في مثل هذا اليوم التاسع من مارس، ثار الشعب المصري ضد الإحتلال الإنجليزي، فيما عرف بثورة 1919، وجاءت الثورة كن

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

في مثل هذا اليوم.. الشعب يثور ضد الاحتلال الإنجليزي

صورة أرشيفية  الشورى
صورة أرشيفية


في مثل هذا اليوم التاسع من مارس، ثار الشعب المصري ضد الإحتلال الإنجليزي، فيما عرف بثورة 1919، وجاءت الثورة كنتيجة لتذمر الشعب من الإحتلال الإنجليزي لإلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد. 

أسباب الثورة
كانت الحركة الوطنية في مصر في ذلك الوقت تسعى إلى تحرير مصر من الإحتلال البريطاني وليس الإنفصال عن الدولة العثمانية والإستقلال التام عنها لأن ذلك في نظر الشعب المصري من شأنه أن يفتت وحدة العالم الإسلامي، ولكن هذا الوضع أخذ يتغير عندما قامت الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) ودخلت الدولة العثمانية في حرب ضد بريطانيا، وقد انتهزت بريطانيا الفرصة لإنهاء السيادة العثمانية وفرض الحماية البريطانية في 18 ديسمبر 1914.

ولكي تجذب الولايات المتحدة شعوب العالم للتحالف ضد ألمانيا وتركيا والنمسا, أعلن رئيسها ولسون مبدأ حق تقرير المصير ومبدأ تأليف عصبة الأمم لحل المشكلات سلميا ودون حرب، وعند انتهاء الحرب وهزيمة الدولة العثمانية وسقوط فكرة الجامعة الإسلامية، برزت فكرة الجامعة المصرية (القومية المصرية) وتبلورت الحركة الوطنية حول فكرتين أساسيتين، هما إنهاء الاحتلال البريطاني، وإعلان مصر دولة مستقلة ذات سيادة.

مؤتمر الصلح
وقد تعلق أمل المصريين في تحقيق هذين الهدفين من خلال مؤتمر الصلح المقرر عقده في باريس 28 يونيو 1919، ولكن المندوب السامي البريطاني رفض السماح لسعد زغلول وأصحابه بالذهاب لمؤتمر الصلح وزعم بأنهم لا يمثلون الشعب المصري، لذلك ألف سعد زغلول وأعوانه (الوفد المصري)، وعندما علمت بريطانيا بالتحالف قررت نفى سعد زغلول وبعض أعضاء الوفد إلى جزيرة مالطة.

اشتعال الثورة
بدأت الإحتجاجات في مارس 1919، حيث انطلقت تظاهرات في العديد من المدن والأقاليم المصرية وكانت القاهرة والإسكندرية وطنطا من أكثر تلك المدن اضطرابًا، وقد تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وكان طلبة مدرسة الحقوق أول المضربين واتخذوا زمام المبادرة، فذهب وفد منهم إلى بيت الأمة حيث كان بعضهم يرى أن هذه التظاهرات قد تغضب الوفد، فقابلوا عبد العزيز فهمي وقال لهم: "انكم تلعبوا بالنار دعونا نعمل في هدوء ولا تزيدوا النار اشتعالًا"، فانصرف الطلبة غاضبين من الرد وذهبوا إلى زملائهم، لكن زملاءهم استبطأوا عودتهم فخرجوا من المدرسة بتسهيل من أحد ضباط الجيش في بداية للتظاهر. 

