نُقلت السفارة الأمريكية إلى القدس يوم الاثنين الموافق 14مايو وذلك بالتزامن مع ذكرى تأسيس إسرائيل وحضر مراسم

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ..حكاية عنصرية من البداية للنهاية

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


نُقلت السفارة الأمريكية إلى القدس يوم الاثنين الموافق 14مايو وذلك بالتزامن مع ذكرى تأسيس إسرائيل وحضر مراسم نقل السفارة للقدس العديد من دول العالم، وقام الفلسطينيون  بوضع الاستعدادات للتنديد  بالقرار الأمريكي ،والتأكيد على "الحقوق الفلسطينية التاريخية".وبالرغم من رفض الاتحاد الأوروبى نقل السفارة الأمريكية للقدس لكن تم النقل وسط احتفال ومشاركات من دول كثيرة ،والذى قابله غضب شديد من الفلسطينيين .

"الدول المشاركة فى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس"

وتضم قائمة الدول التي حضرت  الاحتفالات: (ألبانيا، وأنجولا، والنمسا، والكاميرون، والكونغو، والكونغو الديمقراطية، وساحل العاج، وجمهورية التشيك، والدومنيكان، والسلفادور، وإثيوبيا، وجورجيا، وجواتيمالا، وهندوراس، والمجر، وكينيا، ومقدونيا، وبورما، ونيجيريا، وبنما، وبيرو، والفلبين، ورومانيا، ورواندا، وصربيا، وجنوب السودان، وتايلاند، وأكورانيا، وفيتنام، وبراجواي، وتنزانيا، وزامبيا".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر الماضي، وطالب وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل السفارة إلى مقرها الجديد.

وبالفعل تم نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس يوم  الاثنين  الموافق 14 مايو، بمشاركة دولية، وغياب الدول العربية، وروسيا، والصين، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يرفض الإجراء رغم مشاركة بعض دوله في الاحتفالات الخاصة به.

 "قرار نقل السفارة "

قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس استمر أخذه إلى  أكثر من 20 عاماً، حيث كان كل الرؤساء الأمريكيين السابقين لترامب يصدرون تقريرا بأنهم سينقلون السفارة الأمريكية إلى القدس  وكان الرد هو التأجيل .

وفى عام 1980بعد احتلال القدس ضمتها إليها بعد احتلالها سنة 1967 ،لكن المجتمع الدولي لم يعترف بإعلان الكيان الصهيونى أن تكون القدس عاصمة لها ،ومن وقتها ظلت القدس جزءا من فلسطين .

"قانون نقل السفارة للقدس "

صدر قرار  للكونجرس الأمريكي عام 1990ليتم  نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة، وبعدها بخمس سنوات صدر قانون نقل السفارة الأمريكية، الذي تنكّر لتاريخ القدس والسيادة الفلسطينية العربية الإسلامية.

القانون نص على  3 بنود ،البند الأول أن تبقى القدس موحدة غير مجزأة، والبند الثاني يعترف بالقدس الموحدة عاصمة لـ "إسرائيل، أما البند الثالث فيلزم الإدارة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في أي وقت مناسب يحين. 

لكن هذا القانون لم يُنفّذ على الرغم من أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش الابن، وقّع في سبتمبر 2002 قانوناً أقره مجلس الشيوخ الأمريكي ينص على أن "القدس الموحّدة" عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

- تفاصيل  "قانون نقل السفارة"

صدر القانون سنة 1995، في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون (1993-2001)، وقضى بنقل سفارة الولايات المتحدة من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة بحلول العام 1999، أو عندما يحين الوقت المناسب.

وأقرّ القانون إمكانية تأجيل هذه الخطوة ستة أشهر كل مرة، بناءً على طلب مسبق يقدمه الرئيس الأمريكي للكونجرس، بداعي حماية مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

ويعتبر زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ، بوب دويل، عرّاب القانون، وهو قائد جهود تمرير القانون فى الكونجرس، كما أنه كان أول من تقدّم بمشروع قانون بشأن نقل السفارة.

