- "السينما المستقلة" الحل المعادل للتخلص بشكل جزئى من تراجع الأعمال الفنية - أفلامى لا تدين الشخصيات المرك

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

داوود عبد السيد لـ"الشورى" : أعمالى الفنية تتبع منظور رحلة البحث عن الحياة

  الشورى


- "السينما المستقلة" الحل المعادل للتخلص بشكل جزئى من تراجع الأعمال الفنية 
- أفلامى لا تدين الشخصيات المركبة بل تظهر جوانبها الإيجابية والسلبية .
- إخراج أعمال تلفزيونية عمرها ما كانت فى حساباتى 



 فنان متمرد يبحث عن سر الاختلاف ويصر دائمًا على صنع أفلام تحمل طابعه الخاص ومن نوعية المخرجين التى تسكت دهرًا ثم تنطق جمالا وإبداعا أجمع النقاد على أنه أحد مخرجى زمن الفن الجميل رغم أن معظم أعماله لا تتعدى الكثير إلا أنها أضافت إلى جعبة المكتبة السينمائية الكثير ومنها " الصعاليك ، أرض الخوف ، أرض الأحلام ، سارق الفرح ، مواطن ومخبر وحرامى ، رسايل البحر ، البحث عن السيد مرزوق  وقدرات غير عادية وعمل مساعد مخرج فى فيلم الأرض  ولكن سرعان ما ترك هذه المهنة وبدأ بإمساك كاميرته ليجوب بها شوارع القاهرة لإطلاق أهم الأفلام التسجيلية والروائية الطويلة  ونال جائزة الهرم الفضى أكثر من مرة بمهرجان القاهرة السينمائى وغيرها من الجوائز العالمية  أنه المخرج داوود عبد السيد  وكان لنا حظ الحوار معه ..

- كيف إثر مخرج الواقعية " يوسف شاهين " ببداية مشوارك الفنى ؟

كان بالنسبة لنا فى ذلك الوقت النجم الساطع بعالم الإخراج وكان أستاذى بمعهد الفنون المسرحية فقد تدريبى الأول هو أن اعمل مساعد مخرج بفيلم " الأرض" فكانت رواية فى قمة الأهمية وفريدة بتاريخ الأدب المصري فمجرد العمل به هو الدخول إلى مدرسة الإبداع وكنت مهتم أزاى اتعامل مع الممثلين وتعلمت ذلك من "شاهين" أفضل موجه حقيقى لفكرة الواقعية والفلسفية بصورتها المختلفة ولا أنكر أن معظم أعمال تأثرت بفلسفية شاهين فى تحديد الجوانب الخفية داخل كل مجتمع وازاى اخلق واقع مختلف .


- ماذا يمثل فيلم " الكيت كات " بالنسبة لك وهل ترى أنه أجمل أعمالك بشكل عام وماذا عن كواليس "الشيخ حسنى والموتوسكيل" ؟

هذا الفيلم يمثل لى احساس شخصى واحساس جماهيرى  كأن أشعر بأنى أحد المشاهدين له وإبدأ فى التحليل والنقد والانزعاج والضحك والبكاء وفى النهاية استنتجت انه ليس الأفضل بل الأقيم من ناحية زاوية القصة التى أردت تحويلها بشكل كبير إلى عالم خاص يدور فى فلكه الكثيرون ويتأثرون به فعندما قررت تقديم شخصية الشيخ حسنى للراحل الفنان محمود عبد العزيز كان الغرض منها أن تكون الشخصية المحورية الرئيسي لعالم الكيت كات وسرد الحياة اليومية الممتدة منذ عمق التاريخ وليس قصرًا على من يتمتعون ببصرهم الاستمتاع بالحياة فيحمل الفيلم بطياته مجموعة من الرسائل المهمة، ولكنها بسيطة فى نفس الوقت، قد يراها البعض سياسية، وكثيرون رأوها اجتماعية بحتة، تعبر عن حال المجتمع المصرى، آنذاك، ولكن مما لا شك فيه، هو رصد  لحالة العبث الموجودة فى مجتمعنا، التى قد تصل بنا إلى اللامعقول، تتجسد بوضوع فى مشاهد للشيخ حسنى، ولكن أبرزها طريقة قيادة الشيخ حسنى لـ"الفسبة" الجديدة، فى المنطقة وبالطبع عند مشاهدته فى هذا المشهد ينتاب الكثير الضحك والفكاهة ولكنه كان له جانب تراجيدى وشجن وكان لموسيقى راجح داوود التأثير 

