»| تحدى الجماعة المسعورة فى عز قوتها وأوقف خططهم التى كانت ترمى إلى بيع مصر "حتة حتة" حتى يرضوا أسيادهم الأ

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

« محمود الشويخ » يكتب عن « أبــو الرجـــولــة »

الكاتب الصحفى محمود الشويخ  الشورى
الكاتب الصحفى محمود الشويخ


»| محمود الشويخ يهنئ الرئيس بالولاية الثانية ويروى مالم ينشر عن المواطن عبد الفتاح السيسى وعائلته .
»| لأول مرة .. صحيفة الحالة العائلية للرئيس والقائمة الكاملة لمناصب أشقائة وأقاربه .

»| تحدى الجماعة المسعورة فى عز قوتها وأوقف خططهم التى كانت ترمى إلى بيع مصر "حتة حتة" حتى يرضوا أسيادهم الأمريكان.

»| عقيدته الوطنية حافظت على قوام الجيش وأرواح المصريين  من بطش الإرهابيين ورفع  كفاءة القوات المسلحة  عبر التدريبات والمناورات العسكرية، كما اهتم بتغيير شكل الملابس العسكرية وتطوير نظام التسليح.

»| بوجه لا تفارقه الابتسامة.. عرف السيسي وسط أصدقائه وأقاربه. ورغم صغر سنه فإنه كان حريصا على الذهاب لوالده والعمل معه في حرفة "الأرابيسك" بعد نهاية يومه الدراسي. واستطاع وقتها أن يكتسب خبرة كبيرة في العمل والتعامل مع السائحين، ما أكسبه القدرة على إتقان اللغات الأجنبية بمرور الوقت. 

نعم إنه الرئيس السيسى "أبو الرجولة " الذى استطاع منذ  ثورة يناير2011 حتى الآن أن يلعب دورا مهما فى الحفاظ على مصر من السقوط فى بئر  التقسيم والتشرذم  كما حدث فى  دول الربيع العربى .

وإذا كان دور السيسى بعد ثورة يناير لا يعرفه أغلب الشعب، فإن دوره بعد حكم الإخوان يعرفه الشعب كله، فهو القائد الذى تحدى الجماعة المسعورة فى عز قوتها وأوقف خططهم التى كانت ترمى إلى بيع مصر "حتة حتة" حتى يرضوا أسيادهم الأمريكان . 

تولى السيسي حقيبة الدفاع عام 2012. وعمل حينها على حماية القوات المسلحة من أي محاولات اختراق كانت تسعى جماعة الإخوان لتنفيذها، بل أسهم وجوده خلال هذه الفترة في دعم وبناء وتسليح الجيش المصري بجميع الصور.

وقام برفع الكفاءة القتالية للجيش عبر التدريبات والمناورات العسكرية، كما اهتم بتغيير شكل الملابس العسكرية وتطوير نظام التسليح.

وبرز اسم عبدالفتاح السيسي أثناء فترات الاحتجاج التي قادها المصريون ضد ظلم الإخوان. واثقين في عقيدته الوطنية التي حافظت على قوام الجيش وأرواح المتظاهرين من بطش الإرهابيين.

وأثناء المرحلة الانتقالية التي عاشتها مصر، عقب عزل مرسي، لعب السيسي دوراً وطنياً خالصاً في حماية المصريين من بطش الإخوان وتأمين حدود مصر، خاصة أن المنطقة العربية كانت تشهد وقتها فترة اضطرابات سياسية.

 سوف أترككم مع جزء من دراسة الدكتورة إلهام سيف الدولة عن السيسى حيث كتبت " وعلى نهج تلك العقيدة القتالية؛ جاءت السلسلة العظيمة من الملوك الذين تتابعوا على الجلوس على سدة عرش مصر؛ من "أحمس" و "رمسيس" و "تحتمس" وكانوا جميعهم من القادة العسكريين؛ وصولاً إلى قمة الانتصارات والعطاء تحت قيادة جيش مصر الباسل في عصرنا الحديث؛ بداية من ثورة يوليو المجيدة 1952، إلى الانتصار العسكري والسياسي في العام 1956؛ إلى حرب 1967؛  إلى حرب الاستنزاف في أعوام 1969/1970؛ إلى الانتصار الساحق على العدو الإسرائيلي في أكتوبر 1973،  فلقد كان للجيش المصري دائمًا بقيادة أبنائه العظماء؛ اليد الطولى في حماية حدود الوطن والإنسان على أرضه؛ من كل الطامعين والخونة وعصابات الخوارج في الداخل والخارج . وكان الجيش هو السند الوحيد لثورة الشعب على الفساد والسلطة الجائرة  وانهيار البنية التحتية في يناير 2011؛ بل قام بخلع السلطة والسلطان في مشهد تاريخي قلَّما يتكرر في تاريخ الشعوب، وعاد الشعب بقوته الضاربة وبمساندة الجيش لتصحيح المسار في يونيو 2013 ؛ ليأتي على رأس المشهد الجنرال /عبد الفتاح السيسي؛ هذا الرجل الذي حمل رأسه على كفيه ليحمي الوطن من عصابات الغدر الإرهابية؛ التي تسعى للعودة بنا إلى عصور التخلف والعبودية؛ وتدين بالولاء لمجموعة من "الخوارج" الذين لا يدينون بالولاء والانتماء لتراب الوطن؛ تنفيذًا للمخططات الخارجية التى تهدف إلى تقسيم البلاد وشرذمتها؛ لتحقيق حلم الخلافة الوهمية؛ التي لم يستطع ـ حتى الخلفاء الراشدون تحقيقها في أي عصرٍ من العصور .

 

فما أجدر بمصرنا اليوم ـ وهي تواجه أعتى المؤامرات والمكائد ـ  بأن يكون على رأس قيادتها رجالات من أبنائها العظام؛ يشرفون بالانتماء والولاء لهذا الجيش العظيم .. الذي وصفه الزعيم عبد الناصر بأنه الجيش "الذي يحمي ولا يهدِّد، يصون ولا يبدِّد، يرد كيد العدو؛ يشد أزر الصديق"، ويا لها من كلماتٍ خالدة تلخص في وضوح مقاصد وتوجهات هذا البلد الذي أجبر التاريخ على أن ينحني ليفرد له في كتابه أروع الصفحات .

