◄| لا يحق للمرأة الاعتكاف بالمسجد إلا بموافقة زوجها والمكياج في رمضان يفسد الصوم ◄| ليس بيني

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الأربعاء 24 أبريل 2024 - 10:30
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

د. عبلة الكحلاوى لـ"الشورى": دوري كداعية واجب مقدس ورسالة لابد أن أقوم بها

الدكتورة عبلة الكحلاوي  الشورى
الدكتورة عبلة الكحلاوي


◄| لا يحق للمرأة الاعتكاف بالمسجد إلا بموافقة زوجها والمكياج في رمضان يفسد الصوم

◄| ليس بيني وبين الناس  حواجز لأنني أستمد منهم سعادتي

◄|عوّدوا أطفالكم على العبادة حتى يشعروا بحلاوة الشهر الكريم

 اكتسبت الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي مكانة متميزة في وجدان الأسرة العربية والسر يرجع إلي  بساطتها وتلقائيتها ، ولما لها من منهجية تبتعد كل البعد عن التكلف والتصنع فاخترقت بشفافيتها وروحها الحلوة قلوب الصغار والكبار على السواء.. وعلى الرغم من مكانتها العلمية المشهود بها، فإنها كذلك شاعرة لها أعمال شعرية مؤثرة، كما أنها رسامة ومصممة أزياء بارعة، بل وكاتبة قصة متمكنة، وهي فضلا عن ذلك ربة منزل ماهرة.. "الشورى "التقىت الكحلاوي في لقاء غمرته الأجواء الرمضانية، فكان من الطبيعي أن نتعرف إلى جوانب غير مطروقة في حياتها، سواء عن ذكرياتها في هذا الشهر الكريم، وعاداتها الغذائية والاجتماعية.. فإلى التفاصيل.

استهلت الكحلاوى حديثها بالتأكيد على أن شهر رمضان شهر الخير والحب والصفاء الروحي، وأن فريضة الصوم تذكرني دائما بأن سمة البشر طلب الطعام وسمة الخالق الإطعام، وهذه رسالة لجميع المسلمين بأن نتقي الله فيمن كلفنا إطعامهم ورعايتهم.

 

ذكريات طيبة

* ما أكثر ما تتذكرينه خلال هذا الشهر؟

**الكعبة ومكة المكرمة، تربطني بهذه الأماكن المقدسة ذكريات طيبة سواء من خلال أدائي للعمرة نحو 40 مرة كانت معظمها في شهر رمضان، أو من خلال حجي لبيت الله ما يقرب من 14مرة، وهذه الأماكن ارتبطت في ذهني بكل شيء جميل، وكل ما يشكل راحة نفسية وروحية للإنسان، فمازلت أتذكر عباد الرحمن وموائد الرحمن والإفطار الجماعي والتلاقي الروحي والنفسي بين المسلمين، فكنت ألتقي مسلمات من سائر أنحاء العالم الإسلامي، كن دائماً يطرحن علىّ أسئلتهن، وكنت - بفضل الله تعالى - أجيب عن جميعها، عملا بمبدأ إن أفضل من يعلم أمور النساء هن النساء، فكثير منهن يمنعهن حياؤهن من الحديث إلى الرجل "المفتي" في أمورهن الخاصة.

 

* هذا يقودنا إلى السؤال عن العوامل التي أثرت في تشكيل ثقافتك الدينية؟

**كان والدي محمد الكحلاوى- رحمه الله - حريصا على تنشئتي تنشئة إسلامية سليمة، حيث تربينا جميعا على القيم والتعاليم الإسلامية، كان يقول لنا: "عرفت الله بالحب فاعرفوه أنتم بالعلم"، لذلك تخصصت في الفقه، كي أتفقه في الدين وأعرف الله بالعلم تنفيذا لوصية والدي.

 

حلاوة رمضان

* هل تتذكرين أول يوم صمته؟

**بدأت صيام اليوم كاملا منذ كنت في السادسة من عمري، كان هذا يجعلني أشعر بسعادة غامرة، وأشير هنا إلى أهمية ألا ينعزل الوالدان بالعبادة ويتركا أطفالهما للهو أو مشاهدة التليفزيون في رمضان، فإذا خرج الوالد لصلاة التراويح في المسجد فليأخذ ابنه الصغير معه ليؤدي معه الصلاة، وإذا بدأت الأم في الصلاة فلتجعل ابنتها بجوارها لتعودها عليها؛ حتى يشعر الأطفال بحلاوة العبادة.

