◄| خبراء: مصالح أمريكا ورغبات "كيم" تحددان "كفن" أو عرس المصالحة الكورية.. والعبرة بنتائج القمم

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

برغم إعلان المصالحة والإشادات الدولية "الغموض" يلاحق الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


◄| خبراء: مصالح أمريكا ورغبات "كيم" تحددان "كفن" أو عرس المصالحة الكورية.. والعبرة بنتائج القمم

◄| "مون" و"كيم" يتعهدان بتخفيض الأسلحة في المنطقة.. ولم شمل العائلات التي فرقتها الحرب

◄| زعيما الكوريتين يتفقان على الدفع باتجاه محادثات تشمل الولايات المتحدة والصين

◄| كخطوات أولية للتقارب "الشمالية" تعدل توقيتها.. و"الجنوبية" تزيل مكبرات الصوت

◄| ترامب يقترح عقد القمة الأمريكية- الكورية المرتقبة في "بانمونجوم"

◄| أستاذ علوم سياسية: كوريا الشمالية لن تنزع سلاحها النووي كاملًا.. وأمريكا لن تحقق "نصرا كاملا"

بعد صراع دام لعقود، عقدت الكوريتان الشمالية والجنوبية، في 27 أبريل الماضى قمة تاريخية بين مون جاي إن، رئيس كوريا الجنوبية، وكيم جونغ أون، رئيس كوريا الشمالية ، في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين،كخطوة أولى للتصالح بينهما، لتكون هذه المرة الأولى منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953، التي دخل فيها زعيم كوري شمالي أراضي الجنوب، وذلك بعد عبور كيم خط الحدود العسكرية الذي قسم شبه الجزيرة الكورية إلى بلدين منذ نهاية الحرب الكورية قبل 65 عاما.

وبعد سنوات من العلاقات المتوترة بين الكوريتين، تعهد الزعيمان فى أبريل الماضى بوضع نهاية رسمية للحرب الكورية، ونزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، كما اتفقا على الدفع باتجاه تحويل الهدنة التي أنهت الحرب الكورية عام 1953 إلى معاهدة سلام هذا العام، وتغيير المنطقة منزوعة السلاح التي تقسم البلاد إلى "منطقة سلام" عن طريق وقف بث الدعاية، وتخفيض الأسلحة في المنطقة في انتظار تخفيف التوتر العسكري، وكذلك الدفع باتجاه محادثات تشمل الولايات المتحدة والصين.

واتفقا أيضًا على تنظيم لم شمل العائلات التي فرقتها الحرب، وربط وتحديث السكك الحديدية والطرق عبر الحدود، والمشاركة بفرق تجميع رياضيين من الجانبين في مزيد من الأحداث الرياضية، بما في ذلك دورة الألعاب الآسيوية لهذا العام.

خطوات أولية

وعقب عقد القمة، أعلنت كوريا الشمالية عن أول قراراتها في سبيل التقارب بينها وجارتها كوريا الجنوبية، حيث أعلنت عن نيتها تعديل توقيتها المعمول به لكي يتوافق مع كوريا الجنوبية، وهو القرار الذي اعتمدته اللجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى.

وحسب وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، فإنه بداية من 5 مايو 2018، سيتم تقديم التوقيت في بيونج يانج 30 دقيقة، لكي يتوافق مع التوقيت الكوري الجنوبي.

كما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أن الجيش سيقوم بإزالة مكبرات الصوت المستخدمة فى بث الحرب النفسية ضد كوريا الشمالية على امتداد الخط العسكري الفاصل ابتداء من الأول من مايو، وذلك كإجراءات لاحقة لبيان بانمونجوم الموقع بين رئيسي الكوريتين في لقاء القمة التاريخي الأخير.

وقالت الوزارة في بيان لها، نقلته وكالة أنباء "يونهاب"، إن هذه الإجراءات تأتى كجزء من مساعي الالتزام ببيان بانمونجوم الذي ينص على وقف جميع أعمال الاعتداء بالقرب من الخط العسكري الفاصل بين الكوريتين، وإزالة المرافق المستخدمة لذلك مثل بث الدعاية المناوئة عبر مكبرات الصوت أو إرسال منشورات.

ترحيب دولي

ولاقت القمة التاريخية بين زعيمي الكوريتين، ترحيبًا دوليًا، ففي الصحف العربية، وصفها بعض الكُتاب بأنها "قمة إذابة الجليد"، وخطوة تقارب هائلة يمكن البناء عليها في استعادة الثقة بين البلدين الشقيقين، وقوة بين طرفين، الأول يمتلك إرادة سياسية حديدية وسلاحًا نوويا وجيشا متماسكا، والثاني له قوة اقتصادية وتكنولوجية عالمية، والبعض تساءل عن إمكانية تخلي كوريا الشمالية عن البرنامج النووي.

وأعرب رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبي، خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الكوري الجنوبي، عن أمله في أن تؤدي محادثات القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى خطة محددة لنزع السلاح النووي، معربًا عن تقديره تأكيد زعيمي الكوريتين على هدف نزع السلاح النووى بصورة تامة فى شبه الجزيرة الكورية من خلال "إعلان بانمونجوم".

وأفادت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، بأن قرار كوريا الشمالية وقف التجارب النووية يخلق مناخا مواتيا لإجراء محادثات بشأن نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، معربة عن ارتياحها حيال التطورات في قضية شبه الجزيرة الكورية باتجاه خارطة الطريق.

