العديد منا يدرك جيدًا أنه لا توجد حياة بشكلها الفعال دون أن نلتمس فيها الجمال ، فالفنون بأشكالها المختلفة هى

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

نظرة لـ"السينما الأفريقية" من خلال مهرجان الأقصر السينمائى

أرشيفية   الشورى
أرشيفية


العديد منا يدرك جيدًا أنه لا توجد حياة بشكلها الفعال دون أن نلتمس فيها الجمال ، فالفنون بأشكالها المختلفة هى رموز للجمال وخاصة بعد أن باتت صناعة الفن متعلقة بأمكانية موهوبة الإنسان فى إبرازها ولأننا دائمين على البحث على مصادر الفنون سنصل فى النهاية إلى أن قارة "أفريقيا" رغم ما تعانى منه من رموز المعاناة إلا أنها مازالت تحاول أن تقيم لذاتها شخصيتها المستقلة .

ولأن أفريقيا تعلم أن صناعة الفن حاليًا ترتبط بصناعة السينما التى أصبحت أهم مقبلات المجتمعات حيث أصبحت السينمائيون هم نجوم الجمال فعند النظر إلى صناعة السينما الأفريقية نجد أن  أثيوبيا "هوليوود أفريقيا"  فإذا كانت الثقافة المصرية تمضي بخطى جديرة بالثناء على صعيد توظيف السينما كوسيط إبداعي في التواصل الحميم مع الأشقاء الأفارقة فقد يحق التساؤل في هذا السياق عن عدد الكتب التي ترجمت للعربية في العالم العربي ككل للمبدعين من الأدباء الأفارقة وخاصة الأجيال الجديدة وهو رقم لا يعبر بأي حال عن أهمية التواصل الثقافي العربي-الافريقي.

فالثقافة الافريقية بجوانبها المتعددة بحاجة لمتخصصين في الثقافات الافريقية وفنونها ، والتي ينبغي أن تكون حاضرة في العقل الثقافي المصري ليبحث لها عن أجابات متجددة  فهناك تحديات كبرى تواجه الفيلم الأفريقي، ونعتقد أن المشكلة الأساسية هي مشكلة الإنتاج فالعالم العربي  يحتاج دومًا للإطلاع على المجتمع الأفريقي، ولن يكون ذلك  إلا بإنتاج أفلام تحاكى الواقع ، وتكشف من خلالها  الوجه  الأفريقي  الذي لا يعرفه الكثيرون، لهذا يتوجه العديد من المهتمين بأهمية مناقشة تلك الثقافة بعرضها بالسينما  وبإى شكل لكل مجتمعات السينما في العالم، خاصة مصر، من أجل التوحد لإنقاذ الفيلم الأفريقي ، فالمهرجانات العالمية تدعونا للمشاركة بها ، وهو الإنتشار الدولي الذي تحتاج إليه السينما الأفريقية وأكبر مثال لتلك الأمور إقامة "مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية" فى أكثر من 7 دورات فنية  فهو بشكل عام عودة حقيقة لإستعادة عبير الأفارقة بروح تراثية أصيلة  فمنذ أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن الأقصر "بوابة الثقافة العربية" ، بدأت أن تلتفت الأنظار إليها التى عزفت بأوتارها بقلوب المصريين بل والأفارقة الذين أرادوا أن تبدأ أولى رحالتهم الأفريقية بتلك المحافظة وهى رمز لعودة العلاقات الأفريقية بين الدول بعضها لبعض ولكن بصورة فنية راقية حيث شارك  فيها حوالى 500 مشارك من مصر و33 دولة أفريقية بجانب 12 دولة من خارج القارة السمراء، وتم عرض 110 أفلام تم توزيعها على 5 مسابقات، كما تم اختيار 23 من الفنانين والسينمائيين فى لجان تحكيم المهرجان،  بحضور السيناريست الكبير مدحت العدل رئيس شرف المهرجان، ورئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، ومديرته المخرجة عزة الحسينى، والمخرجين سعد هنداوى وخيرى بشارة وخالد الحجر والمنتج الكبير جابى خورى رئيس اللجنة العليا لإدارة المهرجان، والفنان طارق عبد العزيز.

"تبجيل الأجداد الثقافة الأفريقية الخالدة" فتشير الناقدة عزة هيكل حول رؤيتها لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية لهذا العام بأنه من الواضح أن الغالب على معظم الأفلام الأفريقية القصيرة المشاركة بهذا العام هو فكرة تقديس الأسلاف وكبار السن ورغم أن صناع تلك الأفلام فى بداية مشوارهم الفنى إلأ أن الغالب يظهر فيها حيوية الشباب الممزوجة بتراث الأجداد والعظماء سؤاء من الأفارقة بالشمال أو الجنوب ومن بين تلك الأفلام والتى حازت على شعبية راقية فيلم "الحضن" و"جميل .. جميل جدًا " و "عيد جواز " و"ونس" وفيلم "ماما بوبو" والذى يتجلى من خلاله احترام المرأة العجوز التى يحترمها ويقدرها جميع سكان المنطقة لذا يتلخص لنا أن السينما الأفريقية هى جزء أصيلا من المزج بين حضارة الأجداد وحيوية الفنانيين الشباب .

