مهدى المشاط ظهرت قوته بين الحوثيين منذ سبتمبر 2014 بصنعاء ، وكان وقتها مديراً لمكتب الحوثي ،وكان المشاط قا

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

بعد خلافته لـ "الصماد" "الشورى" تكشف أسرارا جديدة في حياة "المشاط" وزير دفاع الحوثيين الجديد

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


مهدى المشاط ظهرت قوته بين الحوثيين منذ سبتمبر 2014 بصنعاء ، وكان وقتها مديراً لمكتب الحوثي ،وكان المشاط قائد اقتحام مدينة دماج السلفية ،بعد الحصار العسكرى الذى فرضه الحوثيون الاثنى عشرية المسلحة على دار الحديث السلفية فى دماج،  كان المشاط يعبر عن فكره ورأيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك،وخلال مفاوضات الكويت عام 2016 وكان وقتها ضمن ممثلى الحوثيين انتقد ما سماها "أفكاراً مجتزئة"من قبل الحكومة وقال إن الحكومة حينها ترفض التواصل "لاتفاق شامل وكامل".

تم تعيينه فى عضوية المجلس فى مايو 2017 بناء على طلب جماعة أنصار الله ، ليكون الرجل الثانى السياسى للجماعة ،وبذلك أصبح بديلاً ليوسف الفيشى،وقالت تقارير صحفية وقتها إن تعيين مهدى المشاط تم بعد وجود خلاف بين "الصماد والفيشي"  ولأهمية المشاط فى الجناح السياسي للجماعة كان من ضمن الوفد الذي زار موسكو فى نهاية عام 2016 والتقى برئيس الوزراء العراقى "حيدر العبادى" وزار مسقط والتقى بكبار الروس فى العام نفسه .

نشأ مهدي المشاط في إحدى العائلات الريفية في محافظة صعدة، غير أن ظروفا مختلفة جعلته أكثر قربا من مركز صنع القرار في الجماعة الحوثية وواحدا من المنتمين للدائرة الضيقة المحيطة بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بعد مقتل شقيقه الأكبر حسين الحوثي في سبتمبر 2004، حيث أحاط حينها بالقائد الحوثي الجديد ثلة من شباب صعدة المتحمسين لمناصرته منهم بعض من رفقاء طفولته وصباه، من بينهم المشاط الذي رافق عبدالملك الحوثي في أصعب المراحل التي مر بها الحوثيون، وشارفوا خلالها على الانهيار وتنقل معه من كهف إلى آخر، خلال الحروب التالية لمقتل مؤسس الجماعة.

وهو ما منحه ميزة إضافية وثقة مضاعفة من قبل زعيم الجماعة الذي عينه مديرا لمكتبه ليصبح همزة الوصل بينه وبين مختلف قيادات الجماعة المتفرقين في الجبال والوديان، في ظل ظروف غاية في التعقيد أمنيا وعسكريا، حيث كانت الطائرات في تلك المرحلة تترصد الكهوف والجبال التي يمكن أن يتحصّن فيها الحوثي.

ملفات ساخنة

أمسك المشاط بالعديد من الملفات الساخنة والتي كانت تحتاج إلى اندفاعه المعهود وتطبيقه الحرفي لتوجيهات وإرادة زعيم الجماعة وكانت أولى تلك المهام خارج إطار حروب صعدة الست توليه مهمة إخلاء بلدة "دماج" في صعدة من آخر مظاهر التنوع الثقافي والمذهبي، من خلال إشرافه على طرد وتهجير السلفيين في المنطقة، بعد قصف وحصار استمر بين عامي 2013 و2014.

وقد توسعت المهام التي كلف بها المشاط بعد ذلك عبر توليه إدارة الملف السياسي الذي كان يديره بصلاحيات شاملة ممنوحة له من زعيم الجماعة. اتضح ذلك من خلال دور المشاط في المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين قبيل اجتياح صنعاء وتوقيعه على وثيقة اتفاق السلم والشراكة في دار الرئاسة بصنعاء ممثلا لجماعته التي كانت تحاصر القصر آنذاك.

كما مثّل المشاط الحوثيين في كافة المفاوضات السياسية مع القوى والمكونات اليمنية التي أشرف عليها المبعوث الأممي الأسبق جمال بن عمرو بعد الانقلاب. وفي جميع تلك المحطات من الحوار السياسي، عرف عن الرجل نزقه السياسي، واحتدامه في النقاش مع الأطراف الأخرى، ما أدى في إحدى تلك الجولات إلى انسحاب ممثلي حزبين يمنيين بعد أن قالا إنهما تلقيا تهديدا مباشرا منه.

