"العمل التطوعي وأثره في بناء الأمم".. أمسيات دينية بمساجد الإسكندرية

نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، أمسيات دينية بعنوان "العمل التطوعي وأثره في بناء الأمم"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بترسيخ حب الإنتماء للوطن والمساهمة الصادقة فى بنائه.
وقال الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن العمل التطوعيّ هو عمل الخير الذي يقوم به الإنسان لمن يستحقّه، بشكل تطوعيّ لا ينتظر مقابل ذلك أجرا ماديّا أو معنويّا، وتتنوّع ميادين العمل التطوعيّ وتتعدّد، وله أهمية وثمرات تترتّب عليه، ثمار يعمُّ نفعها الفرد والمجتمع على حد سواء.
وأوضح "العجمي" أن هناك عدّة ميادين للعمل التطوعيّ، تشمل معظم نواحي الحياة، منها: مراكز الخدمة والمؤسّسات، كالمساجد، والمشافي، والمدارس، والجامعات، وفئات المساكين والفقراء، بتقديم المساعدة بأشكالها المتعدّدة لهم، وفئة اليتامى، بتبنّي أوضاعهم وإقامة المؤسّسات التي ترعاهم.
وأشار "العجمي" إلى أن أقسام التطوع تتنوع بحسب إمكانيات الأفراد، وتشمل أقسام، التطوّع بالمال، كالصدقات، والقروض، والتبرّعات المختلفة، والتطوّع بالبدن، كمجال الحرف، والأعمال البدنيّة المختلفة، والمساعدة في النقل والتحميل، والتطوّع ممّن له جاه ومكانة اجتماعية، كحل وعلاج بعض المشاكل، والتطوّع بالوقت، كأن يجعل الفرد برنامجا محددا في أعماله التطوعيّة، كأن يكون ساعة في اليوم أو الأسبوع أو الموسم.
وأكد "العجمي" أن هناك أهميَّة عظيمة للعمل التطوعيّ منها، راحة النفس والضمير لدى الفرد الذي يقوم به، وكذلك تحقيق شيء من الراحة والشعور بالسعادة للمستفيد منه، ,فيه نوع صلة، وعبادة لله عز وجل، وتقديم المساعدة للمؤسسات الوطنية، وتحقيق بعض أنواع الكفاية في بعض المجالات، وتحقيق التواصل والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتقوية روح الانتماء للمجتمع والأمَّة كذلك، لقيام كل فرد بواجبه في ذلك، ونشر القيم الإنسانية الرفيعة على صعيد الأمم والشعوب، وشعور الإنسان بأخيه الإنسان، وتحسّسه لمشاكله وهمومه، وترابط المجتمع وقوَّته، وتقدمه وازدهاره.
وأضاف أن مقياس نجاح الأمم إنّما يكون بمقدار ما يقوى به نسيجها الاجتماعي، وذلك بثقافة العمل التطوعيّ وميادينه المختلفة، ابتداء من الأسرة، مرورا بالمساجد والمدارس، والإعلام الرسمي وغير الرسمي، فيصبح العمل التطوعيّ بذلك ثقافة عامّة وسلوكا يوميا حسنا يثمر كل حين.
وتابع: "من هنا نستطيع القول بأن التنمية الشاملة في المجتمعات هي المطلب الأساسي لجميع أفرادها للنمو بالمجتمع وتحسين الأوضاع المعيشية والخدمات المقدّمة لهم في جميع المجالات مثل الخدمات الطبية والتعليمية، والإنسان هو المؤثر الأساسي في تحقيق هذه التنمية فالمجتمع يعتمد على أفراده في السمو به وتحسينه وتطويره، ومن الطرق التي يمكن اتباعها لتحقيق هذه التنمية العمل التطوعي.
وأشار إلى أن العمل التطوعي عبارةٌ عن النشاط الفردي أو الجماعي الذي يقوم به الفرد بحريةٍ ودون تكليفٍ من أحد، ويعود بالنفع على المجتمع وأفراده، فلا يوجد إجبارٌ في العمل التطوعي وإنّما يتمّ بكامل إرادة الفرد لا يأخذ عليه مقابلاً مادياً أو ربحا خاصا، وإنّما كجزءٍ من الانتماء للمجتمع وتحمّل مسؤولية النهوض به نحو الأفضل.
وأوضح "العجمي" مجالات العمل التطوعي، وهي مجال العبادات، مثل الصدقات والمشاركة في صلاة الجنازة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ومجال المعاملات، مثل المشارك في بناء المرافق العامة كالمدارس والمستشفيات والمساجد والحدائق العامة، والقيام بعمليات تنظيفها وإعادة ترميمها، والمساهمة في قطف الزيتون، والمجالات الإجتماعية، مثل المشاركة في حل المشاكل الأسرية والمشاكل الاجتماعية التي قد تحدث في المجتمع، وإماطة الأذى عن الطريق، والمحافظة على نظافة البيئة، ورعاية الحيوانات والعطف عليها وإغاثة الملهوف.
وبيّن "العجمي" مكاسب المجتمع من العمل التطوعى، وهي كسب الشخص المتطوع للمزيد من الخبرات التي تفيده في تطوير المجتمع، وتحقيق التكافل الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة، وكسب المتطوع للأجر والثواب من الله تعالى، وزيادة شعوره بالمسئولية تجاه مجتمعه ممّا يزيد ترابط أبناءه مع بعضهم البعض، وتحقيق القدوة الحسنة في المجتمع ممّا يزيد عدد الأفراد الذين يحاولون تقليد المتطوع فيما يعمل، وإتاحة الفرصة أمام كافة أبناء المجتمع في المساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي، ممّا يتيح استغلالا ممتازا للموارد البشرية، وتجميعا للطاقات المهدورة في المجتمع وتسخيرها لتحقيق التنمية بكافة أشكالها، واستغلال الموارد المتاحة بالشكل الأمثل وتحقيق النتائج الإيجابية من خلال خفض تكاليف الإنتاج وزيادة الإنتاج نفسه، ففي بعض الأحيان يتزايد الطلب على السلع والخدمات من قِبل أفراد المجتمع ويصعب الحصول عليها بالطرق التقليدية، فيعتمد الأفراد على جهود المتطوعين في الحصول على هذه السلع.
واختتم "العجمي" حديثه قائلًا: "يجب علينا جميعا أن نبذل أقصى الجهد فى المشروعات التى تقيمها الدولة الآن، وأن نلبى نداء الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالمشاركة بالمال والجهد والعرق فى بناء مصر الحديثة بمدنها الجديدة ومشروعاتها العملاقة مثل العاصمة الإدارية وإستكمال قناة السويس الجديدة والعاصمة الإقتصادية والمدن السكانية وتنمية أرض سيناء الغالية، فهذا فرض على كل من يحب هذه البلاد ويحب الخير لها وللأجيال القادمة".