»| يساهم فى إنشاء سد النهضة .. والأمير محمد بن سلمان يعتقله »| يفتخر بعلاقته بإثيوبيا ويعلن زياد

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

« محمود الشويخ » يكتب عن.. لغز الملياردير الذي يهدد بحرمان المصريين من مياه النيل

الكاتب الصحفى محمود الشويح  الشورى
الكاتب الصحفى محمود الشويح


»| يساهم فى إنشاء سد النهضة .. والأمير محمد بن سلمان يعتقله
»| يفتخر بعلاقته بإثيوبيا ويعلن زيادة استثماراته فيها

على الرغم من جهود الرئيس السيسى فى حل قضية سد النهضة بطريقة دبلوماسية طبقا لمبدأ "لا ضرر ولا ضرار" فإن هناك تحركا من الجانب الإثيوبى يعكس نواياها السيئة تجاه هذ الملف الحساس الذى يشغل بال المصريين جميعا .

إن إثيوبيا تتعمد فى الفترة الأخيرة التدخل لدى المملكة العربية السعودية للإفراج عن رجل الأعمال السعودى حسين العمودى ممول سد النهضة والذى تم توقيفه ضمن مجموعة رجال الأعمال على خلفية قضايا فساد فى المملكة .

لقد أدركت إثيوبيا أنها دون تمويل العمودى لن تستطيع بناء السد لذلك تبذل كل جهودها لإقناع السعودية بالإفراج عنه .

إن إثيوبيا تدرك مدى حب العمودى لها ولعل تصريحه الذى قال فيه :
"أنا مستثمر سعودي، وُلدت في إفريقيا لأم إثيوبية أفتخر بها، لديّ علاقة خاصة بالبلد الذي ولدت فيه، لذلك أقوم بالاستثمار فيه ".

فى السطور التالية نرسم صورة عن قرب لهذا الملياردير الذى يهدد المصريين بالحرمان من مياه النيل .

اسمه محمد حسين العمودي من مواليد إثيوبيا عام 1946. ابن رجل أعمال يمني وأم إثيوبية، هاجر إلى السعودية في سن المراهقة حيث صار مواطناً سعودياً في ستينيات القرن الماضي.

تُقدّر ثروته بنحو 13.5 مليار دولار ويعمل في شركاته نحو 40 ألف شخص، كما صُنّف كثاني أغنى رجل عربي حسب مجلة فوربس الأمريكية عام 2008.ويرتبط اسم العمودي كذلك بسدّ النهضة الإثيوبي باعتباره أحد الداعمين له. وقد أعلن رسمياً، في سبتمبر 2011، تعهده بدفع نحو 88 مليون دولار لصالح السدّ، واصفاً إياه بأنه "مشروع بنيوي وطني". 

ونتيجة لدوره في تحريك الاقتصاد الإثيوبي والتنمية المستدامة من خلال شركاته، كان أن كرمته جامعة أديس أبابا بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في الفلسفة عام 2011.

"بالتأكيد، ستفتقده الحكومة والأشخاص المحيطون بها. لكنَّني متأكد أنَّ الناس في إقليم أوروميا لن يفتقدوه أبداً، لأنَّهم يشعرون بأنَّه سلبهم مواردهم الطبيعية"، هذا ما يقوله هينوك غابيسا وهو زميل أكاديمي زائر بكلية الحقوق في جامعة واشنطن، مضيفاً:"حرفياً، يصنع وجوده أو غيابه فارقاً هائلاً في إثيوبيا".

يصفه حلفاؤه في إثيوبيا بالخيّر والبطل والداعم للتنمية في إفريقيا، فيما يعتبره المعارضون داعماً للسلطة ومستغلاً لثروات البلاد وتحديداً في مشاريعه التعدينيّة.

يُعتبر العمودي شخصيّة نافذة في إثيوبيا، حتى إنّ موقع "ويكيليكس" نشر عام 2008 برقية مسربة تؤكد أنَّ كل مؤسسة تقريباً ذات قيمة نقدية أو إستراتيجية كبيرة جرت خصخصتها منذ عام 1994 انتقلت من ملكية الحكومة الإثيوبية إلى إحدى الشركات التي يمتلكها العمودي.وتعد شركات رجل الأعمال السعودي الداعم الأول والشريك الرئيسي لإدارة الإنشاءات في مشروع سد النهضة بالشراكة مع «ساليني» الإيطالية من خلال مصنعين للأسمنت يتم توريد معظم إنتاجهما إلى السد الإثيوبي إلى جانب المصنع الوطني للأسمنت التابع للحكومة الإثيوبية، فضلا عن الشحنات التي يوردها مصنع «Messebo» الوطني التابع للحكومة الإثيوبية.

وينتج مصنع «ديربا ميدروك» Derba Midroc Cement المملوك للعمودى، الذي بدأ تشغيله في فبراير 2012، 25% من احتياجات الأسمنت في إثيوبيا، حيث ينتج 8 آلاف طن يوميا، بتكلفة استثمارية بلغت 800 مليون دولار، وتم بناؤه بالتعاون مع شركة صينية، بينما تم تمويل النسبة الأكبر من خلال استثمارات مباشرة من شركة «ميدروك»، والجزء الآخر بقروض من بنك التنمية الإفريقى وبنك الاستثمار الأوروبى، وبنك التنمية الإثيوبى.