تخيَّل أنك تجلس فى قاعة العرض السينمائى لتشاهد فيلمًا للفنان المحبب لديك ، لكنك تفاجأ بأن المخرج وفقًا للسيناريو وضع له نهاية مأساوية بالموت ، فإنك بالتأكيد ستخرج إلى الشارع حانقًا على المخرج والدنيا والحياة والفن وتوابعه ، لأن "البطل" فى المفهوم الجمعى لا يمكن أن يُهزم أو يموت ! وهذا ما تواتر إلينا من السيرة الشعبية للبطل كأبى زيد الهلالى الذى يُصاب فى المعركة بألف طعنة سيف طوال النهار ، ثم يدخل إلى خيمته فى استراحة المحارب ، ليقوموا بتطبيبه ومعافاته ؛ ليخرج فى الصباح الجديد شاهرًا سيفه البتَّار ليقاتل بكل القوة والشجاعة ، لأن الموت ـ فى عرفنا ـ لا يَطول الأبطال !

والأعمال الفنية دائماً ما تقوم على عاتق البطل بالطريقة نفسها التى تبحث بها الشعوب عن البطل القائد المخلِّص ؛ الذى ينجيها من المشكلات داخل المجتمع وخارجه ، وغالبًا ما تكون الأساطير والسير الشعبية هي الوسيلة التي تنبع من وجدان الشعب في أوقات الشدة أو الضعف وتكون الأسطورة هى الملجأ والملاذ ، ليُرفع على الأكتاف من يتوسمون فيه البطل المخلِّص الذى يخرج من قلب الجماهير ليتقدم الصفوف حاملاً أحلام مجتمعه ليحققها بحد السيف أو القوة المتاحة لديه مستندًا إلى تعضيد الجماعة التى اختارته ليتصدر الصفوف ويتحدث باسمها .

ومفهوم البطل Hero في الحياة وفي الأعمال الأدبية والفنية واسع يشمل أنماطاً منوعة من الشخصيات الاستثنائية. فقد نقلت إلينا الحضارة الفرعونية المصرية من كانوا يعدونه "نصف إله" وهو "أوزوريس" الذي يعود للحياة بعد أن تجمع "إيزيس" رفاته فى تابوت كبير من على ضفتى النيل العظيم ،وقرأنا فى الأدب العراقى خلال حضاراته المتعددة عن " آنكيدو" فى ملحمة "جلجامش" الذى يبسط سيطرته على الحيوانات الوحشية . وفي الحضارة اليونانية، امتزج الخارق بالإنساني في صورة البطل، فكان "أخيل" الذي يموت من سهم يصيب كعبه برغم كل قدراته الخارقة، وهو المنقذ الذي يؤسس المدن أو يحميها بذكائه كـ "أوديب" الذي ينقذ مدينة طيبة بإجابته عن أحجية " الهولة " بعد تمرده على والده لتحقيق حلم العرَّافة ، ولنعرف من التاريخ اليونانى عن "عقدة أوديب" و"عقدة ألكترا" ، ولكن الدخول إلى هذه المنطقة سيبتعد بنا عن حديثنا عن "البطل" ومقوماته ؛ولماذا يختاره شعبه ليعمل على إنقاذه ببطولاته الخارقة حتى لو كانت من وحى خيالهم .

وفى العصر الحديث اختلفت المعايير على منطوق البطولة والبطل ، وتنوع الإعجاب إلى جوانب عديدة كالإعجاب بالقادة العسكريين ورجال الحكم ، وهناك من أعد البطولة قاصرة على الذكاء والعبقرية للمخترعين والعلماء ، ومنهم من اتخذ منحى آخر بعيدًا تمثل فى الاهتمام بأبطال الرياضة والرشاقة الجسدية من مفتولى العضلات التى تبهر الشباب فى مقتبل العمر ، فأصبح كل فريق يناصر نوعية خاصة يمنحونها لقب " البطل " ويتعصبون لمفهومهم الخاص .

ودعونا نترك التاريخ وسطوره وأساطيره الخارقة ، لنهبط إلى أرض الواقع المصرى الذى يجتاز فى هذه الآونة ما نعده فترة من أهم وأعقد فترات تاريخه الطويل ، ومن الطبيعى أن يكون الإحساس الجمعى فى حاجة ماسة إلى ظهور "الرجل الاستثناء"سواء بمقوماته الشخصية أو بمنجزاته المتفردة صادقة التوجه والهدف التى تصب فى صالح مجتمعه ، والتى يعدها من الخوارق لتحقيق حلم الشعب فى الانتصار على قوى الشر التى تحاول فرض سيطرتها عليه سواء بالقهر أو بقوة السلاح ، أو بالأفكار الهدّامة والمتطرفة التى لا تتفق مع دينه ومعتقداته السامية ، وهذا "الرجل الاستثناء" الذى اختاره ـ بكل الطواعية ـ الإحساس الجمعى فى الواقع المصرى ؛ خرج من بين صفوفهم ووجدوا فيه من يجسد منظومة رائعة من القيم والأخلاق لحماية الوطن من التردى فى مساقات لا تتفق وتوجهاته السياسية والعقائدية التى جُبل عليها المجتمع ، فأغلب الثورات البشرية مهَّد لها فرد ؛ كسر قيود الأغلال فتبعته الجموع ، وجاءت كلمة جمال عبد الناصر لتؤكد هذا المعنى والذى طرحه أيضًا أديبنا توفيق الحكيم فى روايته عودة الروح "الكل فى واحد" ، بقوله : "لقد رفعت صوتى أكثر من مرة محذراً من الاعتماد على الفرد لأن كل فرد له دور يؤديه ويمضى الشعب وحده من الأزل إلى الأبد " محفزًا الجماهير بتمثُّل دور القائد كلٌ فى مكانه .

فهل نحن الآن نعيش هذه الفترة التى ستكون كالأسطورة بعد مئات الأعوام ؟

وها أنا أنحت مقالي هنا بحد السكين برغم محاذير البعض من الدخول فى تلك المنطقة الحساسة خوفًا من  الاتهام بالتملق فكل ما أردته أن أسوق وقائع التاريخ القديم والحديث للتدليل على أن إرادة الجماهير وحدها هى من تقرر من تمنحه شرف تقدم الصفوف وحمل لواء البطولة ، بغية تجسيد الواقع المصرى بحرفية شديدة لنقول لمن لا يعى جادة الأمور : أفِـق ! وهى كلمة حق أجسدها  تعبيرًا صادقًا عن الإحساس الجمعى المصرى الذى لا يخشى فى الحق لومة لائم ، ويستطيع فى كل زمان أن يختار أبطاله.

