نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، أمسيات دينية بعنوان "الإسلام دين القصد والعفاف"، وذلك تنفيذا

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

"الإسلام دين القصد والعفاف".. أمسيات دينية بمساجد الإسكندرية

جانب من الأمسيات الدينية  الشورى
جانب من الأمسيات الدينية


نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، أمسيات دينية بعنوان "الإسلام دين القصد والعفاف"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بنشر سماحة ووسطية الإسلام وبيان ما جاء به من يسرا ونبذه للعنف والتشدد والغلو فى الدين.

وعن الإسلام دين القصد والعفاف، قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: "روى النسائي في سننه أنه كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله (وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ)، فالقصد هو التوسط والاعتدال وعدم الاسراف والتبذير، أو الشح والتقتير، فالإسلام دين متوازن يقرن بين مطالب الجسم والنفس في تعاليمه، ويكفُّ طغيان أحدهما على الآخر؛ ففي حين فشلت الفلسفات البشريَّة في التوفيق بين ضرورات البدن وأشواق الروح، نجح الإسلام في ذلك؛ لأن المؤمن يُقَسِّم آماله ورغائبه على معاشه ومعاده، ويطلب الخير لنفسه في يومه وغده، فالإسلام يوصي المرء ألاَّ يكون عبدَ بطنه؛ يمْعِنُ في التشبُّع والامتلاء، فلا يصلح للأعمال الجليلة من جهاد وتضحية".

وأضاف أن ملذات الطعام وحطام الدنيا أنزل قَدْرًا من أن يتفانى الناس فيها على النحو الشائن الذي نراه، بل ينبغي التوسُّط والاعتدال دون إفراط ولا تفريط؛ فإنَّ تحريم الحلال كتحليل الحرام، ويوصي الإسلام أيضًا بالاعتدال في ارتداء الملابس، وعدم التعالي أو الخيلاء بها، قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَلْهَبَ فِيهِ نَارًا ” رواه ابن ماجة، فالاستغناء عن الفضول والاكتفاء بالضرورات من آيات الاكتمال في الخُلق.

وأوضح "العجمى" أن هناك فرق كبير بين مَنْ يُزَخْرِف ظاهره ويُهمِل باطنه، مضيِّعًا وقته في ذلك، وبين مَن يجعل همَّه حقيقته واستكمال مروءته، ثم هو لا يُهْمِل -مع زحمة الواجبات- ارتداءَ ما يَجمل به ويلقى الناس فيه.

وأشار "العجمي" إلى أن الإسلام يستحبُّ البساطة المطلقة في تأسيس البيوت وتأثيثها، ويوصي بنبذ التكلُّف والمبالغة في هذه النفقات، وهو مع هذا لا يأبى أن تُقام الحصون بروجًا مشيَّدة، وأن تُبنى المدارس، والجامعات، والملاجئ، والمحاضن، والمستشفيات، ويُنْفَق في بنائها الألوف المؤلفة؛ لأنها من المصالح العامَّة للأُمَمِ الباقية على مرِّ العصور والأزمان، فالإسلام يريد أن يجتثَّ جذور الترف من حياة الفرد ومعيشة الجماعة؛ حتى يسلم للأُمَّة كيانها ويبقى تماسكها.

وأكد "العجمى" على أن التوسُّط لبُّ الفضيلة، والتوسُّط هنا أن تملك الحياة لتُسَخِّرَها في بلوغ المُثُل العليا، لا أن تملك الحياة فتُسَخِّرك لدَنَاياها، ولا أن تُحْرَم من الحياة أصلاً فتقعد ملومًا محسورًا.

وتناول "العجمى" الحديث عن العفة فقال: "أما عن العفة فقد جاء في ” لسان العرب “: ”العِفّة: الكَفُّ عما لا يَحِلّ … والاسْتِعْفاف: طلَبُ العَفافِ وهو الكَفُّ عن الـحرام".

ولفت "العجمي" إلى أن العفافا نوعان، الأول: العفة عن الأطماع وسؤال النّاس، ومنه قوله تعالى:{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} [البقرة: من الآية273]، ومنه حديث الطّبراني عن كعب بن عُجرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (( وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعُفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ))، أما النوع الثاني: العفة عن الزنا، ومنه قوله تعالى: "ولْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" (النور: 33)، وحدّ العفّة أن تغضّ بصرك وجميع جوارحك عن الأجسام الّتي لا تحلّ لك، فما عدا هذا فهو عُهر وما نقص حتى يمسك عمّا أحل الله تعالى فهو ضعف وعجز، والعفة من أعظم الخصال الّتي يتّصف بها الإنسان، حتّى إنّ فاقدها ليجد أنّ العفّة هي أعظم ما حُرِم منها، ويطمع أن يتحلّى بها.

واختتم "العجمي" حديثه قائلًا: "من أعظم مقامات الصّبر :فما من فضل وعد الله به الصّابرين إلاّ والعفيف في مقدّمة هؤلاء، لأنّ العفّة هي الكفّ، وذاك هو عين الصّبر، وكلّما كثر الدّاعي للفاحشة وسهل اقترافها كان العفيف أكثر أجرا وأعظم ذخرا".