الجمعة 26 أبريل 2024 - 11:24مؤامرة البطاطس.. نكشف مخطط ضرب العلاقات الاقتصادية مع روسيا
04:23 م - الأربعاء 28 مارس 2018
كتب
علي الشاذلي
صورة أرشيفية
>>| صادرات مصر ضحية "العفن البني"..وتلاعب عديمى الضمير
>>| خبراء: العفن البني مرض نباتي وليس خطرا على صحة الإنسان
>>| الصادرات المصرية من البطاطس لروسيا زادت في العام الماضي 160%
>>| البطاطس المصرية آمنة والحظر لا يكون إلا لبعض المناطق والمحافظات التي يظهر بها المرض
مخالفة معايير الجودة مشكلة تلازم بعض الزراعات المصرية خلال الفترة الماضية، وهو الأمر الذي ترتب عليه اتجاه العديد من الدول إلى حظر استيراد تلك المحاصيل الزراعية من مصر.
وآخر تلك الدول روسيا، التي اتجهت إلى حظر استيراد البطاطس من منطقتين في مصر، بعد اتضاح وجود مرض العفن البني في البطاطس بمحافظتي البحيرة والمنيا، وهي ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الإصابة بمرض العفن البني في البطاطس المصرية.
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة التجارة والصناعة، فقد حققت مصر طفرة كبيرة فى معدلات تصدير البطاطس إلى السوق الروسي خلال العام الماضي، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية من البطاطس 118.41 مليون دولار بالمقارنة بنحو 54.4 مليون دولار عام 2016 بزيادة قدرها 160.64 % وهذا بعد ان اتجهت مصر لمكافحة المرض الذي كاد يتسبب في استمرار أزمة منع الصادرات من البطاطس خلال عام 2015 بعد اكتشاف المرض ولجوء بعض الدول على رأسها روسيا لمنع الاستيراد.
مشاكل البطاطس
وأكد الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعى بوزارة الزراعة، أن وقف تصدير محصول البطاطس تم على منطقتين فقط، بينما تسير عمليات التصدير فى باقى المناطق الأخرى المعتمدة على مستوى الجمهورية بشكل طبيعى.
ولفت إلى أنه تم حتى الآن تم تصدير 98 ألف طن من محصول البطاطس، مضيفا أنه قبل تصدير المحصول يتم فحص المنطقة المنزرع بها المحصول أولا وعند تصدير الشحنات، يتم سحب عينة عشوائية منها بطريقة علمية محددة طبقا للحجر الزراعى ثم إرسالها لمشروع مكافحة مرض العفن البنى للبطاطس لتحليلها وبناءً على ذلك يتم تحديد مدى صلاحيتها للتصدير من عدمه.
فحص الشحنات المصابة
وأكد أنه سيتم فحص الشحنات المصابة مرة أخرى للتحقق من الإصابة بالإضافة إلى إرسال لجان متخصصة، لأخذ عينات من المزرعة القادم منها الشحنات المصابة وإرسال هذه العينات لمشروع مكافحة العفن البنى للبطاطس لفحصها وتحديد أسباب المشكلة بالضبط.
ولفت إلى أنه اذا اتضح بعد فحص العينات أن المنطقة سليمة، فإن ذلك يؤكد أن اللجان التى أرسلت قبل عملية التصدير قامت بعملها بشكل صحيح، أما إذا اتضح أن المنطقة مصابة فسيتم التحقيق مع الجهات التى فحصت العينات قبل التصدير واتخاذ ما يلزم حيالهم .
أما بالنسبة لتلاعب المصدرين بالشحنات التى يتم تصديرها، فقد أوضح "العطار" أنه أحيانا يحدث تلاعب من قبل بعض المصدرين غير الملتزمين حيث يقومون بجلب بطاطس من مناطق أخرى غير المناطق المعتمدة، ويقومون بإدخالها مع البطاطس التى يتم تصديرها وقد يسبب ذلك مشكلة، مضيفا أنه اذا صادف أن تلاعب المصدر فى الشحنات فإن الحجر يتخذ اجراءاته ضد المصدر متمثلة فى وقف التعامل معه وبالتالى لن يتمكن من التصدير.
وقف التصدير لا يتم إلا بعد دراسة
من جهته، أكد عبد الحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، ان قرار وقف التصدير لن يدفع الدول الأخرى لاتخاذ قرار بحظر استيراد البطاطس المصرية، مؤكدا أن قرارات الحظر ووقف الاستيراد لا تتم إلا بعد العثور بالفعل على شحنات مصابة، مضيفا أن الدول الأوروبية وخاصة روسيا لا تتخذ قرار الحظر إلا بعد تحليل ما يصدر إليها.
ولفت إلى أنه فى حال اكتشاف شحنات مصابة بالعفن البنى يتم اتخاذ عدة إجراءات متمثلة فى البحث والتحقيق واستدعاء المصدرين المسؤولين عنها واتخاذ مايلزم من إجراءات وعقوبات.