ابن الجمالية

ولد عبدالفتاح السيسي، في الـ19 من نوفمبر 1954، بحي الجمالية العريق، جنوبي القاهرة، وعاش طفولته وصباه في شارع الخرنفش بين والديه وأشقائه.

بين شوارع المعز وخان الخليل والحسين، كبر الطفل عبدالفتاح وسط عائلته الصغيرة، مهتماً بحفظ القرآن الكريم والمواظبة على الصلاة بجامعي الحسين والعدوى بالحي نفسه.

وبوجه لا تفارقه الابتسامة.. عرف السيسي وسط أصدقائه وأقاربه. ورغم صغر سنه فإنه حرص على الذهاب لوالده والعمل معه في حرفة "الأرابيسك" بعد نهاية يومه الدراسي. واستطاع وقتها أن يكتسب خبرة كبيرة في العمل والتعامل مع السائحين، ما أكسبه القدرة على إتقان اللغات الأجنبية بمرور الوقت.

وحفرت هذه التنشئة في ملامح شخصية السيسي حب العمل والصدق. وفي حواره التليفزيوني الأخير ردد عبارة "أنا معرفش حاجة غير العمل والعمل"، ما يؤكد أنه لا يزال محتفظاً بطباع ابن الجمالية.

الدراسة وحلم العسكرية

وطوال فترة دراسته، فضل عبدالفتاح السيسي المواد الدراسية المتعلقة بتاريخ مصر. وذكر خلال الحوار الأخير أنه كان يفضل دراسة التاريخ دون المواد العلمية.

وقبل أن يصل للمرحلة الثانوية، حلم الشاب المصري بأن يلتحق بالكلية الحربية، وأن يصبح طياراً جوياً، وتحدث بعض الأصدقاء عن أن السيسي كان يعلق في غرفته صوراً للطائرات العسكرية، متمنياً تحقيق الحلم بالانضمام للجيش المصري كأحد نسور السلاح الجوي.

والتحق عبدالفتاح السيسي بالثانوية الجوية، ورغم أنه لم يتمكن من دخول المدرسة الثانوية العسكرية، فإن إصراره مكنه من الوصول لهدفه بتخطي اختبارات الكلية الحربية.

الشخصية الطموحة التي تمتع بها السيسي طوال فترة الدراسة، دفعته للالتحاق بالأكاديمية العسكرية عام 1977 والخدمة في سلاح المشاة عقب تخرجه في نهاية السبعينيات.

ولم يتوقف عشقه للعسكرية والدراسة الأكاديمية، بل حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان، وعبر كلية القادة والأركان البريطانية حصل على درجة الماجستير نفسها خلال تسعينيات القرن الماضي. وبنهاية 2003 حصل على زمالة من كلية الحرب العليا بأكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2003.

وكان السيسي متأثراً بنماذج عسكرية مصرية، لذا أثقل دراسته بالسفر للولايات المتحدة والتعلم في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي عام 2006، إضافة إلى حضوره للكثير من المؤتمرات العسكرية في بريطانيا وأمريكا وتعيينه ملحقاً عسكرياً مصرياً في المملكة العربية السعودية.

الرئاسة

وحصل السيسي على رتبة المشير نهاية يناير2014، وبعد الترقية بشهرين فقط، أعلن المشير السيسي ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2014.

وطوال الـ4 سنوات حقق الرئيس المصري إنجازات عديدة على جميع النواحي الاقتصادية والسياسية، بالتوازي مع المعركة ضد الإرهاب.

ومن أبرز تلك المشروعات حفر قناة السويس الجديدة الممولة بأموال مصرية خالصة، وتشييد عدة مصانع ومشاريع إسكان الشباب، إلى جانب العاصمة الإدارية الجديدة، شرقي القاهرة، واستصلاح ملايين الأفدنة.

كما أعلن في إطار مواجهة الإرهاب، إطلاق العملية الشاملة 2018 ضد التنظيمات الإرهابية بسيناء.

الصحف العالمية تتحدث عنه 

أوضحت  مجلة نيوزويك فى تقرير لها عن السيسى فور توليه الحكم فى الولاية الأولى أنه بعد أكثر من شهر من توليه السلطة، يظل السيسي شخصية مبهمة، تماماً مثل نظارته الشمسية، مشيرة الى أنه على الرغم من مقارنته بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فإن قلة من الناس تعرف معلومات عن أسرته أو خلفيته، حيث إنه نادر الحديث مع الصحافيين، كما أن أصدقاءه المقربين وحلفاءه يترددون في التحدث عنه، مشيرة إلى أن "فهم السيسي أصبح أمرا بالغ الأهمية لمعرفة إلى أين تتوجه مصر". 

تاجر بخان الخليلي

وقالت المجلة إن "السيسي" تربى في حي الجمالية بالقاهرة، وسط أسرة "متدينة"، مثل الغالبية العظمى من المصريين، مشيرة إلى أن والده كان يمتلك "بازاراً في خان الخليلي"، ونقلت المجلة عن أحد أقربائه، وهو المسؤول عن إدارة البازار الآن، يدعى حسين، قوله إنه "لا يحتاج إلى الحديث عن السيسي، فعندما يتحدث عن والده كأنه يتحدث عن أولاده، فهم نسخة منه".

وأضاف حسين أن والد السيسي كان يحب القراءة في التاريخ والقانون، والاستماع إلى أغاني أم كلثوم الوطنية، كما كان يعرف كبار رجال الدين الذين كانوا زبائنه في البازار، وكذلك أصدقاءه، مشيراً إلى أنه كان محافظاً ولكنه لم يكن متطرفاً، وتابع: "السيسي لديه 3 أخوة و5 أخوات، وكلهم جامعيون".