وأعلن طلاب المدارس الأميرية والأزهر الإضراب العام، وشكلوا مظاهرة كبرى وأنضم إليهم من صادفهم من أفراد الشعب، وفي أثناء مرور المتظاهرين بشارع الدواوين حيث كان يتواجد بعض الجنود الإنجليز فأطلقوا النار على المتظاهرين، ما أدى إلى وفاة أول أثنين من المتظاهرين، وتعدى بعض المتظاهرين على الترام فأتلفوا كثيرًا منها، واستاء الطلبة من وقوع هذه الحوادث فبادروا إلى إذاعة منشور في الصحف يعربون فيه عن أسفهم لهذه الأحداث، كما استمروا في تظاهراتهم وأضرب سائقي سيارات الأجرة، فتعطلت المواصلات في جميع أنحاء القاهرة، وأصدر القائد العام للقوات البريطانية أمرًا بمنع المظاهرات، وبدأت القوات في تنفيذ الأمر بالأسلحة والمدافع وإطلاق النار على من صادفهم من المتظاهرين، وكانت أول مصادمة بين الجنود والمتظاهرين بميدان باب الحديد ثم شارع عماد الدين، واضرب المحاميين أيضًا في هذا اليوم.

وفي 15 مارس، اضرب المحاميين الشرعيين وتظاهروا أمام المحكمة الشرعية، وكذلك عمال السكك الحديدية الذي يزيد عددهم عن 4,000 عامل، وقاموا بإتلاف مفاتيح القضبان والخط الحديدي بالقرب من إمبابة، فتعطلت قطارات الوجة القبلي، وأنشأت القيادة البريطانية محكمة عسكرية، بقسم الأزبكية، وكانت تصدر أحكامًا بالحبس أو الجلد أو الغرامة. 

كما أُقيمت مظاهرة كبرى من السيدات، وكان أعدادهن تتجاوزالـ 300، وقدمن احتجاجًا مكتوبًا إلى معتمدي الدول (السفراء حاليًا). 

وأصدرت بريطانيا في 21 مارس قرار بتعين المارشال اللنبي، الذي اجتمع بعد وصوله بحسين رشدي وأعضاء وزارته وباقي أعضاء الوفد الغير معتقليين، وطلب مساعدتهم في الحد من هذه التظاهرات، وأذاع السلطان فؤاد نداءً إلى الشعب مطالبًا فيه بالكف عن التظاهرات، وعقبه خبر من اللنبي بالإفراج عن المعتقلين والسماح بالسفر لمن يريد.

ووصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر.

مفاوضات ملنر
وبعد إعتراف المؤتمر بالحماية، ظل سعد زغلول في باريس يقود الحركة في مصر من خلال لجنة الوفد المركزية والتي كان لها الفضل في فشل خطة بريطانيا في إقناع الشعب، حيث أمرت جميع طبقات الشعب بمقاطعة لجنة ملنر، وهي اللجنة التي أرسلتها بريطانيا للوقوف على أسباب هذه التظاهرات، حيث وصلت اللجنة في 7 ديسمبر وغادرت في 6 مارس 1920. 

وبدأت المرحلة الأولى من المفاوضات بين (سعد وملنر) وكان هدفها إلغاء الحماية البريطانية على مصر والإعتراف باستقلال مصر التام الداخلي والخارجي ولكنها فشلت بسبب إصرار بريطانيا على تحويل استقلال مصر لإستقلال شكلي عن طريق حماية المصالح الأجنبية، وحرمان مصر من إقامة أي علاقات مستقلة مع دول أخرى.

واستؤنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدمت لجنة ملنر مشروعا آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري، وقابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، دون أي نتيجة، ونشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين دعاهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني، فاعتقلته السلطة العسكرية هو وزملائه، ونفي بعد ذلك إلى سيشيل.

وفي 28 فبراير عام 1922، عاد اللورد اللنبي إلى القاهرة يحمل تصريح وعنوانه (تصريح لمصر) ليتضمن انهاء الحماية وإعلان مصر دولة مستقلة ذات سيادة، وابقت بريطانيا بعض الأمور دون تعديل إلى أن يتم الإتفاق حولها وهي: تأمين مواصلات الإمبراطورية البريطانية؛ الدفاع عن مصر من كل تدخل أجنبي؛ حماية المصالح الأجنبية في مصر وحماية الأقليات؛ والمسألة السودانية.

وفي 15 مارس 1922، أعلن السلطان فؤاد الأول استقلال مصر واتخذ لقب ملك مصر، وشُكلت وزارة عبد الخالق ثروت.