يأتي دعم الولايات المتحدة للقانون في إطار أنه "يصبّ في مصلحة أمريكا التي تُفضّل رؤية عملية السلام (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) أكثر استقراراً قبل مواجهة قضية القدس".

خُدع بعض الساسة الفلسطينيين بالقانون، واعتبروه متعلّقاً بالسياسات الداخلية الأمريكية ويخدم مساعي البعض لحشد دعم المحافظين في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس

- "سبب عدم نقل السفارة للقدس"

صدور القانون أعقب توقيع اتفاقية "أوسلو" للسلام بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والتي تمت برعاية أمريكية.

أمريكا الراعية للاتفاق أرادت المحافظة على الأجواء شبه الهادئة التي خلّفتها "أوسلو" عقب أحداث الاشتباك وانتفاضة الأقصى الأولى سنة 1987، وكانت تعلم أن تنفيذ القانون ينسف كل جهودها التي تصبّ في مصلحة إسرائيل أولاً.

كما أن اتفاق "أوسلو" كان ينصّ في مضمونه على الالتزام بعدم المساس بوضع مدينة القدس، وتأجيل بحثها إلى ما يسمّى بمفاوضات الحل النهائي، التي اصطدمت بواقع جديد عقب انطلاق انتفاضة الأقصى الثانية سنة 2000.

"عهد بوش"

الأوضاع الساخنة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية تصاعدت بين 2000 و2007، إذ انتهت ولاية كلينتون وبدأت فترة حكم بوش الابن، الذي وقّع قانون "القدس الموحدة" سنة 2002، وأقره مجلس الشيوخ الأمريكي.

هذا القانون أثار الغضب والاستنكار الشديدين في جميع العواصم العربية والإسلامية في حينه، وقد اعتبرته الدول العربية خطيراً، وقالت إنه يهدّد الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن أنه دليل على الانحياز الأمريكي لدعم الاحتلال الاستيطاني اليهودي في القدس وفلسطين.

وانشغل جورج بوش الابن بالحرب على العراق، في حين استمرّت الهبّة الجماهيرية في الأرض الفلسطينية وجهود عملية السلام التي انجرّت إليها السلطة دون تحقيق شيء لمصلحة القضيّة، إلى أن جاء أوباما إلى الحكم.

"عهد أوباما "

فى محطة أوباما حاولت واشنطن تفادي تطبيق القرار قدر المستطاع؛ خوفاً من تفجير حالة من الغضب لدى الفلسطينيين وانعكاس ذلك بالطبع على دولة الاحتلال.

وأن عهد أوباما من  عام  (2009 - 2017)، شهد تفادياً لتطبيق القرار خوفاً من تفجير حالة من الغضب لدى الفلسطينيين، إذ أرجأ أوباما أكثر من مرة قرار نقل السفارة، بموجب قانون سنة 1995، الذي كان يجيز تأجيل العملية مدة ستة أشهر.

وقد أجّل أوباما  نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة أكثر من مرة، رغم الضغط الكبير عليه من الكيان الصهيونى.

لماذا هذا التوقيت لنقل السفارة للقدس؟

الضربة الحاسمة كانت عبر ترامب؛ الذي وعد خلال حملته الانتخابية بتنفيذ القرار الأمريكي، إلى أن أعلن أخيراً أنه "آن الأوان لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل".

ويرى محللون أن ترامب الذي تسلّم إدارة البيت الأبيض في يناير 2017، يحاول كسب دعم المحافظين من خلال هذا القرار، وأن يحقق لنفسه مجداً شخصياً، معربين عن تخوّفهم من أن تضرّ الخطوة بمصالح واشنطن في الشرق الأوسط.

وقد تكون هذه الأسباب ساعدت ترامب على الوفاء بوعده، إلى جانب ما آلت إليه الظروف السياسية في الشرق الأوسط عقب موجة الربيع العربي، إضافة إلى أنه كسب دعماً وتأييداً من دول عربية ثقيلة ووازنة، ساعدته في تنفيذ قراره.