ومضى يقول: "عبدالفتاح مثل والده تماماً، فقد كان والده جيداً للغاية في إلهام كل من حوله..عندما ينظر إلى عينيك يعرف ما تريد أن تقوله، وكان يعرف كيفية إرسال الرسائل لمحدثه، حيث كان يعرف كيفية الحديث مع الطبيب، ومع العامل، وقد أخذ أولاده هذه الصفة منه".

الجنرال الصغير

واستطرد: "كان والد السيسي يحب التجارة فأصبح ابنه حسن تاجراً، وكذلك كان يحب القانون فأصبح أحمد قاضياً، كما كان دقيقا ومنظما مثل الجنرالات وهكذا أصبح ابنه عبدالفتاح، ولكنه ورغم حبه إطلاق النكات، فإن ابنه عبدالفتاح نادراً ما يمزح، فيمكنه الجلوس لفترة طويلة، ولا يتحدث سوى بعبارة واحدة فقط أو اثنتين، فهو مستمع جيد"، وأشار أحد أقربائه، يدعى تامر، وهو أحد العاملين في البازار، إلى أن "أسرة السيسي كانت تطلق عليه الجنرال منذ صغره".

وقالت المجلة إنه "خلافاً لرجل مصر القوي السابق، حسني مبارك، الذي كانت أسرته وزوجته معروفين لدى المصريين، فإن السيسي لديه خصوصية شديدة"، فوفقاً لشقيقه الأكبر، أحمد السيسي، الذي وافق على الحديث للمجلة على مضض، فإن "السيسي لديه 3 أبناء وابنة واحدة، وزوجته ترتدي الحجاب التقليدي، ولا تعمل، تماماً مثل شقيقاتنا الخمس، حيث إن نساءنا لا يعملن ولكنهن يبقين في المنزل لتربية الأطفال".

 

تقود ولا تُقاد

وأشارت المجلة إلى أن رجال أسرة السيسي يسعون لمهن طموحة، ناقلة عن أخيه أحمد قوله: "نحن نأتي من عائلة تقود ولا تُقاد".

وأضافت المجلة أن "السيسي" لم يشهد كل الحروب الكبرى في مصر، فقد ولد عام 1954، موضحة أن الفترة التي خدم فيها في الجيش أصبحت فيها المؤسسة العسكرية تستقطب المجندين من جميع أنحاء المجتمع المصري، وبهذا المعنى باتت المؤسسة الأقرب إلى الاحترام في دولة تعاني المحسوبية والفساد.

وتابعت: "في عهد مبارك ازدهر المجمع الصناعي العسكري المصري كما لم يحدث من قبل، وحقق كبار الضباط، أمثال المشير محمد حسين طنطاوي، وعدد آخر من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ثروات كبيرة، ولكن، وعلى سبيل المقارنة، فإن السيسي نظيف نسبياً"، بحسب تعبير المجلة.

يناقش بدون عدوانية

وأشارت إلى أنه تم اختيار السيسي للدراسة في الكلية الحربية في الجيش الأمريكي عام 2006، خلال لحظة مشحونة في الشرق الأوسط، بالنسبة للأمريكيين وكذلك للعرب، وقد وجد السيسي في الكلية المرموقة والتاريخية نفسه في مواجهة مع ضباط أمريكيين قادمين من العراق، حينما كان يروج الرئيس الأمريكي، حينها، جورج بوش لـ "أجندة الحرية" في الشرق الأوسط، بينما كان ينفق حوالي 2.5 مليار دولار كل أسبوع على الحرب في العراق، وتقريبا نصف المبلغ كمساعدات سنوية لمصر، حيث كان يتم تزوير الانتخابات لإعادة مبارك إلى السلطة.

ووفقا لشريفة زهور، أحد أساتذة السيسي في الكلية الحربية الأمريكية، فإن السيسي كان على استعداد للنقاش مع الضباط الأمريكيين، بشكل غير عدواني، فقد كان يغضب ولكنه يمتلك الكثير من ضبط النفس، مشيرة إلى أنه كان يعرف الكثير عن التراث المصري والإسلامي، ويفتخر به.

رسالة واضحة

ورأت المجلة أنه ليس أمراً مفاجئاً الآن أن يُظهر هذا "الجنرال الفخور" عدم احتياجه للولايات المتحدة، فمنذ الإطاحة بمرسي وجد السيسي العائلات المالكة في دول الخليج أكثر سخاء من واشنطن، وفي رأيه فإن مصر حصلت على قليل من الدعم من الولايات المتحدة عندما تحول مرسي لرئيس مستبد، وخرب الإخوان الإرادة الشعبية، كما قال في مقابلة مع "واشنطن بوست"، وهو ما رأته المجلة "رسالة واضحة إلى البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية، وربما إلى أصدقائه القدامى في الجيش الأمريكي، مفادها أن مصر تقود ولا تُقاد".

وقالت المجلة إنه بعد إقالة طنطاوي، وجد المصريون وجهاً أصغر وأقل شهرة في موقعه، وهو السيسي، مؤكدة أنه وفقا لعدد من المصادر المطلعة فإن طنطاوي هو من اختار السيسي خلفا له.

وأضافت: "في الوقت الذي انتقلت فيه البلاد نحو انتخابات عام 2012، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن جماعة الإخوان المسلمين هي من ستفوز بالرئاسة، وحينها أدرك رجال الأعمال وضباط الجيش أنهم مضطرون للجوء إلى التفاوض مع أعدائهم السابقين حول كيفية تأثير انتصار الإخوان على الجيش، مشيرة إلى أن مرسي كان ممثل الإخوان في تلك المحادثات، فيما تكلم السيسي نيابة عن الضباط".

امتيازات اقتصادية

ومضت تقول: "وبعد انتخاب مرسي انتقل الرئيس الجديد بسرعة لتغيير ديناصورات الجيش، فتعجب الناس من عدم مقاومة القيادة العليا لقراراته، دون أن يدركوا أنه كان تغييرا في الأجيال أو ثورة داخل المؤسسة العسكرية نفسها، بقيادة السيسي، الذي عينه مرسي وزيراً للدفاع، معتقداً على ما يبدو أنه لا هو ولا غيره من الجنرالات سينقلبون عليه طالما أنه يحترم امتيازاتهم الاقتصادية".