ولفت إلى أن رفض الشحنات يحدث فى أى تصدير بالدول الاخرى وليس فى مصر فقط، مضيفا أن مرض العفن البنى مرض نباتى ولا يؤثر على صحة الإنسان.
ولفت الدكتور محمد سالم، مستشار منظمة الفاو السابق وأستاذ الوراثة وأمراض النبات بكلية الزراعة إلى أن إصابة البطاطس بالعفن البني والذي جاء بنسبة محدودة داخل محافظتين يأتي بسبب غياب تطبيق الرقابة والمتابعة من وزارة الزراعة بصورة جيدة على المحاصيل التي تم اكتشاف إصابتها بالمرض، لافتا إلى أنه قبل بداية التصدير إلى الخارج من المفترض أن يكون هناك العديد من الإجراءات المتعلقة بالفحص والكشف على جودة وسلامة المحاصيل الزراعية وإذا لم يحدث هذا فقد يؤدي إلى اتجاه الطرف المستورد إلى رفض الشحنات الزراعة كما حدث مؤخرًا بالنسبة للأحواض التي تم ضبط العفن البني فيها.
وأشار إلى وجود ما يصل إلى 6 أمراض تصيب البطاطس، أبرزها مرض العفن البني وهناك خرائط لدى وزارة الزراعة مقسم فيها المناطق الزراعية التي تزرع بها البطاطس والتي تكون عرضة للإصابة بالمرض فيها frost-free area، وبجانب هذا فيجب أن يكون هناك حساسية أكبر في بروتوكولات كشف الأمراض بحيث يكون هناك تأكد تام من الالتزام بالمعايير.
من ناحيته، قال الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي: إنه خلال الفترة الماضية رفعت العديد من الدول الحظر عن استيراد الحاصلات الزراعية المصرية وهو ما يعود بعائد حقيقي على الاقتصاد الوطني لاسيما مع أهمية الصادرات لزيادة الاحتياطي النقدي حيث تعود العائدات بربح جيد.
وفيما يتعلق بحظر بعض كميات البطاطس، أضاف أنه يجب أن يكون هناك دور أكبر لأجهزة الرقابة سواء اتحاد التصدير أو وزارة التجارة وجهاز الرقابة على الصادرات والواردات من خلال تغليظ العقوبات على المصدرين المخالفين لمعايير الجودة والسلامة للحاصلات الزراعية المصرية التي حظرتها العديد من البلدان خلال الفترة الماضية بصورة كبيرة ومقلقة نتيجة عدم الالتزام بالمعايير.
وأبدى صيام تخوفه من تكرار وقوع ذات المشاكل للبطاطس التي تعد المنتج الزراعي الأول في مصر الذي تصدر منه ما وصل إلى مليون طن من البطاطس سنويًا، مؤكدًا أن العفن البني في البطاطس أبرز الأمراض التي تصيب الزراعة في مصر وقد يزداد هذا المرض مع عدم الرقابة على الإنتاج والتصدير، مشددا على ضرورة إصلاح الخلل وعدم إعطاء المصدرين مساحة للحرية في تصدير أي منتجات للخارج حتى لا يتضرر قطاع الصادرات المصري.
نفي حظر البطاطس
في سياق متصل أصدرت وزارة التجارة بيانا رسميا لها نفى فيه ياسر جابر، المتحدث الرسمي لوزارة التجارة والصناعة صحة الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الإعلام بشأن صدور قرار من السلطات الروسية بفرض حظر شامل على استيراد البطاطس المصرية، مشيرًا إلى أن القرار الصادر بالأمس عن الهيئة الفيدرالية الروسية للحجر الزراعى والبيطرى قد تضمن رفض شحنتي بطاطس فقط وهو ما ترتب عليه إصدار الهيئة الروسية قررًا بفرض حظر مؤقت على الشحنات الواردة من حوضي تصدير وذلك اعتبارًا من 16 مارس الجارى.
ولفت إلى أن المكتب التجارى بموسكو، أجرى اتصالات فورية مع الإدارة المركزية للحجر الزراعى المصرى والمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية للتحقق من حالات الرفض ومحاسبة الشركتين المخالفتين، مع تشديد إجراءات الرقابة والفحص على كل شحنات الحاصلات الزراعية المصدرة إلى دولة روسيا الاتحادية خاصة فى ظل حرص مصر على تنمية صادراتها الزراعية للسوق الروسية والتي تتمتع بسمعة جيدة وجودة عالية وتحظى بقبول المستهلك الروسي.
وأوضح الدكتور محمد محمود مدير معهد البساتين، أنه تم تقييم 39 صنفا من الأصناف الجديدة كجهة بحثية هذا العام وكانت النتائج مبشرة، حيث بالفعل زادت الصادرات هذا العام.
ونوه، بأن البطاطس هي المحصول الوحيد الذى يصدر له قرار للمواصفات الاستيرادية والتصديرية، مشيرا إلى أن الـ 1.5 مليون فدان تعتبر من المناطق الخالية من الآفات والتى تصلح لزراعة البطاطس بأقل استخداما للأسمدة.
نقلًا عن الورقي