- " موقع السفارة"

العديد من التقارير الإعلامية الإسرائيلية رصدت المواقع التي من الممكن نقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، بعدما قال ترامب إنه سيوجه الجهات المعنيّة في البيت الأبيض بمباشرة إجراءات نقلها.

والمواقع التي كانت مقترحة هي شارع "جيرشون آجرون"، أو شارع "ديفيد فلوسر"، أو "المركز الأمريكي" في القدس وهو مركز تعليمي ثقافي، وربما تُنقل إلى "البيت الأمريكي" الذي يضمّ المركز الثقافي للقنصلية الأمريكية، أو إلى منطقة "تالبيوت".

كانت أمريكا قد وقعت مع "إسرائيل"، في 19 يناير 1982، وتحديداً في اليوم الأخير لولاية الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريجان، وثيقة خطيرة تتناول وضع القدس العربية المحتلة.

وسمّيت هذه الوثيقة بـ "اتفاق إيجار وشراء الأرض"، إذ حصلت الحكومة الأمريكية بموجبها على قطعة أرض من أملاك الوقف الإسلامي والأملاك الفلسطينية الخاصة في منطقة غرب القدس المحتلة عام 1948 لبناء السفارة الأمريكية عليه.

غير أن الإدارة الأمريكية قرّرت نقل السفارة إلى ضاحية أرنونا المتاخمة لحي المندوب السامي في القدس، حيث موقع قنصليتها العامة، وستعمل بشكل مؤقت من مقرّ القنصلية إلى حين الانتهاء من تجهيز مبنى كبير مجاور ليكون مقراً رئيساً.

القدس عاصمة إسرائيل.. ماذا يعنى القرار ؟

أن تصبح القدس عاصمة لإسرائيل يعني أنها أصبحت بشقّيها الشرقي والغربي تحت إمرة الاحتلال والسيادة الإسرائيلية الكاملة على المدينة، ما يفرض سياسة أمر واقع على خيار المفاوضات المتوقّفة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وتسعى الإدارة الأمريكية حالياً إلى إحياء المفاوضات، التي توقّفت منذ أبريل 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان، والإفراج عن معتقلين قدامى داخل السجون، والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967.

ويترتّب على قرار ترامب أيضاً أنه يعطي الحق لإسرائيل في السيطرة والتوسّع وبناء "عاصمتها" بالشكل الذي تريده، متجاهلة كل القرارات الدولية المتعلّقة بالحفاظ على الموروث الثقافي الإسلامي والمسيحي.

أضف إلى ذلك أن ترامب نسف كل الحقوق المطالبة بحرية زيارة الفلسطينيين والعرب للأماكن المقدسة في المدينة؛ بحجّة الحفاظ على أمن "العاصمة"، والتي تمثّل أمن واستقرار "الدولة الإسرائيلية".

كذلك فإن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعني رفع الوصايات الدولية والعربية والإسلامية عن المدينة المقدسة، وهو ما يسعى إليه الاحتلال، ما يمكّنه من بناء قواعد عسكرية هناك تسمح بدخول الجيش رسمياً متى شاء.

واقتصادياً، فإن خطوة ترامب "المتهوّرة" تعني ارتفاع معدلات البطالة والفقر في أوساط الفلسطينيين داخل المدينة المقدسة، التي يعاني سكّانها أوضاعاً أمنيّة ومضايقات من قبل الاحتلال، إضافة إلى ازدياد أعمال التهجير والإبعاد عن القدس.

فى سياق متصل قال الباحث فى الشأن الإسرائيلى "علاء الفار": الكيان الصهيونى يسعى الى فرض سياسة الأمر الواقع بفرض سيادته على كامل الأراضي الفلسطينية ،مؤكداً"الفار" أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو تطبيق لصفقة تمت بين الصهاينة ،والحزب الجمهورى "نتنياهو، ترامب" قبل الانتخابات الأمريكية ،وكان محاورها الرئيسية 'إلغاء الاتفاق النووى الإيرانى ،والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيونى ،ونقل السفارة كتطبيق وتنفيذ للصفقة.