قال الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن أهم نفحة في ذكرى الإسراء والمعراج هو اصطفاف الأنبياء

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

وكيل "أوقاف الإسكندرية" يوضح نفحات ليلة الإسراء والمعراج

  الشورى


قال الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن أهم نفحة في ذكرى الإسراء والمعراج هو اصطفاف الأنبياء والمرسلين خلف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يدل على تقارب الأديان والرسالات السماوية.

وأضاف: "أننا جميعا ندين بالفضل لله على حفظه لبلدنا، فنحن نحتفل بذكرى الإسراء والمعراج وإخواننا الأقباط يحتفلون بعيد القيامة وكلنا احتفلنا سويا بأعياد الربيع، وهذا كله يؤكد على قوة ونسيج الشعب المصرى الأصيل الذى يقف فى وجه كل من يحاول حياكة المؤامرات". 

جاء ذلك خلال الأمسيات الدعوية التي نظمتها مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، بكبرى مساجد المحافظة، تحت عنوان "ليلة المعجزات مليئة بالنفحات"، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في إجتماعه بقيادات الدعوة بالمديرية ومديري الإدارات الفرعية، والذى عقد بمسجد على بن أبى طالب بسموحة منذ يومين، وشهد تأكيد وزير الأوقاف على الإهتمام بالعملية الدعوية وتكثيف الأمسيات الدينية والقوافل بجميع مساجد وزوايا المحافظة لتصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الفكر الوسطى المستنير بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

وقال "العجمي": "سميت السورة الكريمة بـ(الإسراء) لتلك المعجزة الباهرة التي خصَّ الله تعالى بها نبيَّه الكريم - صلى الله عليه وسلم -، احتفاءً به، وتكريما له على صبره، وتحمّله ضروب البلاء والأذى، في سبيل دعوة الله، وأنها لحفاوة عظيمة أن يسرى به إلى بيت المقدس، ثم يصعد به إلى السماء، لم ينلها قبله أحد من الأنبياء، وسميت أيضًا بسورة (بني إسرائيل)، وعدد آياتها مائة وإحدى عشرة آيةً، وعدد كلماتها ألف وخمسمائة وثلاث وثلاثون كلمةً، وعدد حروفها ستة آلاف وأربعمائة وستون حرفاً، والآية الأولى منها مكية، ولا خلاف بين العلماء في ذلك، وهي من أوائل ما أنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ الإسراء:1".

وأوضح انه لو استقرأنا معجزات الأنبياء التي حدثنا عنها القرآن سنجدها حدثت كلها أمام أقوامهم، فنبي الله إبراهيم ألقيَ في النار وقومه يشاهدونه، وموسى عليه السلام شق له البحر أمام قومه، وعيسى عليه السلام حدثت معجزاته وشاهدها الناس جميعا، ولكن عندما نصلُ إلى معجزة الإسراء سنجدُ أنَّ الله تعالى يخبرنا أنها تمت في ليل لأنه يريد منا أن نفهم الحكمة الإلهية من هذه المعجزة التي لم يشاهدها أحد، كيف لا والله تعالى عندما كان يوحي لنبيه وحبيبه القران بواسطة جبريل كان يوحيه خفيةً، أي لا يشاهد أحد جبريل وهو ينزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأشار "العجمي" إلى أن من أعظم النفحات فى تلك الليلة المباركة حادثة شق الصدر، فعنْ مَالِك بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: (بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ وَذَكَرَ يَعْنِي رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَشُقَّ مِنْ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ الْبُرَاقُ فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا)، موضحًا أن في هذا درس بليغ وهو أن التخلية مقدمة على التحلية، فرسول الله وهو طاهر القلب وقد نزع عنه حظ الشيطان منه من صغره، فعل به هذا استعداداً لما سيحظى به من التكريم وعلو المنزلة ورفعة المكانة وتلقي العلوم والمعارف والأنوار والأسرار، فهذا درس للأمة أن تقدم على تخلية قلوبهم من الآثم والشوائب والكدر قبل أن تلمها حكمة وطاعة وتباشر بمهام التعليم، فهذا المقام أي: التعليم والنصح والإرشاد مقام النبوة كالذي يأخذ أناءً قد ملئ فعليه أولا أن ينظفه ويجليه ثم يملئه ماء يسقي به غيره وقد صدق الصادق المصدوق: (وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).

