◄| مصر تستعرض مع روسيا العلاقات وفرص التعاون فى صيغة "2+2" وقمة "كازان" ◄| الدب الروسى

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

السيسى وبوتين يعيدان أمجاد العلاقات بين مصر وروسيا

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


◄| مصر تستعرض مع روسيا العلاقات وفرص التعاون فى صيغة "2+2" وقمة "كازان"

◄| الدب الروسى يعلن إنشاء منطقة صناعية  في مصر ..وخبراء يؤكدون: التعاون بداية حقيقية لعودة الاستثمارات بالأسواق المحلية

◄| أستاذ علوم سياسية: التعاون مع الجانب الروسي مطلوب .. وتدعيمه يقوى الاقتصاد المصرى
 

تربط بين مصر وروسيا علاقة وطيدة، لها تاريخ طويل، يجعلها تتغلب على أي أزمات وتقضي على أي توترات قد تحدث بين الجانبين، اللذين يسعيان لتوطيد علاقتهما في شتى المجالات والنواحي وتنميتها، ويحاولان اتخاذ خطوات جادة لدعم علاقتهما، وهذا ما بدا واضحا خلال مشاركة مجلس الأعمال "الروسي – المصري" في المائدة المستديرة التي عقدت تحت عنوان "روسيا – مصر.. الفرص ورؤى التعاون"، وذلك ضمن فعاليات القمة الاقتصادية الدولية "قمة كازان 2018.. روسيا – العالم الإسلامي"، بمدينة كازان الروسية، خاصة أن هذا العام يشهد الاحتفال بمرور 75 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، اللتين أصبحتا شريكتين على الصعيدين الثنائي والدولي.

مشاورات صيغة "2+2"

كما شهد الشهر الجاري، انطلاق المشاورات المصرية- الروسية، في إطار صيغة "2+2" بين وزيري دفاع وخارجية البلدين بموسكو، والتي تم تفعيلها عام 2013، لتنضم مصر إلى جانب خمس دول ارتبطت معها روسيا بهذا الإطار من المباحثات الإستراتيجية.

وتناول اللقاء بحث سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، واستعراض القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، والأزمات في كلٍ من سوريا وليبيا واليمن والاتفاق النووى الإيرانى والمواقف المصرية والروسية إزاءها، وبحث تطوير أطر التعاون والتنسيق بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب، وتطورات القضية الفلسطينية، والتعقيدات التي تعتري عملية السلام، ويعد هذا الاجتماع الرابع الذي تم عقده بين الجانبين في إطار صيغة "2+2".

وخلال الاجتماع، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن عقد مباحثات بصيغة 2+2 بين روسيا ومصر يدل على الطابع الفريد من نوعه للعلاقات الروسية- المصرية، مشيدًا بدور الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، خاصة في ظل التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، مؤكدًا تطلع الجانب الروسي لتعزيز تلك العلاقات.

تاريخ العلاقات

ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي إلى 26 أغسطس 1943، فيما يعود تاريخ العلاقات القنصلية إلى عام 1784، وكان أول تعاون بينهما عام 1948 حين تم توقيع أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي‏.

وتطورت العلاقة بين الجانبين، بعد ثورة 23 يوليو 1952، حيث قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي، كما ساعد الخبراء السوفيت مصر في إنشاء السد العالى بأسوان ومصنع الحديد والصلب بحلوان، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى ومد الخطوط الكهربائية أسوان –الإسكندرية، كما ساهم الاتحاد السوفيتي في إقامة عدة مشروعات صناعية في مصر، وزود القوات المسلحة بأسلحة سوفيتية خلال فترة الخمسينيات والستينيات.

ولم تنقطع العلاقة بين الجانبين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي سعت لإقامة علاقات دبلوماسية مع الجانب الروسي.

تطور وتعزيز

وتطورت هذه العلاقات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث زار روسيا عام 2014 وعقد مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ختام القمة المصرية- الروسية، التي عقدت في منتجع سوتشى.

ولم تكن هذه زيارته الأولى لروسيا، ففي نفس العام، زارها بصفته وزير الدفاع مع وزير الخارجية حينها، واعتبر تلك الزيارة بمثابة انطلاقة جديدة للتعاون العسكري والتكنولوجي بين البلدين.

وكانت زيارته الثانية كرئيس للجمهورية في مايو 2015 للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ70 لانتصار روسيا في الحرب العالمية الثانية، وزيارة أخرى في اغسطس من نفس العام، تم خلالها بحث سبل دعم العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجارى بين البلدين، والاتفاق على اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين مصر وروسيا والإمارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية فى مصر.