ووفقا للموقع الإلكترونى الرسمي لرجل الأعمال السعودي، تعد شركاته الأكبر من بين استثمارات القطاع الخاص في إثيوبيا، خاصة بعد بناء مصنعين لإنتاج الأسمنت، فضلا عن عدة مشروعات أخرى في مجال التعدين والتنقيب عن الذهب وزراعات وإنتاج البن والأرز.

كما أن مشروع «سعودي ستار» يأتي ضمن خطة استثمار طموحة وضعتها الحكومة الإثيوبية قائمة على تأجير 2.5 مليون هكتار (7 ملايين فدان تقريبا)، وهدف الحكومة الإثيوبية إدخال تكنولوجيا المزارع الحديثة لإنتاج صادرات تساعد في تعويض العجز التجاري الذي تعاني منه.

ويقول سيماهاغن غاشو أبيبي، أستاذ مساعد في الدراسات الدولية، إن سجن العمودي قسَمَ الرأي العام، وفي حين أفرح الاعتقال المعارضة على اعتبار أن ذلك سيُضعف النظام بقوة، كان الأمر خسارة بالنسبة للحزب الحاكم.

وكان دعم العمودي للجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية الإثيوبية، التي حكمت البلاد على مدى أكثر من ربع قرن، أكثر الأمور التي تغضب المعارضة. ومع أنه قام ببناء مستشفى في أديس أبابا وتمويل برامج خاصة لعلاج الإيدز، لكنّ الناس تراه كمتموّل سعودي أكثر منه مواطناً داعماً لشعبه، لاسيّما بسبب عمليات التعدين في إقليم أوروميا الإثيوبي والتي أثارت استياء السكان وأدّت إلى احتجاجات انتهت بحملات اعتقال.

ثرواته وأملاكه
لا توجد معلومات دقيقة عن كيفيّة تحوّل هذا الرجل إلى ملياردير، لكن ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" يوضح أنّه على الرغم من أنّ العمودي ليس من سلالة الأمراء السعوديين، فإنّه كان لاعباً أساسياً في المملكة وله علاقات وطيدة بحكام سعوديين سابقين.

انتقل العمودي إلى السعودية عندما كان في الرابعة عشر وعمل هناك على تكوين علاقات مؤثرة، قد يكون أهمها علاقته الوطيدة مع الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي كان وزيراً للدفاع وولياً للعهد قبل وفاته عام 2011. ومن هناك أدار العمودي، حسب الصحيفة الأمريكيّة، أعمالاً اعتمدت على أموال الأمير ومنصبه.

وعلى خط آخر، كوّن العمودي علاقات وطيدة مع الملياردير السعودي الشهير خالد بن محفوظ، الذي ارتبط اسمه بـ"بنك الاعتماد والتجارة" الذي انهار عام 1991.

وفي بداية الثمانينيات، أسَّس العمودي شركات "محمد الدولية للبحوث والتنظيم" وهي مجموعة معروفة باسم "ميدروك"، بينما كان أكبر صفقاته مشروع بمليارات الدولارات لتخزين النفط تحت الأرض في المملكة، لتصبح الهندسة والبناء من الأعمال الرئيسية لمجموعة "ميدروك" التي تُعنى أيضاً بأعمال أخرى مثل الصيدلة ومصانع الأثاث في المنطقة.

بالإضافة إلى هذه المجموعة، يمتلك العمودي نصف شركة للحديد تسمى "ينبع" وسلسلة كبيرة من محطات الوقود تُعرف بـ"نفط".

وكان الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز من الداعمين لشركة العمودي المسماة "سعودي ستار"، وهي عبارة عن مشروع زراعي مترامي الأطراف في إثيوبيا تمّ إنشاؤه خصيصاً لمدّ السعودية بالأرز.

نفوذه وصل إلى الولايات المتحدة
مثله مثل الوليد بن طلال، امتدّ نفوذ العمودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مؤسسة كلينتون إذ تبرَّع لها بملايين الدولارات، وقدّم طائرته الخاصة لتنقل بيل كلينتون إلى إثيوبيا عام 2011، الأمر الذي أثار جدلاً داخل المؤسسة الأمريكيّة.

وكان اسم العمودي ظهر إلى العلن بعد ثلاث سنوات من هجمات 11 سبتمبر، وتحديداً في الدعوى قضائية التي رفعها مالك مركز التجارة العالمي واصفاً فيها العمودي بأنَّه راعٍ مادي للإرهاب الدولي بسبب تمويله جمعيات خيرية إسلامية مثيرة للجدل.

لاحقاً، أُسقطت الدعوى بعدما اتفق الطرفان على حلّها بعد عام، حين قال متحدث باسم العمودي بأنَّ الأمر ليس إلا خطأ في تحديد الهوية.

حين جاء اسمه من بين المعتقلين ضمن حملة مكافحة الفساد، قيل إن العمودي يواجه تهماً بالتورط في الفساد والحصول على اعتمادات بلغت قيمتها 4 مليارات دولار من صندوق الملك عبد الله للاستثمار الزراعي السعودي لأجل تمويل مشاريع زراعية للأرز في إثيوبيا، وبناء رصيف ميناءي في إريتريا لتصدير هذا الأرز إلى السعودية، في وقت لم يتم الوفاء بإنجاز هذه المشاريع، حسب مصادر سعودية.