نسبت الكثير من التهديدات والرسائل غير الدبلوماسية للمشاط، وتشتهر في هذا السياق مقولة شهيرة لعراب الدبلوماسية اليمنية عبدالكريم الإرياني الذي شاءت الظروف أن يجلس في إحدى تلك المفاوضات في أواخر عمره وجها لوجه أمام المشاط، خرج منها بمقولته الشهيرة التي قال فيها "من غضب الله عليه أمد في عمره حتى يحاور مهدي المشاط" في تعبير صريح عن سوء وفداحة الانطباع الذي تولد في مخيلة سياسي ودبلوماسي مخضرم قاد خلال مسيرته الطويلة المئات من جولات المفاوضات السرية والعلنية مع أطراف داخلية وخارجية، ولكنه لم يصادف مثل هذا النموذج من المفاوضين من قبل.

تحولات اليمن الشرسة تنقل المشاط خلال سنوات قليلة من متمرد حوثي مطارد في مسقط رأسه بجبال حيدان شمالي اليمن، إلى مدير افتراضي لمكتب زعيم الجماعة الحوثية، لينتهي به المطاف رئيسا لمناطق الانقلاب.

وعقب إحكام الحوثيين سيطرتهم على العاصمة صنعاء، تحولت طبيعة عمل المشاط من مدير لمكتب عبدالملك الحوثي نتيجة ما تقتضيه ضرورة بقائه في صنعاء كمندوب سامي لزعيم الحركة وممثل لإرادته التي يديرها من خلف ستار سميك.

وقد تعمقت ثقة الحوثي بالمشاط حتى منحه صلاحيات غير مسبوقة لإدارة ملف الحوار السياسي داخليا وخارجيا، من خلال مشاركته في مفاوضات السلام اليمنية بين الحكومة والحوثيين التي رعتها الأمم المتحدة في الكويت منتصف العام 2016، وهي المفاوضات التي عمل المشاط على التعبير عن مواقفه المتصلبة إزاءها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي حوّلها إلى منصة لتوجيه الاتهامات غير المسبوقة لجميع الأطراف، بما في ذلك المبعوث الأممي السابق إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي اتهمه بالعمالة والارتهان لما وصفها بدول العدوان.

بين مرحلتين

استطاع الصماد بمرونته السياسية غير المألوفة عند الجماعة الحوثية أن يتزعم تيارا ضعيفا داخل جماعته، سعى من خلاله إلى تكوين جبهة داخلية لمواجهة الحكومة الشرعية والتحالف العربي، وقد اقتضى ذلك أن يخطط بمشاركة القيادي الآخر في الجماعة يوسف الفيشي لعقد اتفاق شراكة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه، تتضمن إنشاء حكومة ومجلس سياسي أعلى لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب.

نجح ذلك المسعى في إعلان ما تسمى "حكومة الإنقاذ الوطني" برئاسة عبدالعزيز بن حبتور، وكذا تأسيس المجلس السياسي الأعلى برئاسة الصماد، وهي مؤسسات تم تشكيلها بالمناصفة في محاولة لإنهاء حالة الازدواج والصراع داخل أروقة المعسكر الانقلابي.

وقد قوبلت خطوات الصماد والفيشي بمعارضة واسعة من جناح الصقور في الجماعة الحوثية الذي لم يكن يؤمن بجدوى الحلول السياسية، منساقا بحالة غضب ثوري وأيديولوجي. وكان محمد علي الحوثي وأبوعلي الحاكم ومعهما المشاط في مقدمة القيادات الحوثية التي سعت لإفشال الاتفاق بين صالح والحوثي، ودفعت لاحقا باتجاه إنهاء أي دور سياسي لحزب المؤتمر، ولو تطلب الأمر تصفية علي عبدالله صالح نفسه.

وقد تعزز موقف تيار الصقور في أحد اجتماعات المجلس السياسي الأعلى في مايو من العام 2017 عندما خسر الصماد أحد أبرز حلفائه بعد إجبار الفيشي على الاستقالة من المجلس، ليحل محله المشاط، ما اعتبر بداية لمرحلة المواجهات التي تصاعدت فيها الخلافات بين الرئيس اليمني الراحل وحزبه وانتهت بإقدام الحوثيين على قتل رئيس حزب المؤتمر والأمين العام للحزب عارف الزوكا في الرابع من سبتمبر 2017 وهي المرحلة التي اضطلع فيها الصماد بدور جديد واقعي ولكنه غير أخلاقي.

حيث عمل على احتواء قيادات حزب المؤتمر في صنعاء والإبقاء على الحزب كشريك شكلي بعد مقتل صالح، ولكن بعض المراقبين يعتقدون أن خلفه المشاط لن يبقي طويلا على حالة الشراكة الصورية تلك مع بقايا حزب المؤتمر الواقعين تحت الحصار الحوثي في صنعاء، انطلاقا من معرفة سابقة بطريقة تفكيره السياسي ورصيده الطويل مع فكرة الصدمات.