أوضح الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن أئمة ودعاة الأوقاف تناولوا فى خطبة الجمعة اليوم موض

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

وكيل "أوقاف الإسكندرية": حب مصر والإخلاص لها من أساسيات "الإيمان الصحيح"

  الشورى


أوضح الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن أئمة ودعاة الأوقاف تناولوا فى خطبة الجمعة اليوم موضوع "حماية الأوطان بين فرض العين وفرض الكفاية"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بترسيخ حب الوطن والإنتماء إليه فى عقول جميع أبناء المجتمع والوقوف خلف قيادتنا وأبناء القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب والتطرف.

وقال "العجمى" إن من نعم الله التي امتن الله علينا بها في هذه البلاد بعد نعمة الإسلام والهداية ونعمة الصحة نعمة الأمن والأمان في الوطن، وقد ذكر الله على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام أنه دعا ربه بأن يمن عليه من فضله وأن يجعل البلد الحرام آمنا فقال في مناجاته ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (إبراهيم: 35، 36)، وهذا نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم لما أخبره ورقة بن نوفل وبشره بالنبوة وأخبره بما سيجري عليه من الخطوب والمحن لم يستغرب ولم يتعجب - لأنه يعلم أن ذلك من سنن الأنبياء - إلا حينما قال (ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال الرسول عليه الصلاة والسلام عندها: أو مخرجيّ هم قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرا) لما للوطن الذي نشأ وترعرع فيه صلى الله عليه وسلم من المكانة الرفيعة، فكان صلوات الله وسلامه عليه يبذل له المحبة والاحترام، ويكثر في دعائه ان يرده إليه ويقر عينه به.

وبين "العجمى" أنه من فرض العين الدفاع عن الوطن وحمايته من كيد الأعداء والإجتماع والائتلاف على نبذ التفرق والاختلاف لأن الاجتماع على الحق سبب لنزول الرحمات، وحلول البركات، ورد كيد العاديات قال تعالى ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103] وفي حديث أبي هريرة (إن اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلَاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا، وَلَا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ، قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السؤال، وإضاعة المال) رواه مسلم.

والله تبارك وتعالى يريد منا أن نكون رجالا أوفياء مخلصين لأوطاننا، يريد منا أن نكون صادقين في ولائنا وفي أقوالنا وأفعالنا، يريد منا أن نكون بعيدين عن العبث واللهو، ومجالس اللغو، فالمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

يريد ممن يحمون أوطانهم أن يكونوا مثالاً حياً في الرجولة والشجاعة والشهامة وهضم النفس، وكمال الرحمة والشفقة كما وصفهم الله في كتابه الكريم ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ (النور: 37).

وأكد "العجمى" على أنه من أعظم الوسائل الهامة في حماية الأوطان، والدفاع عن الديار تقوى الله في السر والعلن، وفي السراء والضراء وطاعة الله ورسوله، فإن التقوى سبب كل خير في الدنيا والآخرة، ومعصية الله ورسله سبب كل بلاء وشقاء في الدنيا والآخرة، ولتعلموا أن ما تمر به بعض البلاد ، وما نراه صباحا ومساء في بعض الأوطان إنما حصل بسبب التفرق والاختلاف والتنازع والاحتراب الذي نهى الله عنه، وبسبب فعل الفواحش والمنكرات، وعمل الآثام ، والتشدد والغلو والبعد عن الوسطية السمحاء.

وشدد "العجمى" على أنه لايجوز لأى فرد أن يخون وطنه أو يبيعه مهما كان الثمن، كما لا يجوز الاعتداء على الوطن والنيل من مقدراته والعبث بممتلكاته، مهما لقي الإنسان من ظلم وقهر، لأن الظلم يكون من إنسان مثله وليس من الوطن، فالأوطان لا تستحق من أصحابها ما نراه اليوم من عبث وتخريب وتدمير مهما رفع المعتدون من شعارات إصلاحية، فكيف يبدأ الإصلاح بالإفساد في الأرض وتدمير الأوطان.

واختتم "العجمى" حديثه قائلا: "من الأمور الهامة ان يدرك الجميع أن حب مصر والاخلاص لها معتقدا وسلوكا انما هو ليس فقط من قبيل الحماس الوطني المطلوب وانما هو من اساسيات الايمان الصحيح للانسان لأن المولي عز وجل خص مصر بخصائص مميزة لها بكتابه تعالي ويخبرنا عنها سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جندا كثيفا فإن بها خير أجناد الأرض ـ فقيل ولما يا رسول الله قال : لانهم وأهليهم في رباط إلي يوم القيامة".

وأوضح أن في هذا الحديث الشريف نجد أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خص مصر بخصائص عظيمة ولنا أن نعلم أننا سندافع عن ترابها بكل ما نملك من مالا ودماء حتى ننتصر على الإرهاب والتطرف بنصر الله والإيمان الراسخ بنصره لمصر وجيشها.