كما زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر، في فبراير 2015، وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات، وتكررت الزيارة في ديسمبر من العام المنصرم، وتناول لقاؤه بالرئيس السيسي بحث قضايا مواجهة الإرهاب وملف القضية الفلسطينية، واستقرار المنطقة العربية، وتم التوقيع على عقود إنشاء محطة الضبعة النووية، واستئناف الطيران المباشر بين البلدين في ابريل 2018، وكان هذا اللقاء الثاني لهما في نفس العام، حيث التقيا على هامش قمة مجموعة البريكس، التي عقدت بمدينة شيامن الصينية خلال شهر سبتمبر 2017.

منطقة صناعية روسية

وأعلنت مؤخرًا  وزارة الصناعة والتجارة الروسية، عن توقيع مصر وروسيا في اجتماع اللجنة الحكومية الوزارية المشتركة يوم 23 مايو فى موسكو، اتفاقية إنشاء منطقة صناعية روسية فى مصر، مشيرة في بيان لها، إلى انها ستصبح معلما تاريخيا فى سياق تطور العلاقات الثنائية بين روسيا ومصر، ومن المتوقع أن يؤدى تنفيذ هذا المشروع إلى تنشيط ترويج منتجات التكنولوجيا العالية الروسية فى الأسواق الجديدة الضخمة فى الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.

وتوقع خبراء أن تساهم المنطقة الصناعية الروسية في زيادة الناتج المحلي الإجمالي من خلال زيادة مساهمة القطاع الصناعي، ما سينعكس إيجابا على الاقتصاد المصري، حيث تمثل بداية حقيقية لعودة الاستثمارات الأجنبية بالأسواق المحلية.

وتناولت اللجنة عددا كبيرا من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، تتضمن تعزيز التجارة ومجالات التعاون التجاري والصناعي والفني، والطاقة والتعليم والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والصحة والنقل والسياحة، وأيضا إزالة المعوقات غير الجمركية التي تعترض انسياب حركة التبادل التجاري بين البلدين، وسبل تسهيل إجراءات تسجيل الدواء وشركات تصدير الأسماك المصرية بدولة روسيا، والتي تعد خطوة هامة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.

نظام متعدد الأقطاب

من جهته، قال الدكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ان النظام العالمي تحول إلى نظام متعدد الأقطاب، وروسيا قطب مهم في هذا النظام، ومن مصلحة مصر أن تكون لها علاقات طيبة بالأطراف المختلفة، لا أن تكون علاقاتها قاصرة فقط على واحدة من هذه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بل يجب ان تكون علاقاتها طيبة مع كل القوى الكبرى، وهذا ما تسير عليه السياسة الخارجية المصرية.

وأشار "كامل" إلى أن مصر تهتم بتقوية علاقتها بروسيا، ولعل الزيارة الأخيرة لكلٍ من وزيري الخارجية والدفاع إلى موسكو ولقائهما بنظيريهما، وتكرار مثل هذه اللقاءات، بالاضافة الى انعقاد لجنة اقتصادية مصرية- روسية، يكشف مدى قوة العلاقة بين الجانبين في المجالات الاقتصادية والعسكرية والفنية، بالاضافة إلى مجالات الطاقة، حيث تم الاتفاق على انشاء محطة نووية في الضبعة، مضيفًا أن كل ذلك يسهم في تقوية الاقتصاد المصري، ويمنح مصر مساحة اوسع من الحرية في سياستها الخارجية.

قيادة حكيمة

ولفت "كامل" إلى أن موقف البلدين ازاء بعض القضايا يكاد يكون واحدًا، وخاصة موقفهما ازاء الأزمة السورية، وما يجري في اليمن وليبيا، حيث يؤمن كلا الجانبين بالتسوية السياسية والابتعاد عن استخدام الأسلوب العسكري.

وأضاف أن التعاون مع الجانب الروسي مطلوب، حيث ما زالت تحتفظ روسيا بنفوذ قوي في النظام الدولي، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، ربما أقل مما كان يتمتع به الاتحاد السوفيتي، كما أن مصر تحتفظ بعلاقة قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن التعاون مع الجانب الروسي يعود بالنفع على مصر، مؤكدًا أن لدينا قيادة حكيمة تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع كل الأطراف، وبما لا يؤثر على علاقاتنا مع أي طرف.

وأضاف أن عودة الطيران الروسي، لا بد أن تعقبها عودة للسياحة الروسية في مصر، حتى تصبح المعاملة بالمثل، مشيرًا  إلى أن عودة الطيران الروسي قبل اقامة منافسات كأس العالم سيعود بالنفع أكثر على الجانب الروسي.