وأكد "العجمي" على أنه توالت على رسول الله قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات الكثيرة، فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنتٍ وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه، فَقَد نصيرًا وظهيرًا له هو عمه أبو طالب، وكذلك فَقَد شريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجة التي كانت له السند والعون على تحمُّل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات قبيل حادثة الإسراء والمعراج؛ ولذا سمي هذا العام "عام الحزن"، ومن هنا كان إنعام الله على عبده ورسوله محمد بهذه المعجزة العظيمة؛ تطييبًا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه... ثم ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد.

فكافأه الله تعالى بما يلي:
1- استجابة عبد يسمى عداس إلى الإسلام بعد رفض الكثير له، وهداية واحد خير من الدنيا وما عليها فهذه شهادة عداس بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما خرَج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف يَدعو إلى التوحيد والإيمان، لم يُجبْه أحدٌ، وتعرَّض له بعض السفهاء بالإيذاء، وقذَفوه بالحجارة حتى أدْمَوه، وعندَما رأى عُتبة وشيبةُ ابنا ربيعة ما لقيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الأذى، تحرَّكت له رحِمُهما، فدعَوَا غلامًا لهما نصرانيًّا، يقال له عدَّاس، فقالا له: خذ قِطْفًا من العِنَب فضَعْهُ في هذا الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل - يَقصِدون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقل له يأكل منه.

ففعل عداس، ثم أقبل به حتى وضعَه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال له: كُلْ، فلمَّا وضَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيه يده قال: ((بسم الله))، ثم أكل، فنظَر عداس في وجهِه ثم قال: واللهِ إنَّ هذا الكلام ما يقولُه أهل هذه البلاد، فقال له رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((ومِن أهل أي البلاد أنت يا عداس؟ وما دينُك)).
قال عداس: أنا نصرانيٌّ، وأنا رجل من أهل نينوى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قرية الرجل الصالح يونُس بن متَّى؟))، فقال له عداس: وما يُدريكَ ما يُونُس بن متى؟، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ذاك أخي، كان نبيًّا وأنا نبي))، فأكبَّ عداس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقبِّلُ رأسَه ويدَيهِ وقدمَيهِ.

فقال أحد ابني ربيعة لصاحبه: أما غلامُكَ، فقد أفسده عليك.

فلما جاءهما عداس، قالا له: ويلك يا عداس، ما لك تُقبِّل رأس هذا الرجل ويدَيهِ وقدميه؟
قال عداس: يا سيدي، ما في الأرض شيء خيرٌ من هذا الرجل، لقد أخبَرني بأمر ما يَعلمُه إلا نبيٌّ.

2- ساق الله إليه نفرًا من الجن يستمعون القرآن وأحسنوا الاستماع والإنصات ثم فهموا واجبهم فولوا إلى قومه منذرين.

3- استجابة ستة من أهل يثرب هم طلائع الدعوة في المدينة المنورة والتمكين للإسلام في الأرض، ومنهم أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، بعد أن رفضت كل القبائل الأخرى منهم بنو كلب وبنو حنيفة، وبنو عامر بن صعصعة وفزارة وغسان دمرة وسليم وعيس وبنو نضر وكندة وعذرة والحضارمة، وهؤلاء كانوا نواة الدعوة التي نشرت الإسلام في يثرب وتحولت بهم الجماعة الإسلامية المطاردة في مكة إلى دولة ذات عز وتمكين في المدينة المنورة.

4- عدد من أشراف قبائلهم وقومهم منهم سويد بن الصامت الشاعر وإياس بن معاذ وأبو ذر الغفاري والطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة دوس.

5- الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج إلى الملأ الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى.