام كان لها دور كبير في هذا التغيير، وزاد الوعي بوجود المرض النفسي والحاجة لعلاج نفسي، مشيرًا إلى أن العديد من الأعمال الفنية بدأت تلقي الضوء على الأمراض النفسية والإدمان، والكثير منهم بدأوا يلجأون لأطباء ومستشارين نفسيين للتزود بالمعلومات عن الأمراض النفسية المراد تناولها في الأعمال الفنية. 

ولفت "عبد الله" إلى ضرورة تنظيم الندوات التثقيفية في المدارس والجامعات للتوعية بالمفاهيم والمشاكل النفسية، واللجوء لأطباء متخصصين لتلقي العلاج، وكذلك نشر التوعية من خلال وسائل الإعلام التي تؤثر كثيرًا على مختلف الطبقات والفئات.

محاضرات وندوات
وأشارت الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، إلى أن نظرة المجتمع للمريض النفسي تغيرت إلى حد ما، وتابعت: "أصبحنا نستخدم مصطلحات الطب النفسي في حياتنا أكثر من ذي قبل".

ولفتت "عيسوي" إلى أن تزويد الناس بالمعلومات عن الأمراض والاضطرابات النفسية من خلال وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت، كان أحد أسباب هذا التغيير، منوهة إلى أن هذه المواقع لها سلبيات أيضا، حيث يلجأ البعض لتشخيص حالته وتناول الأدوية الخاطئة دون اللجوء لطبيب.

ورأت "عيسوي" أن الأعمال الدرامية لا تلقي الضوء على المرض النفسي بشكل صحيح، وأحيانا تقدم المريض النفسي بصورة تجعل الناس يتجنبون التعامل معه، مضيفة أن الأعمال الدرامية لم تنصف المريض النفسي والطبيب وأيضا المرض نفسه. 

ونوهت "عيسوي" إلى ضرورة تنظيم المحاضرات والندوات التثقيفية عن الأمراض النفسية في أماكن تجمعات الشباب، مطالبة بإضافة المحتوى الثقافي النفسي للمناهج التعليمية، بشكل مبسط، يناسب كل فئة عمرية، حتى يصبح الطفل سوي نفسيا، ويتم التنبه لأي مشكلة نفسية منذ بدايتها، وكذلك تفعيل دور الأخصائي النفسي بالمدارس، وايضا اجراء احصائيات لرصد أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال لزيادة الوعي.

دور وسائل الإعلام 
وقال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن الطبقة الغير متعلمة والغير مثقفة لم تتغير نظرتها السلبية للمرض النفسي، ومنهم من يلجأون للدجل والشعوذة، مما يمنح المريض مبرر لحالته وسلوكه، بإعتبار ان هناك قوى خفية هي المسئولة عن تلك الحالة، ولا يحاول اللجوء للعلاج.

وأشار "بحري" إلى أن أغلب الأعمال الفنية تشوه صورة المريض النفسي، وتقدمه بصورة سلبية.

وأضاف أن وسائل الإعلام عليها دور كبير في تغيير نظرة البعض السلبية للمرض النفسي، والتوعية بأنه مرض له علاج مثل المرض العضوي، وكذلك التوعية من خلال المؤسسات الدينية.