"عودة التاريخ النضالى المشترك بين مصر وجنوب أفريقيا .. الحل فنى"  يؤكد المؤرخ الفنى أحمد عبد الصبور أنه بمجرد التطرق لتاريخ الفن بشكل عام ندرك أن النشأة بدأت من خلال التاريخ الفرعونى وبما أن مصر دولة أفريقية أذن النشأة أيضا أفريقية ومن أحد أهم أسباب أهتمام مسئولى المؤتمر على إقامة مظاهر الإحتفال بمعبد حتشبسوت هى أنها رمز الجمال الأفريقي لأنها أول من أهتمت بتطويد العلاقات الأفريقية مع بلاد "بونت" السودان حاليًا ، لذا كان رائعًا رد الجميل إلى تلك المرآة الشجاعة المناضلة التى كافحت من أجل أن تحافظ على تلك العلاقات الهامة والتى تعد حتى الأن رمز للفن الأفريقي العربي ، كما أن أقامة المهرجان بتلك التوقيت هو رسالة صريحة لإحياء العلاقات الأفريقية بصورة فنية وتراثية تثبت لدول العالم أن السينما الأفريقية كنز إنسانى مفقود يجب استعادته .

"السينما الأفريقية  .. فن ومهرجانات وصناعة" هكذا أشارت قالت وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم فى كلمتها بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بدورتها الـ7 إن المهرجان هو جزء أصيلآ يستهدف فى فكرته إستعادة الروح والذكرى الفنية الخالدة التى لا تنسى من قلوب الجماهير المحبين للفن بشكل عام كما أنه لفخر كبير للمهرجان إنه بإسم وتخليد للراحل "سمير فريد" ، كما أن المهرجان هو إهداءًا بكامل أركانه لكلا من المخرج حسين شريف ، الفنان الراحل أحمد زكى ، والمخرج أدريس أبرجو من دولة بوركينا فاسو ، وعلق رئيس المهرجان سيد فؤاد على هامش المؤتمر بأن أعضاء المهرجان يعانوا حاليًا فى تحقيق المستوى المطلوب فى الحفاظ على النضال الأفريقي فنحن نعلم جيدًا أن عشق الفن يبدأ من عشق الكاميرا والأخلاص لها ويبدأ من عشق الوطن إى العشق الأفريقي ، كذلك كل صناع السينما داخل القارة الأفريقية التى أمانوا بقيمة مهرجان الأقصر هم الصناع الحقيقون للمؤتمر ، بل صناع الحضارة ونتمنى أن يتم ترجمة كلا من الأفلام المصرية والأفريقية من وإلى بعضهم البعض لكى تنسج خيوط الحب والفن فى إن واحد ، وأضافت الفنانة غادة عادل خلال تكريمها بالمهرجان بـأنها تشعر بالسعادة البالغة بتكريمها بالأقصر وتعتبر الزيارة الأولى لها وتكريمها بشكل عام على مجمل أعمالها خلال 25 عام ما بين السينما والفن وأن للآقصر مذاق مختلف فهى محافظة اختصت بصناعة المهرجانات والجمال بشكل عام وهى بوابة حقيقة لمرور العلاقات الأفريقية بصورة أفضل فيما أشار الفنان إسر ياسين" أنه لإبد من تدعيم فكرة البناء الفنى المشترك بين مصر ودول الجوار الأفريقية بشكل عام ليتم نقل الصورة الحقيقة عن ماهية أفريقيا وأصالتها وعراقتها ، موضحًا أن أرتبط بالثقافة والفن الأفريقي منذ مشاركته بفيلم "بيبو وبشير" مع الفنانة منة شلبى والفنان محمد خان والذى قدم من خلاله مترجمًا للغة السواحيلية  فيما أفاد الرائع د. مدحت العدل أن فكرة عودة العلاقات العربية الأفريقية بصورة فنية أمام بهو الأعمدة ومعبد الدير البحرى هى حاضرة الصمت أمام الجمال الربانى وهى استعادة لقيمة المرأة الفرعونية الأفريقية الأصيلة بعام المرآة وهى تواصل للعبقرية الفنية المصرية الأفريقية منذ فجر التاريخ من النحت للسينما القوة الناعمة الحقيقة لجميع دول العالم فيما أوضح الفنان جميل راتب على هامش تكريمه بأن التكريم له مذاقه المختلف لأننا جزء من أفريقيا ويفخر أنه من جيل عثمان سمبين مؤسس السينما فى أفريقيا .