 

* لكل إنسان عاداته في الشهر الكريم، كيف يكون يومك في رمضان؟

**طبعا الحال الآن اختلف عن ذي قبل، فقديما كنت مع الأسرة أعد مائدة الرحمن، ونقوم بتحفيظ القرآن الكريم، وعندما تزوجت زادت المسؤوليات، ثم تضاعفت بوفاة زوجي رحمه الله، حيث وجدت نفسي أتحمل أعباء الأسرة والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، فتحول رمضان بذلك إلى شهر دائم للعمل.. أما الآن فأبدأ يومي في رمضان بصلاة الفجر، وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم أبدأ نشاطي اليومي الذي دائمًا ما يكون موزعًا بين النشاط الدعوي والإعلامي، أجيب خلاله عن كثير من الأسئلة والاستفسارات التي ترد إليّ من الناس خاصة النساء في البرامج التليفزيونية التي استضاف فيها، كذلك أشارك ببرنامج محدد خلال شهر رمضان من كل عام.

 

* ألا ترين أن التأثر الروحاني برمضان اختلف عن ذي قبل؟

**نعم، رمضان في الماضي كان يتعامل معه الناس بروحانية أكثر، فمثلاً عندما كنا أطفالاً كان يمثل لنا بهجة وحبًا وروعة ليست موجودة الآن، حيث كانت الأسر تتبادل الزيارات، لكن الآن طغت الماديات على جميع أوجه الحياة.

 

خيارات غذائية

*في ظل إسراف البعض في تناول الطعام خلال هذا الشهر.. ماذا عن عاداتك الغذائية فيه؟

**أنا بطبعي مقلة في الأكل، وعلى الرغم من أن مائدتي الرمضانية فيها عدد من الخيارات الغذائية فإنني أفضل التمر واللبن في الإفطار والسحور، وهذا يريحني جدًا خاصة أن حركتي في رمضان كثيرة لمشاركاتي في كثير من الندوات والمحاضرات والبرامج التليفزيونية. وهنا أنصح أخواتي المسلمات بعدم الإكثار في تناول الطعام لاسيما في رمضان، فالأكل الكثير يعرض الإنسان للتخمة والميل إلى النوم والكسل ما يفرغ الشهر من مقصده وهو الإكثار من العبادة عن الأشهر الأخرى، بينما هناك أطعمة بسيطة كالبلح واللبن تجعل الإنسان متوازنًا نشيطًا، خاصة أن التمر تتوفر فيه عوامل غذائية جيدة.. ومن أعظم الحكم خلال شهر رمضان أننا نتهيأ في مرحلة الشباب للشهر بمخالفة ما اعتدنا عليه، والخروج قهرا عن عاداتنا الغذائية والاجتماعية، لكن عندما نكبر نعرف حكمة شهر رمضان، ونبتعد طواعية عن الطعام والعادات الغذائية السيئة حفاظا على صحتنا.

 

* تتحدثين دائما عن أهمية التواصل بين المسلمين.. كيف تطبقين ذلك مع أهلك وجيرانك؟

**شهر رمضان فرصة ثمينة لكي يتواصل المسلم مع أخيه المسلم ويعاود أهله، وأقول هنا لمن له خصام مع أي إنسان آخر عليك المبادرة بالسلام لتصفية الخلاف. أما أنا وعلى الرغم من تزايد أعبائي ونشاطي في رمضان.. أحاول بقدر الإمكان التواصل مع أهلي وجيراني ومعارفي، لكن إذا لم أتمكن من ذلك في بعض الأيام فإنني أستعيض عن ذلك بلقاء الأحباب من خلال الأجهزة الإعلامية، لاسيما أنني أؤمن بأن دوري كداعية واجب مقدس ورسالة لابد أن أقوم بها.

 

*هل تتواصلين مع الناس مباشرة أم يقتصر ذلك عبر أجهزة الإعلام؟

**بل هناك دائما تواصل مباشر بيني وبين الناس، وأحيانًا من خلال حوار عادي تتولد أسئلة للبعض وأرد عليها.. فليس بيني وبين الناس حواجز فكل من يسألني في أي مكان أجيبه طالما أن الأمر متاح، وحتى أن البعض يتصل بي في منزلي ولا أتردد في الإجابة عن تساؤلاته.