ومضت تقول إنه "أيا كانت أهدافه الأصلية، فإن السيسي بدأ نهاية العام الماضي يناور للوصول لمنصب أكثر طموحاً بكثير، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه مرسي الحصول على سلطات ديكتاتورية، وإقصاء معارضيه، ما أدى إلى اندلاع أعمال شغب دموية، وانزلاق البلاد نحو الفوضى".

واستطردت: "حينما طُلب من قوات الأمن الدفاع عن النظام الذي لا يحظى بشعبية على نحو متزايد، بدأ السيسي التصرف في العلن كلاعب مستقل عن حكومة مرسي، ودعا إلى اجتماع لإجراء محادثات مع جماعات المعارضة، وبدأ ضباط المخابرات العسكرية في التواصل سراً عبر وسطاء مع أولئك الذين أرادوا إرغام مرسي على ترك منصبه"، وفقاً لمصادر للمجلة.

 

عائلة السيسى

تعتبر عائلة الرئيس السيسى هى الأقل ظهورا حتى الآن مقارنة بأسلافه من الرؤساء السابقين وبعيدا عن زوجته وأولاده الذين ظهروا خلال حفل تنصيبه هناك العديد من الأشقاء الذين لا يعرفهم أحد..

البداية ستكون مع المستشار أحمد السيسى أحد أبرز أشقاء الرئيس والذى التقى به فى أول ظهور إعلامى لهما سويًا، بدار القضاء العالى، وذلك العام الماضى  خلال الاحتفالية التى نظمها قضاة مصر، فى إطار الاحتفال بـ "عيد القضاء". وحضر شقيق الرئيس السيسى الاحتفال، بناءً على الدعوة التى وجهت له مثل بقية نظرائه دون تمييز، ولم يتحدث المستشار أحمد السيسى لأي شخص عن الزيارة خلال الفترة الماضية.

ومنذ تولي الرئيس السيسى منصب رئيس الجمهورية، لم يطلب المستشار أحمد السيسى من أحد شيئا سوى الدعاء للرئيس بأن يحفظه الله، ويعينه على "الحمل الثقيل".

ويعتبر المستشار أحمد السيسي، هو الشقيق الأكبر للرئيس عبد الفتاح السيسى، ويبلغ من العمر63 عامًا، وتخرج فى كلية الشريعة والقانون، بجامعة الأزهر ، وعمل قاضيًا بدولة قطر لمدة 10 سنوات، ثم مستشارًا بمجلس الدولة، ثم تولى منصب قاضٍ في محكمة النقض بدرجة نائب رئيس المحكمة، وأنجب 3 أبناء، ولدين وبنت، ويعتبر المستشار أحمد السيسى هو أكثر الأخوة قربًا من الرئيس السيسى، للدرجة التى جعلته يسكن دومًا إلى جواره فى مدينة نصر، ثم اختار أن يجاوره كذلك فى التجمع الخامس عندما نقل سكنه.

واشتهر اسم المستشار أحمد السيسي إبان أزمة تنازع اختصاصات الهيئات القضائيّة في دستور 2014، إذ تمّ تداول معلومات حول دعمه حصول النيابة اﻹداريّة على مزيد من السلطات.

ومن المواقف التى لا يمكن تجاهلها للمستشار أحمد السيسي الذي يترأس إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة النقض، أنه رفض تخصيص حرس خاص له بعد تولي شقيقه منصبه رئيسا للجمهورية، واكتفى بالمجند المخصص من المحكمة لتأمين دائرته، كما رفض بشدة عرض بعض الجهات الأمنية، تخصيص حراسة خاصة له، مشددًا على أنه كان وسيظل "قاضيًا وليس شقيقًا للرئيس".

وأثار تعيين ابنة المستشار أحمد السيسي، فى وظيفة معاون النيابة اﻹدارية، أزمة كبيرة، وذلك فى 3 سبتمبر 2014، حينما تضمّن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعيين أعضاء جدد في هيئة النيابة اﻹداريّة، وهي واحدة من الهيئات القضائيّة، وكانت ابنة شقيقته من بين 300 عضو جديد تم تعيينهم.

ونصّ القرار وقتئذ على تعيين الخريجة، هاجر أحمد حسين خليل السيسي، في وظيفة معاون النيابة اﻹدارية، لتصبح المرّة اﻷولى، التي تعيّن فيها ابنة شقيق رئيس للجمهوريّة في وظيفة قضائيّة.

ولم يكن لقب "السيسى"هو الوحيد الشهير، الذي ظهر في دفعة التعيينات الجديدة آنذاك، فقد تم تعيين، شروق جنينة، ابنة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق  هشام جنينة وكذلك ريم موسى، ابنة وزير التعليم الأسبق، أحمد جمال الدين موسى، وسارة رؤوف، ابنة القاضي البارز في تيار الاستقلال، هشام رؤوف، وسهام السبروت، ابنة قاضي التحقيق في قضيّة أحداث قتل متظاهري ثورة 25 يناير، المستشار محمود السبروت.

ومن أبرز شقيقات الرئيس السيسى، هى منى السيسى التى كان أول ظهور إعلامى لها، يوم السبت الموافق 13 ديسمبر2014، وذلك خلال زيارتها لموقع مشروع قناة السويس الجديدة، بمدينة الإسماعيلية، كنوع من الدعم المعنوي للعاملين في أرض المشروع، وحرصت علي التقاط الصور في موقع المشروع أثناء زيارتها هناك، كما أعربت عن بالغ سعادتها بزيارة المشروع.

وأكدت شقيقة الرئيس فى أشهر تصريحاتها الصحفية، والذى يعتبر التصريح الوحيد لها، عقب مشاركتها مع وفد مدرسة "مصر 2000 الحديثة" فى زيارة لقناة السويس الجديدة، قائلة: "إننى سعيدة بما تم إنجازه في المشروع" مؤكدة :"أن إقامة المشروع حدث تاريخي، والعالم كله يتحدث عن هذه القناة".

كما وجهت "منى" الشكر للرئيس السيسي على تبنيه هذا المشروع العملاق الذي أكدت أنه سيكون نقلة كبيرة في اقتصاد مصر القومي، إلى جانب توجيهها الشكر لكل العاملين بالمشروع قائلة: "إن هؤلاء العمال مصدر فخر لنا بما يصنعونه من شريان جديد يضاف إلى مشروعات مصر القومية".

