نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، أمسيات دعوية بعنوان "مكانة الصيام والقرآن"، وذلك تنفيذًا لتوجي

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

"مكانة الصيام والقرآن" في أمسيات دعوية بمساجد الإسكندرية

الندوة   الشورى
الندوة


نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، أمسيات دعوية بعنوان "مكانة الصيام والقرآن"، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بتكثيف الجرعة الروحانية فى أيام هذا الشهر الفضيل وتوعية المصلين بمكانة القرآن الكريم والصيام.
وقال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: "في هذه الأيام يَستقبل المسلمون شهرَ رمضان المبارك، وكلُّهم شَوق إلى بلوغه، ورجاء أن يوفِّقهم الله سبحانه وتعالى إلى حُسن اغتنام أيامه ولياليه، وإلى صيامه وقيامِه إيمانًا واحتسابًا، ومن تأمَّل آيات الكتاب ونصوص السُّنة أيقن أنَّ الله عز وجل قد رفَع شهرَ رمضان مكانًا علِيًّا، وأنزله منزلة رفيعة، وفضَّله على كثير من الشهور تفضيلًا".
وتابع: "سر هذه الرفعة وهذا التفضيل يكون بتأمُّل حديث القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهر الكريم، وباستنطاق هذه النُّصوص جوابًا عن ذلكم السؤال، فإذا نظرنا في حديث القرآن الكريم عن الشَّهر المبارك، رأينا أنَّه قد وقَع في غير موطن، فتارة يتحدَّث عنه كاملًا، وأخرى يتحدَّث عن خير لياليه (ليلة القدر)، بلَّغنا الله إيَّاها، ورزقنا خيرَها".
واستطرد: "فكأن هذا الشهر الكريم لم يَرتق إلى تلك المكانة ولم يرتفِع إلى هذه المنزلة، إلَّا حين ارتبط ذِكره بالقرآن العظيم، وصار محلًّا زمنيًّا لنزوله، بل إنَّ ليلة القَدر ذاتها لم تَبلغ ما بلغَت من المكانة والرِّفعة، وبلغت أن تكون خيرًا من ألف شَهر، إلا بعد أن شرَّفها الله تعالى واختارها موعدًا لنزول الكتاب العزيز".
وأوضح "العجمي" أن هذه البركة القرآنيَّة ليست مقصورة على رمضان ولا على ليلة القدر، بل هي تمتدُّ لتنال كلَّ من تشرَّف بحمل الكتاب العزيز والاتصال به؛ ولا أدلَّ على ذلك من قول الله تعالى لصفيِّه من خلقه وسيِّد أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى: 52]، فبدون القرآن: ماذا يكون رمضان، وماذا تكون لَيلة القَدر، بل ماذا يكون سيِّد الخلق صلى الله عليه وسلم.
وأشار "العجمي" إلى أن المكانة التي حظي بها شَهر رمضان، إنَّما كانت ببركة كتاب الله تعالى، وأنَّها ليست مقصورة على الشَّهر الكريم، بل تمتدُّ إلى كل من اتَّصل بكتاب الله جلَّ ذكره، وامتد الأمر ليشمل أيَّامًا أُخرى من مواسم الصِّيام؛ مثل يوم الاثنين، وصيامه مستحب أسبوعيًّا كما هو معلوم، وحتى صيام يوم الاثنين، إنما صار صيامه مستحبًّا لكونه اليوم الذي أُنزل فيه الكتاب المبارك على نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم.
وأكد "العجمي" أن للصيام أثرًا نافعًا في حسن فهم وتدبُّر القرآن؛ فخلوُّ البطن من فضول الطعام، واستشعار النَّفس حقيقة الجوع - من أعظم أسباب صَفاء النَّفس وسمو الرُّوح، وكذلك الابتعاد عن كلِّ فضول؛ من نوم أو كلام، أو ضحك، والإقلال من هذا كلِّه يكون أكثر ما يكون في رمضان؛ حيثُ الصيام والاعتكاف، والاهتمام بإنجاز الأوراد، والمحافظة على الأوقات، ومن هنا جاءت نصوص الشَّريعة بالتحذير من الشِّبَع وامتلاء البطن، والرَّبط بينها وبين التطلُّع إلى الشهوات والوقوع في المحرَّمات، ولعلَّ هذا هو السر وراء تَكثيف العبادات القرآنيَّة في شهر رمضان، ما بين تلاوة واستماع ومدارسة؛ حيث تكون النَّفس أتم استعدادًا لفهم القرآن وتدبُّره والتأثر به.
وأضاف أن هذا الارتباط كان ظاهرًا قويًّا جدًّا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، حتى إنَّه صلى الله عليه وسلم كان له وِرد ثابت من مدارسة القرآن في كلِّ ليلة من ليالي رمضان، لا يتخلَّف عنه أبدًا.
ووجه "العجمى" رسالة إلى الصائمين قائلا: "ومن هنا فأنا أدعو نفسي وجميع المسلمين إلى اغتنام هذه المناسبة العظيمة، والإقبال على كتاب الله تعالى قراءةً وسماعًا، وفهمًا وتدبُّرًا وعملًا، وليجعل كلُّ واحد منَّا لنفسه وِردًا من القراءة والسماع، والتفسيرِ والتدبر، يُعينه على إحسان السَّير إلى الله جلَّ وعلا".