»| خبراء: تجربة زراعة الأرز بالمياه المالحة لم تنجح بعد ولا تزال داخل المعمل »| رئيس "البحوث ال

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

بعد خفض المساحات إلى 700 ألف فدان فقط لترشيد استهلاك المياه..هل تتمكن الحكومة من زراعة الأرز بالمياه المالحة؟

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


»| خبراء: تجربة زراعة الأرز بالمياه المالحة لم تنجح بعد ولا تزال داخل المعمل

»| رئيس "البحوث الحقلية" الأسبق: حتى الآن لم يتم استنباط أصناف من الأرز تتحمل نسبة الملوحة

»| عضو بـ"زراعة البرلمان": خطوة "جيدة ولابد من مواصلتها

يعتبر محصول الأرز من أهم المحاصيل الإستراتيجية التي تتم زراعتها في مصر، فهو يحتل المركز الثاني بعد القمح في غذاء المصريين، كما يوفر عائدًا اقتصاديا من تصديره. وتعتبر وفرة المياه شرطا رئيسيا لزراعة الأرز، لذا تحاول الدولة جاهدة التغلب على مشكلة نقص المياه اللازمة لزراعة الأرز، وتوفير طرق بديلة لزراعته. وعليه اتخذت الحكومة بعض الإجراءات في الفترة الأخيرة لترشيد استهلاك المياه وذلك من خلال حظر زراعة بعض الأصناف التي تستهلك كمية كبيرة من المياه في زراعتها مثل الأرز، كما أعلنت وزارة الزراعة عن خفض زراعة مساحة الأرز من مليون و100 ألف فدان إلى 724 ألف فدان و200 فدان في محافظات بالوجه البحري، وحظر زراعته بمحافظات الوجه القبلي وايضا الاتجاه لزراعة الأرز اعتمادًا على المياه المالحة.

تجربة جديدة

في مارس من العام الجاري، كشف الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة، عن أن مركز البحوث الزراعية يعمل حاليا في تجربة زراعة الأرز بالمياه المالحة في الساحل الشمالي، مشيرًا إلى انه في حالة التوصل إلى نتائج جيدة، سيتم تعميم التجربة في المحافظات الساحلية.

ولفت إلى انه تم استنباط أصناف جديدة من الأرز تم تطبيقها بالفعل في بعض المراكز تمكث 90 يوما بدلاً من 120 يوما وتوفر حوالي 5 مليارات متر مكعب مياه. كما نجح فريق من الباحثين المتخصصين في محصول الأرز بكلية الزراعة بمشتهر بجامعة بنها، في توقيع بروتوكول تعاون مع خبراء من إحدى الجامعات فى الصين فى زراعة الأرز بالمياه المالحة فى منطقة العلمين، حيث نجحت الصين فى إنتاج أصناف من الأرز تتحمل المياه المالحة والأرض المالحة أيضا، وإنشاء مزرعة تجريبية على مساحة 50 فدانا، بالتعاون مع شركة الريف المصري، وذلك للاستفادة من خبرة الجامعة الصينية في زراعة الأرز باستخدام المياه المالحة.

استنباط أصناف

وأشار الدكتور إبراهيم درويش، رئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية، إلى أن الحكومة قامت في الفترة الأخيرة بخفض المساحات المزروعة بالأرز، لتقليل كمية المياه المستهلكة، فالأرز يعيش معظم حياته في الماء، وزراعته تحتاج لتوفير كمية مياه كبيرة، وتتم زراعته في مناطق شمال الدلتا، وهذه الأراضي قريبة من البحر، وعندما تتم زراعتها بالأرز تساعدها على التخلص من الملوحة، مضيفًا أن الأرز محصول غذائي اقتصادي، ويعتبر محصولا إصلاحيا لأراضي شمال الدلتا التي تحتوي على نسبة ملوحة.

وأوضح "درويش" أن تحمل الأرز لنسبة من الملوحة يأتي نتيجة انه يعيش فترة طويلة في المياه، لافتًا إلى أن وزارة الزراعة تلجأ لاستنباط أصناف تتحمل نسبة عالية من الملوحة.