وفيما يتعلق بالدور الوطنى الذي قام به الشعب المصرى لإنجاح المشروع، قالت: "الشعب المصرى العظيم هو صانع النجاح لكل هذه المشروعات".

كما وجهت "منى" دعوة لكل المصريين بزيارة هذا المشروع حتى يرى الجميع ما يتم من أعمال "تحدى" لإنجاحه.

وأكدت شقيقة السيسى أن الهدف من زيارة الأطفال، والطلاب لقناة السويس الجديدة هو غرس الانتماء، وحب الوطن لدى الأطفال، والطلاب، كما قامت بترديد أغنية "تسلم الأيادي" مع الطلاب.

وتعتبر منى السيسى هى أصغر أشقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتبلغ من العمر 36 عامًا.

وطبقًا لمصادر مؤكدة فإن والد الرئيس سعيد السيسى، أو الحاج حسن كما عرف بين تُجار خان الخليلى، تزوج من اثنتين، وحرص على تربية جميع أبنائه الـ14 على التدين والعلم، وكان حريصًا على أن يكمل الجميع تعليمه.

وللرئيس عبد الفتاح السيسى13 أخًا وأختًا، منهم 7 أشقاء، رجلان و5 نساء، ويأتى ترتيب الرئيس السيسى بينهم الثالث، هؤلاء الأشقاء لأم تدعى الحاجة سعاد التى تجاوز عمرها الـ90 عامًا.

كما أن لديه 6 أخوة غير أشقاء، تربطهم علاقة جيدة ببقية أشقائه، منهم رجلان و4 نساء، وكانت أمهم جارة الحاج سعيد بحى خان الخليلى، وتملك محالا بالخان، وتوفيت منذ ما يقرب من 8 سنوات، بعد أبيهم بثلاث سنوات.

ومن ضمن شقيقات الرئيس زينب السيسي، وتبلغ من العمر 60 عامًا، وتخرجت فى كلية التربية جامعة الأزهر، وبرغم تعلمها فإنها لم تعمل، وربما كانت هذه هى رغبة رجال العائلة لنسائهم، فهم يرون أنهن لا حاجة لهن من العمل بسبب يسر حالتهم الاجتماعية والمادية. وتزوجت زينب، بعد أن أتمت دراستها، من ابن عمها، وأنجبت منه ولدين وبنتًا واحدة.

وكذلك حسين السيسي وهو الأخ الذى يصغر الرئيس بأكثر من عشر سنوات، ويأتى ترتيبه الرابع بين إخوته، ويبلغ من العمر 49 عامًا، تخرج فى كلية التجارة بجامعة الأزهر، كما عمل بالسعودية فى مجال الإعلان والدعاية.

ويعتبر حسين السيسى هو الوحيد تقريبًا بين أخوته الذى يباشر أعمال محال العائلة بخان الخليلى حتى الآن، ومتزوج من سيدة منتقبة، وأنجب منها ولدين.

وللرئيس السيسى شقيقة أخرى تدعى رضا السيسى تخرجت فى إحدى كليات الأزهر الشريف، وتبلغ من العمر حاليًا 53 عامًا، متزوجة من جار لهم بالحسين ويعمل محاميًا، وأنجبا ولدين وبنتا إلى جانب شقيقته فريدة السيسي والتى تبلغ من العمر 48 عامًا، وتزوجت هى الأخرى من ابن عمها، كما تخرجت فى كلية التربية، ولكنها لم تعمل، ولديها أربعة أبناء.

بالإضافة إلى شقيقته أسماء التى تزوجت من خارج العائلة، بعد تخرجها فى كلية التجارة، وتبلغ من العمر 46 عامًا.

وكذلك بوسى السيسي التى تزوجت من شقيق زوج أختها رضا، فهو جار لهم بالحسين، ويملك معرض سيارات بمدينة نصر، وتخرجت فى كلية التربية جامعة الأزهر وتبلغ من العمر40 عامًا.

أما الأخوة غير الأشقاء للرئيس فمنهم سحر السيسى والتى تعتبر الأخت الكبرى بين الأخوة غير الأشقاء للرئيس ، ويأتى ترتيبها الخامس بين جميع أخواتها، وتخرجت فى كلية التجارة، ومتزوجة الآن من رجل أعمال.

وكذلك إيمان السيسي التى تزوجت من شقيق زوج أختها سحر الذى يعمل فى مجال التجارة بالإضافة إلى جيهان السيسي التى تبلغ من العمر 45 عامًا، وتزوجت من سعودى، وعاشت فى المملكة العربية السعودية منذ 23 عامًا.

إلى جانب عبدالله السيسي الذى يتجاوز الـ44 عامًا، وتخرج فى كلية التجارة، ويعمل فى إحدى الشركات الخاصة، ولديه 3 أبناء وأخيرًا شقيقه محمد السيسي الذى يبلغ من العمر حوالى 38 عامًا، ويعمل محاسبًا فى إحدى الشركات الخاصة، ومتزوج، ولديه أبناء.

الولاية الثانية

فاز السيسى باكتساح وحصل على ما يزيد على 97 % من الأصوات فيما لم يحصل منافسه على ما يزيد على 1%  ليبدأ الرئيس السيسى فترته الثانية خلال الساعات القادمة ومن المقرر أن يعلن خطته خلال الـ 4 سنوات وأنا هنا سوف أعيد نشر مقتطفات  من خطاب السيسى الذى ألقاه فى مؤتمر "حكاية وطن" الذى أعلن فيه عما أنجزه خلال الولاية الأولى وما سيفعله خلال الولاية الثانية .

 

يقول الرئيس

 إن ما أنجبته الأمة المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحدٍ منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته واختطاف وطنه وسرقة هويته فكانت حكاية وطن هي إرادة وإصرار أمة.

إنها رواية شعب عظيم استطاع في أربع سنوات بتماسكه وتلاحمه ووحدته أن يقف صامدا متحديا التحدي ذاته، واجتاز بقوته وصلابته أعتى المخاطر وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة أو أن يرضخ لمصير تأباه عزته وكرامته وشموخه.

وتابع الرئيس السيسي قائلا: "أبناء الشعب المصري العظيم لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق وبصيرتهم النافذة أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم تحيطه نذر اقتتال داخلي ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة وإفشالها وإنهاك مؤسساتها، لقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب وبذلوا تضحيات هائلة في معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية.