 

التبرج ورمضان

* مشروعاتك الخيرية.. كيف تتابعينها في رمضان؟

**أتعامل مع المستفيدين من تلك المشروعات في كل الأوقات بحب ومسؤولية، لكن في شهر رمضان أكثر من زياراتي للجمعيات الخيرية، لأنه لابد أن نكون في هذا الشهر أكثر حميمية لزيادة التواصل والقدرة على الاستمرار فيه، بل ويجعلنا ذلك قريبين من بعضنا البعض، نشعر بآلام المحتاج، وسنجد أنفسنا سعداء بهذا السلوك الحضاري حيث يكون كل منا قدوة في التعامل مع أخيه المسلم. ولا أستطيع أن أصف مدى سعادتي عندما أجد أن جهودنا أثمرت عن توفير الراحة وقضاء الحاجة لأهلنا وإخواننا من المسلمين.

 

* بعض النساء تذهبن في نهار رمضان إلى الكوافير، فهل يصح لها الصيام؟

**المرأة في هذه الحالة ترتكب معصية، لأنها تكشف شعرها أمام الرجل الذي يضع يده على شعرها ووجهها، وهذا الأمر يحرمه الشرع الإسلامي الحنيف تحريما قاطعا، فإذا ارتكبت هذه المناهي وهي صائمة، يصدق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش".

 

* وماذا عن التي تضع المكياج وأحمر الشفاه وهي صائمة؟

**على المرأة المسلمة أن تصوم صوما حقيقياً، وأن تجاهد شيطانها وتبتعد عن المكياج، فالصيام يهذب النفس، ويصفي الروح، ويطهر الجوارح، وعلى النساء أن يترفعن عن كل ما من شأنه أن يثير الفتنة، ويحرك الغريزة الجنسية، ووضع طلاء الشفاه في حد ذاته لا يفسد الصيام، إلا إذا تخلل منه شيء مع اللعاب ودخل إلى الجوف، فإنه في هذه الحالة يفسد الصيام. وأقول للمرأة إذا كنت من ذوات التبرج والسفور، ومن المولعات بإثارة غرائز الرجال - لأن الشيطان يزين لك المعصية - فقد آن الأوان لأن تعودي إلى الله تعالى تائبة، وأن تستغفريه على ما اقترفته طوال العام، من عرض مفاتنك تارة، ومحاولة إغواء الرجال تارة أخرى.

 

لا تعتكفي بغير إذنه

* هل يجوز للنساء الاعتكاف أسوة بالرجال في العشر الأواخر من رمضان؟

**يجوز للمرأة أن تعتكف في المسجد بشرط أن تكون في مأمن من أية فتنة، أي لا يحدث اختلاط بين الرجال والنساء، ولا تتعرض لما ينهي عنه الشرع الإسلامي الحنيف، وأن يكون اعتكافها بموافقة الزوج ورضاه ولا يجوز أن تعتكف بغير موافقته، وأن يكون المسجد قريباً من بيتها كالمساجد الملحقة بالعمارات الآن، لكني أرى أن اعتكاف المرأة في بيتها أفضل. وللاعتكاف آداب مهمة، منها حبس الجوارح عن المعاصي، واستخدامها في الطاعات، واستغلال الوقت كله في العبادة والطاعة، وأقصد بهذا أن تحيي الليل في الذكر والصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم، وأن تبتعد عن كل ما يتعلق بالدنيا، أيضا من شروط الاعتكاف أن تكون المرأة طاهرة، فلا يجوز أن تعتكف الحائض أو النفساء.

 

* هل يمكن للزوجة أن تخرج زكاة الفطر من مالها الخاص ؟

**زكاة الفطر تجب شرعا على الزوج عن زوجته سواء أكانت غنية أو فقيرة، وعن أولاده صغاراً أو كبارا ماداموا في رعايته، كما يخرج عن أبويه الفقيرين. فإذا امتنع عن الإخراج عن زوجته بحجة أنها تعمل ولديها مال فعندئذ يكون خارجاً عن أحكام الشريعة الإسلامية، لعدم التزامه بما شرعه الله عز وجل من أحكام زكاة الفطر، ويجب على الزوجة في هذه الحالة أن تبادر بإخراج الزكاة عن نفسها، ولها من الله عز وجل الثواب العظيم، كما يجوز للمرأة أن تأخذ من مال زوجها الممتنع عن أداء زكاة الفطر ما تؤدي به هذه الفريضة.

 

* كلمة أخيرة؟

علينا في هذه الأيام المباركة أن نراجع حقيقة إيماننا.. فالمؤمن الحقيقي يعرف كيف يحب الله.. والله سبحانه وتعالي يحب العبد إذا كان في قلبه ذرة من التقوى وشعور بالآخرين، لأن المسلم إذا لم يشعر بأخيه فسوف يحاسب حساباً عسيراً.