وأكد "درويش" انه لا يمكن الاعتماد على المياه المالحة في زراعة الأرز، بل يمكن استخدام مياه بها نسبة قليلة من الملوحة، بعد ري الأرض بالمياه العذبة في المرحلة الأولى من الزراعة، حتى يستطيع النبات تكوين مجموعة الجذري، مثلما يلجأ بعض الفلاحين للري من المصارف بعد الإنبات وليس في المرحلة الأولى من الزراعة، منوهًا إلى انه سيكون أمرا صعبا.

وأفاد "درويش" بأن نسبة الإنتاج تتناسب عكسيا مع زيادة الملوحة، فكلما زادت الملوحة، قل الإنتاج، والعكس.

وذكر "درويش" أن الدولة تسعى حاليا لاستنباط أصناف جديدة تتحمل الملوحة وزراعتها في شمال الدلتا، وأصناف أخرى تتحمل الجفاف وزراعتها في الأراضي الجديدة، مضيفًا انه يجب استنباط اصناف تعطي انتاجية عالية في أراضي الوادي والدلتا وتوفر المياه، وتطوير منظومة الري.

صعوبة التطبيق

وأيده الدكتور محمد أبوزيد النحراوي، رئيس معهد بحوث المحاصيل الحقلية الأسبق، رئيس بحوث متفرغ بالمعهد، وأستاذ تربية النباتات، لافتًا إلى أنه يصعب تطبيق التجربة، معللًا ذلك بأن الأرز لا يتحمل نسبة عالية من الملوحة.

وأوضح "أبوزيد" أن الأصناف التي يتم استنباطها حتى الآن لن تتحمل مياه البحر، منوهًا إلى انه يتم زراعة الأرز في شمال الدلتا حتى يمنع دخول مياه البحر على الأراضي، ويغسل الأملاح بها.

وأشار "أبوزيد" إلى انه في حالة تخفيف مياه البحر واستخدامها في الزراعة، ستزداد نسبة الملوحة بالأرض على المدى الطويل، ولن تنتج الأرز، موضحًا انه كلما يتراكم الملح، يزداد التركيز.

وأضاف "أبوزيد" أنه حتى الآن لا توجد أصناف تتحمل الري بمياه البحر ونسبة الملوحة المتواجدة بها، مشيرًا إلى انه توجد أصناف تتحمل العطش ولكن تقل إنتاجيتها.

محصول استصلاحي

وقال الدكتور عبد السلام دراز، رئيس بحوث متفرغ بمركز البحوث الزراعية، ورئيس البرنامج القومي للأرز الأسبق، إن التجربة سيصعب تنفيذها، مشيرًا إلى أن مياه البحر يصل تركيزها لـ40 ألف جزء في المليون، في حين أن المياه العذبة تركيزها من 3 إلى 5، مضيفًا أن الأرز يمكن زراعته في الأراضي المتأثرة بالملوحة بمناطق شمال الدلتا.

وأشار "دراز" إلى أن محصول الأرز لا يتحمل أكثر من 5000 جزء في المليون ملوحة، وهناك أصناف لا تتحمل أكثر من 3000 جزء في المليون.

وأوضح "دراز" أن الأرز محصول استصلاحي من الدرجة الأولى، لذلك يوصي بزراعته في شمال الدلتا بالمناطق المجاروة للبحر.

ولفت "دراز" إلى أن هناك أصنافا تتحمل فترات العطش الطويل، وأصنافا مبكرة تقل فيها مدة وجود المحصول في الحقل، وهناك تقنية الري بالتشبع للتغلب على مشكلة نقص موارد المياه، وكذلك زراعة محصول البنجر خلال فصل الشتاء لتقليل نسبة الملوحة في التربة.

خطوة جيدة

من جانبه، قال النائب إبراهيم خليف، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الاستفادة بمياه البحر واستصلاح أراضٍ في الساحل الشمالي خطوة جيدة، مشيرًا إلى انه من الجيد إجراء التجربة، خاصة بعد تخفيض المساحات المزروعة بالأرز في الفترة الاخيرة، وإن نجحت التجربة سيكون لها آثار إيجابية.