وكان في صدارة هذه المعركة أبناؤنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، والذي سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور في سجل نضال الوطن المصري، وعلى الجانب الآخر كان المصريون في غمار معركة أخرى لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب وهي معركة بناء المستقبل وإرادة الأمل وزراعة الأمل وإرساء أساس سليم متين لمستقبل هذا الجيل والأجيال القادمة.

ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطني الهادف لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة في وطن حر نهض بأيدي أبنائه، أبناء شعب كريم قوي.

 إن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة أو جزرا منعزلة بل هو سياق متصل يزدهر بالنضال والانتصارات التي تولد من رحم الصمود والمعاناة، وعلى الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة صانعة للفخر والمجد، ولكي نستطيع العبور للمستقبل علينا أن نقف وقفة حقيقية لنستخلص الدروس والعبر لما سبق وأن نوثق لما تحقق توثيقاً حقيقياً، ثم نرسم ملامح الطريق إلى المستقبل.

 وقبل أن تتبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية حل عام 2011 بأحداث ألمت بالمنطقة، انفجر خلالها الغضب المكنون في الصدور، وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل قبل أن تعتليها قوى الشر والظلام باسم الدين تارة وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخرى.

ووجدت القوى صاحبة المخططات والأطماع في الثروات والمقدرات العربية ضالتها في انتفاضات الشعوب وما آلت إليه من وصول الجماعات حاضنة التطرف وراعية الإرهاب إلي السلطة، ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية والإجهاز على مقدرات الأوطان وتفكيك أوصالها، وكانت الخسائر الناجمة عن الأحداث التي شهدتها مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن هائلة وضخمة، وقد حددت بعض التقديرات الدولية حجم هذه الخسائر بنحو 900 مليار دولار في البنية التحتية، وخلفت أكثر من مليون و400 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون لاجئ، ومن قبل كانت أفغانستان والصومال وما عانتاه من ويلات الحروب والاقتتال الداخلي.

إنني لا أتحدث عن مؤامرات متصلة، ولكنني أنبه إلي أن الغفلة هي التي تصنع المؤامرة والضعف يبعث على العدوان والتفكيك والانقسام والتشرذم هي معاول الهدم التي نهديها بأيدينا لأعداء الأمة لتحقيق أطماعها".

 إنني منذ أن بدأت ممارسة حياتي العملية والمهنية كنت أراقب مقدمات ما يجري في منطقتنا وأتابع عن كثب إرهاصات ما يحدث على أرض مصر خلال العقود الماضية.

وفي مرحلة معينة كنت قد توقعت مبكرا، وأدركت أن مصر هي الهدف الرئيسي، والجائزة الكبري لمن أراد بهذه الأمة شرا، وحين تنهض مصر وتستقر تنهض الأمة العربية بأسرها وتستقر، وتتواري الدول من حولها إن هي توارت، غير أن هذا الشعب العظيم كان بالمرصاد لما يدبر لبلاده، وكانت إرادة الله داعمة لمصر وللمصريين وظلت عنايته تظلل أرضها الطيبة التي تجلى بنوره عليها.

 كنت أظن، وليس كل الظن إثما، أن نهاية مسيرتي المهنية لخدمة الوطن هي حين كنت وسط ممثلي فئات وطوائف المجتمع المصري في الثالث من يوليو عام 2013 منحازا ومعي رجال القوات المسلحة لإرادة شعبنا العظيم، وكنت أعتبر أن قمة طموحي قد وصلت إليها حين توليت قيادة الجيش المصري العريق، وأشهد الله سبحانه وتعالى أنني ما كنت طالبا لمنصب أو سلطة ولا متطلع لأي مهام أخري بعد انتهاء مهمتي في قيادة الجيش المصري، الذي أفخر بالانتماء إليه، وأعتز بدوره الوطني، ولكنني لم أتردد أمام تكليفكم لي بالترشح لرئاسة الجمهورية وتولي الأمانة وقررت أن أكون مواطنا مصريا اخترتموه للقيام بمهمة إنقاذ وطن وحماية أمة.

ومنذ اللحظة الأولي اخترت الصراحة طريقا فصارحتكم بحجم التحديات والمخاطر، وحقائق الأوضاع علي الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وقلت لكم بكل وضوح إن إعادة بناء الدولة المصرية وإحداث تغير حقيقي في حياة المصريين وأبنائهم يستلزم منا جميعا العمل الشاق والتضحيات الجسام والإخلاص والتجرد حتي نصل جميعا إلى الهدف المنشود، وقد أبلغتكم في غير ذات مرة أنني بمفردي لا أستطيع أن أحقق شيئا، لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتى التحديات.. لا أستطيع بمفردي أبدا.

"لن يستطيع أي رئيس أن يعمل حاجة بدونكم.. لن يستطيع".

لكننا معاً نستطيع أن نقهر وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها وتاريخا نفخر به وتفخر به الأجيال المقبلة، وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن والاصطفاف من أجله".

 منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطني معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 كانت الرؤية واضحة ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم، وكان اختياري واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات وأواجه التحديات في مسارات متوازية من أجل إيجاد حلول حقيقية لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التى تؤدي إلى مزيد من التفاقم بعد حين".

 لقد أنجزنا خلال أقل من 4 سنوات ونكاد ننتهي من إنشاء ما يقرب من 11 ألف مشروع على أرض مصر بمعدل 3 مشروعات في اليوم الواحد وهو رقم قياسي غير مسبوق لأي دولة ناهضة وتبلغ تكلفة هذه المشروعات نحو 2 تريليون جنيه .

"ولقد كانت باكورة هذه المشروعات القومية وفي القلب منها مشروع ازدواج قناة السويس وأنفاقها الأربعة الجديدة الذي أبهر العالم مرتين الأولي حين احتشد المصريون في ثمانية أيام يكتتبون بمبلغ 64 مليار جنيه لهذا المشروع العملاق".

