أوضح الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أفضل الطرق لإستثمار أوقات العشر الأواخر من رمضان فى

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 13:57
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

وكيل "أوقاف الإسكندرية" يوضح الأسباب المقبولة لخروج المعتكف

الشيخ محمد العجمي  الشورى
الشيخ محمد العجمي


أوضح الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أفضل الطرق لإستثمار أوقات العشر الأواخر من رمضان فى التقرب إلى الله تعالى والعمل على طاعته وتهيئة بيوت الله لإستقبال ضيوف الرحمن.

وقال "العجمي": "إن مقصود الاعتكاف الأعظَم: عُكوف القلب على الله - تعالى - وجمعه عليه، والخلوة به، والانقِطاع عن الاشتِغال بالخلق، والاشتِغال به وحدَه - سبحانه - بحيث يَصِير ذكرُه وحبُّه والإقبال عليه في محلِّ هموم القلب وخَطراته، فيستَولِي عليه بدلها، ويَصِير الهم كلُّه به، والخطرات كلُّها بذكره، والتفكُّر في تحصيل مراضيه وما يُقرِّب منه، فيَصِير أنسُه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له، ولا ما يفرح به سواه".

وتابع: "من مَقاصِد الاعتكاف تحصيلُ ليلة القدر، والتفرُّغ في ليلتها للطاعات؛ فعن أبي سعيدٍ الخدري - رضِي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - اعتَكَف العشر الأُوَل من رمضان، ثم اعتَكَف العشر الأوسط في قبَّة تركيَّة على سدَّتها حصير، قال: فأخَذ الحصير بيده فنحَّاها في ناحية القبَّة، ثم أطلع رأسه فكلَّم الناس فدنوا منه، فقال: ((إنِّي اعتكفتُ العشر الأُوَل ألتَمِس هذه الليلة، ثم اعتَكفتُ العشر الأوسط، ثم أُتِيتُ فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمَن أحبَّ منكم أن يعتَكِف فليعتَكِف))، فاعتكف الناس معه، قال: ((وإنِّي أُرِيتها ليلةَ وترٍ، وإنِّي أسجُدُ صبيحتها في طينٍ وماء))، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه ورَوْثَة أنفه فيهما الطينُ والماءُ، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر". 

وأشار إلى انه على المعتَكِف أنْ يُرجِّح بين المصالح والمفاسد؛ فمثلاً مَن كان عنده أبَوان يحتاجانه، أو كان له أولادٌ يحتاجون إلى رِعاية ومُتابعة على الصلاة وغيرها، فهذا يَترُك الاعتكاف، فالاعتكاف أفضل من تَركِه غالبًا في حقِّ مَن ليس لدَيْه أولاد كبار، فليستغلَّ المرء هذه الفترة لأنَّه سيمرُّ عليه وقتٌ قد لا يتمكَّن من الاعتِكاف، وكذلك كبار السن ممَّن استقلَّ أولادهم عنهم.
ولفت "العجمي" إلى أن الاعتكاف مشروعٌ في السنة كلها؛ قال ابن عبدالبر: "أجمع العلماء على أنَّ رمضان كلَّه موضعٌ للاعتكاف، وأنَّ الدهر كلَّه موضعٌ للاعتكاف، إلاَّ الأيام التي لا يجوز صيامها"؛ بِناءً على الخلاف: هل الصيام شرطٌ لصحَّة الاعتكاف أو لا؟ إلاَّ أنَّه في العشر الأواخر من رمضان آكَدُ؛ لأنَّه الذي استقرَّ عمل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عليه، ولَمَّا لم يعتكف النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - العشر الأواخر من رمضان قَضاه في شوال.

وأضاف أن من اعتكف العشر الأواخر من رمضان يدخل قبل غروب شمس اليوم العشرين؛ لأنَّ العشر الأواخر من رمضان تَبدَأ بليلة إحدى وعشرين، وما جاء في حديث عائشة - رضِي الله عنها -: "إذا أراد أنْ يعتكف صلَّى الفجر ثم دخل مُعتَكَفه" فالمراد به المكان الخاص الذي يخلو به، والله أعلم، ويخرج ليلة العيد فحينما يعلن أنَّ غدًا العيد تكون انتهَتِ العشر الأواخر ودخَل شهر شوال.

وبين "العجمى" كيف كان هدي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الإعتكاف: "كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ينفَرِد وهو معتَكِف في مكانٍ خاصٍّ؛ ففي حديث أبي سعيد - رضِي الله عنه -: "في قبَّة تركيَّة"، مشتَغِلاً بالذكر، ومن ذلك القرآن؛ فعن ابن عباسٍ قال: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَجوَدَ الناس، وكان أجوَدَ ما يكون في رمضان حين يَلقاه جبريل، وكان يَلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان فيُدارِسه القرآن، فلَرسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجود بالخير من الرِّيح المُرسَلَة"، مضيفا أن المراد من قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُطعِمني ربي ويسقين))، طعام وشراب معنوي لا حسي، فانشِغاله بذِكرِه ومُناجاته التي هي غِذاء القلوب تُنسِيه الأكل والشرب، فمَن اشتَغَل قلبُه بشيءٍ مهمٍّ أنساه الطعامَ والشرابَ؛ كالْمُصاب بفَقْدِ عزيزٍ أو الظفر به، والله أعلم.

وأوضح "العجمي" الأسباب المقبولة لخروج المعتكف، وهي: 
1- الخروج لما لا بُدَّ له منه حسًّا: كحاجة الإنسان من بول وغائط، فهذا جائزٌ بإجماع أهل العلم، وعن عائشة - رضِي الله عنها - قالت: "كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا اعتَكَف يُدنِي إلَيَّ رأسَه فأُرجِّله، وكان لا يَدخُل البيت إلا لحاجة الإنسان، وله الخروجُ إذا احتاج إلى الأكل والشرب إذا لم يكن له مَن يأتيه به، أو لما لا بُدَّ له منه شرعًا كالطهارة.

2- الخروج من غير حاجة: يُفسِد الاعتكاف؛ لأنَّ ملازمة المسجد ركن الاعتكاف الأعظم، ولمفهوم حديث عائشة - رضِي الله عنها - ويستوي في ذلك القليل والكثير، وهذا هو الأصل في مُفسِدات العبادة؛ كنواقض الوضوء، ومُفسِدات الصيام.

3- خروج بعض بدن المعتَكِف: لا يفسد الاعتكاف بذلك كمَن أخرج رأسه من باب المسجد أو من النافذة؛ لحديث عائشة - رضِي الله عنها -: "كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا اعتَكَف يُدنِي إلَيَّ رأسه فأُرجِّله".