في ذكرى وفاتها.. القصة الكاملة للناشطة الأمريكية التي اغتالتها قوات الاحتلال الإسرائيلي
12:35 م - الجمعة 16 مارس 2018
كتب
جميلة حسن
"اعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات، لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي".. هذا بعض ما كتبته الناشطة الأمريكية راشيل كوري في رسالتها الأخيرة لأسرتها بالولايات المتحدة، قبل مقتلها على يد جيش الإحتلال الإسرائيلي في 16 مارس 2003، عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني مدنية للفلسطينيين بقطاع غزة.
وراشيل كوري من مواليد 10 ابريل 1979، وهي عضوة في حركة التضامن العالمية(ISM) ، وسافرت لقطاع غزة أثناء الإنتفاضة الثانية.
وأكد صحفيين أجانب كانوا يقومون بتغطية عملية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين التعسفية، أن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس راشيل والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين.
وقد برأت المحكمة المركزية الإسرائيلية بمدينة حيفا يوم الثلاثاء الموافق 28 أغسطس 2012، الجيش الإسرائيلي من المسئولية عن قتلها، في الدعوة القضائية التي رفعتها عائلة الناشطة الأمريكية راشيل كوري ضد وزارة الجيش الإسرائيلي، حيث أصدرت المحكمة حكمها برفض هذه الدعوة وتبرئة الجيش من مقتلها، بعد أن أفاد سائق الجرافة في التحقيق أنه لم يستطيع مشاهدتها وأنه من غير الممكن مشاهدة الناشطة التي ألقت بنفسها أمام الجرافة، وقد أغلق المدعي العام في الجيش الإسرائيلي الملف بعد مرور 3 شهور على مقتلها تحت مبررات عدم وجود دلائل تعمد قتلها، وبنفس الوقت صحة الشهادة التي قدمها سائق الجرافة الإسرائيلية.
كما قدم النائب الأمريكي براين بيراد مشروع قرار في الكونجرس الأمريكي يقضي بمطالبة الحكومة الأمريكية باجراء تحقيق كامل في مقتل الناشطة كوري، لكن مجلس النواب لم يحرك ساكنا بهذا الشأن.
وقد عبّر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن أسفه لمقتل الناشطة كوري، ووعد بتسمية شارع في رام الله على اسمها.