كما رحبت الصين بالقمة، قائلة إنها تشيد بزعيمي الدولتين لاتخاذهما "خطوة تاريخية" تجاه السلام، حيث ذكرت هوا تشون يونغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في مؤتمر صحفي، أن بكين تتمنى أن يحقق الاجتماع بين زعيمي الكوريتين نتيجة إيجابية.

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، بالقمة التاريخية بين الكوريتين، مؤكدًا أهميتها في تعزيز الانسجام والسلام في شبه الجزيرة الكورية.

اجتماع سري

وقبل عقد القمة بين الكوريتين، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، عقد اجتماعًا سريا مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال عطلة عيد الفصح، موضحة أن الاجتماع جاء بهدف مناقشة الأساس الذي بناء عليه ستعقد القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي.

في السياق ذاته، ذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، أن عددا من نواب الكونجرس الجمهوريين والديمقراطيين يحذرون الرئيس دونالد ترامب من الثقة في زعيم كوريا الشمالية خلال المحادثات.

في حين اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن تعقد القمة التاريخية بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في قرية بانمونجوم على الحدود بين الكوريتين، ولاقى هذا الاقتراح ترحيبا من رئيس كوريا الجنوبية مون جيه، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي يجب أن يحصل على جائزة نوبل للسلام لجهوده فى إنهاء الأزمة مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها للأسلحة النووية.

نزع السلاح

ومن وجهة نظر الخبراء السياسيين، فإن مصير الملف النووى الكورى لا يزال غامضا وسط المصالح الأمريكية من جهة، ومصالح كوريا الشمالية من جهة أخرى.

من جانبه، قال محمد صلاح، كاتب متخصص في الشئون الكورية، إن الإعلان الصادر في نهاية القمة الكورية، أشار إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي خلال سنة، مضيفًا أن مسألة نزع السلاح النووي ستتوقف على نتائج القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حيث ستكون هناك مطالب من أمريكا بنزع السلاح النووي، وفي المقابل ستكون هناك مطالب من كوريا الشمالية تتضمن أمن النظام، وغيرها من الأمور مثل الأسلحة الإستراتيجية المتواجدة في جنوب شبه الجزيرة الكورية، ومصير القواعد الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، وكذلك البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية، وهل ستتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن حليفتها اليابان، خاصة أن تلك الصواريخ تمثل خطورة على أمن اليابان.

وتابع: "سيسعى النظام الكوري الشمالي خلال الفترة القادة لتطوير الإستراتيجيات الاقتصادية الخاصة به، وهذا ما تبين من اجتماعات الحزب الحاكم هذا العام، وكذلك أمن النظام".

توقعات بقمة رباعية

ولفت "صلاح" إلى أن الصين وكوريا الشمالية علاقتهما وطيدة وقديمة، وعلى قدر كبير من التحالف، فنسبة كبيرة من صادرات كوريا الشمالية تتجه إلى الصين، ومع ذلك بدأت تفتر في الفترة الأخيرة، وبدأت الصين تتقارب مع كوريا الجنوبية في الفترة من 2013 إلى 2016، منوهًا إلى أن النظام في الصين يعتبر أن كوريا الشمالية هي حائط الصد الأول له من القواعد الأمريكية المتواجدة في كوريا الجنوبية.وأضاف أنه من المتوقع أن تحدث قمة ثلاثية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية، كما انه من المتوقع أن تحدث قمة رباعية بين أمريكا والصين والكوريتين.

وأفاد بأن الجميع يسعى لتحويل النظام في شبه الجزيرة الكورية إلى نظام سلام، مشيرًا إلى أن توقيع اتفاقية السلام لن يتم إلا بوجود الولايات المتحدة والصين، فكلاهما له مصالح يسعى للحفاظ عليها.

نصر كامل

بينما رأى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أن كوريا الشمالية لن تنزع أسلحتها النووية بشكل كامل، بل يمكنها طمأنة نظيرتها الجنوبية بتنفيذ مشروعات مشتركة، والسعي لحل الأزمات بينهما، مشيرًا إلى أن كوريا الجنوبية تتوسط نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، وتحقيق نصر كامل عليها، وهذا لن يحدث.

وأوضح "حسين" أن أي تقارب بين الكوريتين، سيصب في مصلحة كوريا الجنوبية، التي تسعى لتجنب سلاح نظيرتها الشمالية النووي.

وتوقع "حسين" رفض الزعيم الكوري الشمالي لنزع السلاح النووي بـ"شكل كامل"، بل يمكنه الموافقة على التخلص من بعض سلاحه، وليس التخلص منه نهائيا، بل تسعى كوريا الشمالية لأن يتم قبولها عضوا في النادي النووي، ويتم التعامل معها على أنها قوة نووية.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تتوهم أن توافق كوريا الشمالية على نزع سلاحها النووي بشكل كامل، ثم تبدأ في الضغط على إيران، وهذا مستحيل، لافتًا إلى أن أي إغراءات يمكن تقديمها لن تجعل أي دولة تتخلى عن مثل هذه القوة، فالسلاح النووي قوة لأي دولة، كما أن كوريا الشمالية تكبدت مبالغ باهظة لإنشائه.