- يلاحظ فى معظم أعمالك الفنية  بشكل عام أبراز عشقك للحياة بكل طاقتها .. هل ذلك صحيح ؟

بالفعل لانى أرى رسالة الفن بكل انواعها هى أيضا محبة للحياة وتريد أن تصفع الجوانب السلبية للواقع من الضغوط النفسية من أحداث الصراع بين الأخرين فمثلا فى فيلم رسائل البحر نرى أن المدينة تطرد البطل والبطلة ونجد مشهد جلوسهم بالمركب ويطفو السمك الميت نتيجة صيده الجائر ويتمنون معايشة حياتهم كما تحلو لهم وليس كما يحلو للاخرون وايضا عند النظر لتجربة الصعاليك نجد  أن الفيلم يقدم نموذج مختلف للعلاقات الشخصية ، نظرة متحررة من كل حكم وأفكار مسبقة ، نظرة غير أخلاقية ، بمعنى أنها لا تنجر وراء الأحكام الأخلاقية على السلوك البشري ، بل تبحث وتتفهم الدوافع  فكنت أحاول أن تتلفظ  الشخصيات بالفيلم   بمشاعرها القوية  ، تحترق من ركضها اللاهث وراء شعاع سعادة ورفاهية وأحاول التعبير عن وجهه نظرى في الإنسان من الداخل ، وبعمق عن الجدل بين الفرد والمجتمع وبالطبع نجح كلا من الراحلين محمود عبد العزيز ونور الشريف فى تجسيد حب الحياة بشكل مختلف وصحيح فأريد من معظم أفلامى بشكل عام عدم العدوان على حرية الإنسان وأن يفعل ما يريد دون النظر لأقاويل الأخرون هكذا يكون الإنسان محب للحياة .


- "البحث عن السيد مرزوق" لم يحقق نجاحًا جماهيرًا رغم نجاح قصته كيف تفسر ذلك ؟

بالحقيقة عندما أقدم على تقديم عمل فنى لم أنظر على أنه هل سيحقق نجاح جماهيرى أو تجارى فليس معنى احضار عدد كبير من الناس إلى صالة العرض لمشاهدة فيلم ما  أنه بذلك قد نجح فالنجاح الجماهيرى يعنى الاستمتاع بالقصة وليس بكم المتفرجين وأعترف أن الفيلم به خطأ وأنا من صنعته إلا وهو أننى حاولت أن اوصل للجمهور وقلت لهم "لازم تفهموا الفيلم بالصورة اللى أنا عايزاها بطريقتى الخاصة " ولكن ليس من المفترض أن أفرض على الجمهور العشق أو المشاهدة ولكن هم من يحكموا مشاعرهم تجاه عمل فنى ما .

- ما هو أكثرعملاً فنيًا لك قدمته بنجاح من وجهة نظرك وأقرب فنانين أحببت العمل معهم ؟

كل الأعمال التى أقدمت على احترافها سؤاء من ناحية التأليف أو من ناحية الإخراج لم أفضل عملا عن الأخر ولست مقيم لأعمالى ودائما أحاول عدم الأعجاب بها حتى أستطيع أن افعل الافضل فى المرة القادمة فقاتل الإبداع الإثارة بعملا ما والانبهار به ومن ثم التكاسل فى عمل الأفضل فدائما فكنت إبدأ يومى بعد عرض فيلم " الكيت كات" بأن يجب أن أمحيه من ذاكراتى لتبدأ الأفكار الجديدة ، فلقد عملت وبحمد الله مع كبار الفنانين كمثل فاتن حمامة ونور الشريف ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى وأحمد زكى وغيرهم وصراحة كلهم أعشقهم ولا أفضل أحد عن إخر ولكن كان قلبى يميل بعض الاحيان للعمل مع الراحل نور الشريف لأنه أكثر فنان يدرك ما هى قيمته وإليات صنعه ومدرك كيف يكون المشهد والأضاءة والصوت والتوجيهات كأنه خلق لأن يكون تابلوه فنى مميز لا يمكن الخدش به ومثقف لدرجة عالية بينما الراحل محمود عبد العزيز بالنسبة لى كان مفاجأة لانى كان أراه وسيم أكثر من موهوب قبل التعامل معه ولكن أن التقيت به بكواليس الصعاليك فاق كل أرائى وأراء كل النقاد .