لقد كان إيماني وثقتي بالشباب المصري بلا حدود حيث أعطيتهم الرقم الأهم في قائمة أولويات الدولة ورعيت احتياجاتهم علي كافة المستويات وكان انطلاق المؤتمرات الوطنية للشباب في نهاية عام الشباب 2016 بمثابة نقطة تحول في شكل علاقة الدولة بشبابها حيث أصبح التواصل مباشرا والحوار بناء والنتائج عظيمة فقد حققت هذه المؤتمرات عدة مخرجات وتوصيات تم تنفيذها بكل إصرار وإرادة ولعل من أبرزها هو الإفراج عن مجموعات من الشباب المحبوسين والصادر بحقهم أحكام نهائية وكذلك إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب وإنشاء الهيئة العليا لتنمية الصعيد".

أقسمت أمامكم منذ نحو 42 شهرا مضى على أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، والتزمت معكم بصراحة القول وصدق الحديث.. لم أخف عليكم صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي كانت تهدد حاضر البلاد ومستقبل الأجيال القادمة.. وصارحتكم بأن الإصلاح الاقتصادي خطوة تأخرت 40 عاما، وظلت تتأجل وتُرجأ حتى كادت البلاد تسقط في هوية انهيار اقتصادي.

 وقلت لكم إن الإصلاح ضرورة حتمية من أجل الإنقاذ وأن إجراءاته الاضطرارية هي علاج لا غني عنه لتجنب مصير لا يمكن الفكاك منه يتهدد البلاد والشعب بأكثر مما تهدده أي مخاطر أخرى، فبدون الإصلاح الاقتصادي لن يكون بمقدار الدولة في المستقبل القريب الوفاء بالتزاماتها تجاه الأجور والمعاشات ولن نستطيع الإنفاق على الخدمات العامة كالصحة والتعليم.

 وتابع الرئيس السيسي: "فبدون الإصلاح لن يكون بمقدور الدولة في المستقبل القريب الوفاء بالتزاماتها تجاه الأجور والمعاشات ولن تستطيع الإنفاق علي الخدمات كالصحة والتعليم أو مرافق الإسكان ومياه الشرب والصرف الصحي في ظل عجز متزايد في الموازنة العامة يؤدى إلي تفاقم الدين العام وعدم القدرة على سداد أقساط الديون ومن ثم الوصول إلي مرحلة الإفلاس.

 ولم أتردد في اتخاذ قرار الإصلاح برغم كل التقديرات التي كانت تنصح بإرجاء القرار إلى مرحلة مقبلة أو إلى عهد رئاسي جديد حفاظا على شعبية اكتسبتها في الشارع المصري".

وخرج الرئيس عن النص قائلا: "دي هتبقى خيانة أنا اعتبرتها خيانة أبقى أنا عارف إنى هسيبها للي بعدى تتخرب طب منا هبقى خنتكم وخنت أمانة المسؤولية وضيعتكم تاني فهي لا تضيع معايا ولا تضيع مع غيري".

 وتابع "اتخذت القرار لأنني لست ممن يقايضون على مستقبل شعب لمصلحة شخص ولست مما يرضون على أنفسهم وعلى وطنيتهم ولا على دينهم خداع الجماهير من أجل نيل صيحات هتاف لفرد على حساب غد أفضل لأمة، أقدمت على هذا القرار من أجل هذا الشعب العظيم ومن أجل أبنائنا وأحفادنا واخترت له التوقيت الأنسب بعد أن تهيأت الأوضاع الملائمة والظروف المؤاتية، وكنت أراهن في تقبل القرار على وعي الجماهير المصرية.

 وتابع "وكنت أراهن في تقبل القرار على وعي الجماهير المصرية وعلى إدراكها لمصلحة بلدها وعلى ثقتها في صدق وإخلاص قيادتها ولقد حرصت على أن تصاحب خطوات الإصلاح وترافقها حزمة من الإجراءات الحمائية غير المسبوقة للتخفيف عن الأسرة المصرية بأقصى ما يمكن أن تتحمله الموازنة العامة للبلاد.

 وأوضح الرئيس السيسي:"استعادت مصر مكانتها في عالمها ومدت جسور التعاون مع القوي الفاعلة والكبري في علاقات متوازنة تقوم على الحوار والتشاور وتأسس على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة " .

 وتابع :"الآن أقول بكل اعتزاز إن كلمة مصر صارت مسموعة في كل المحافل .. وصارت مواقفها المبدئية الشجاعة والصادقة مع الاحترام والتقدير للجميع .. أقول بكل فخر إن هامة مصر عالية ورايتها خفاقة وكرامتها مصانة .. أقول إن قرارنا الوطني ظل في كل الظروف مستقلا" .

 وأضاف الرئيس السيسي :" أقول إن قرارنا الوطني ظل في كل الظروف مستقلا .. عارفين مستقل ليه مش عشاني أنا .. عشانكوا انتوا .. والله .. والله تاني .. قرار مصر مستقل مائة في المائة.. بس ليه عشان المصريين محدش هيقدر أبدا يضغط علينا.. ولا يخلينا نأخذ قرارات لا تليق بمصر ومكانتها ، وشرفها ، وعزها أبدا .. طول ما انتم تاني (رافعا يديه) "إيد واحدة".. إنتوا".

وتابع الرئيس السيسي:" أقول إن قرارنا الوطني سيظل في كل الظروف مستقلا ينبع من إرادة هذا الشعب ويتوخى صالح هذا الوطن ويراعي مصالح هذه الأمة".

لقد حرصت على إعلان كل الحقائق والبيانات والأرقام للشعب.. بل وأن الإفصاح عن بعضها قد لا يكون مناسبا من منظور اعتبارات الأمن القومي.. غير أن إيماني راسخ لا يتزعزع بأن وعي الشعب بما جري ويجري على أرض بلاده، وإدراكه لكل الجوانب والأبعاد هو أقوى ركائز الأمن القومي وأهم دعائمه.

 إنني أدعوكم لأن نستمع معا في جلسات صدق ومصارحة مصرية إلى قصة وطن يتحدث عن نفسه وحكاية شعب أراد الحياة فاستجاب له القدر.

(قبل ما أنهي كلامي، وأنتهي منه، في بيت شعر يقول: وقف الخلق جميعا ينظرون كيف أبني قواعد المجد وحدي، وأنا يتهيأ لي أنه المفروض يتقال إن المصريين يقولوه: (وقف الخلق ينظرون كيف نبني قواعد المجد وحدنا).