- كيف تبدأ بإبتكار فكرة العمل الفنى  بشكل عام كيسناريست  ؟

لو أعطينا مثال على ذلك من أولى الحديث عن فيلم " أرض الخوف" للراحل أحمد زكى فهذا الفيلم من إنتاج عام 1999 ولكن كانت قد جاءتنى الفكرة قبلها بـ10 سنوات وشجعنى على ذلك النمر الأسود لانه تحمس إلى اختلاف نوعية الفكرة عما سبق تقديمه ، وبدأ التفكير يراودنى كثيرًا كيف جاءتنى تلك الفكرة وفى هذا التوقيت فاكتشفت أن ولادة الفكرة جاءت تشابهًا مع الأحداث التاريخية الجارية وتطور الأجيال من فترة لأخرى تأثرًا بالاشتراكية والانفتاح الاقتصادى والنكسة واعقابها وهكذا فالفكرة تولد عندما يتأثر وجدان المرء بأهم مجريات المجتمع ويبدأ فى تحليلها بأسلوبه الخاص وصنع الحالة الإنسانية ومن ثم الفنية .فالالهام يأتى من الاهتمام بالموضوعات الحيوية  فهذا الفيلم ساهم فى توصيل صورة مختلفة عن السينما المصرية وخاصة لصالح السينما الذهنية وله القدرة للتواصل مع الجمهور .

- ما هى أبرز الحلول لأزمة السينما المصرية ؟

غياب دور الدولة عن التوعية بالدور الفنى كان سببًا فى تراجع العملية الفنية لم يحدد حتى الأن الأزمة الحقيقة المتحكمة فى عرقلة السينما المصرية فاحيانا تكون أزمة إنتاجية أو أزمة مستوى الأفلام المبتذلة أو ازمة نقابية ففى حقيقة الأمر أن السينما فى جعبتها الكثير وللاسف نتحدث عن الأزمة فقط وليس لها حلول جذرية للقضاء عليها بشكل نهائى ولكنه السائد حاليًا أن الإنتاج التجارى هو السائد فيما عدًا أفلام السينما المستقلة والتى أرى من خلالها حل للازمة 

-لماذا نشعر بالغموض بمعظم أفلامك واحيانا تكون النهايات غير مفهومة؟

ليه أريح المشاهد لما يتفرج ؟ كل اللى شغلنى أنه يتأثر ويفكر، الفيلم اللى بيريح المشاهد أعتبره فيلما بليدا وإذا كان هذا مزعجا فلأننا لم نتعود عليه لأننا لم نعتد على النقد نتيجة الإعلام والتعليم، وحتى عندما ظهرت الصحف والقنوات الخاصة عملت فى منظومة إعلام شمولى، وتأمل اللقاءات مع الناس فى البرامج ستجدها متشابهة فلا أحد يستطيع أن يشرح وجهة نظره فلابد من الغموض والاثارة حتى يبدأ العقل فى ممارسة مهامه زى فيلم الكيت كات " أنا عايز أوريه للناس زى ما هما وكل واحد يفهم القصة بطريقته فالفن والسينما بشكل عام هى جدوى وثقافة كاملة بدور على اجابات بتشغل تفكيرى الشخصى 

- أين الدراما التلفزيونية بـ مشوارك الفنى ؟

لست مستعد لأن أقدم 30 حلقة  وأرى أن السينما متعة  ولو أتيحت لى الفرصة أفضل تقديم تاريخ مصر فى 30 حلقة فى عمل ملحمى  وأنا بمرحلة عمرية لا أستطيع خلالها أن أقدم مسلسلا واستغرق وقتا كبيرا فى التصوير، إضافة لكون ما يعجبنى لا يستطيع أحد عمله لأنه مكلف جدا ومن الشخصيات التاريخية التى أرغب فى تقديمها محمد على أو الخديوى إسماعيل .