نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، أمسيات دينية بعنوان "مواجهة الغلو والتطرف منهج نبينا وأمن وطنن

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 14 مايو 2024 - 11:03
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

وكيل "أوقاف الإسكندرية": علينا أن نواجه الغلو التطرف.. ومعالجته بـ"العلم الشرعي الصحيح"

جانب من الأمسية  الشورى
جانب من الأمسية


نظمت مديرية الأوقاف بالإسكندرية، أمس الثلاثاء، أمسيات دينية بعنوان "مواجهة الغلو والتطرف منهج نبينا وأمن وطننا"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بضرورة محاربة التطرف بكل أشكاله وأنواعه ونشر الفكر الوسطى المستنير وغرس حب الوطن والإنتماء فى نفوس أبناء الوطن.

وأوضح الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن الغلو والتطرف في أي مجتمع له أسبابه وأجواءه التي يترعرع فيها، وحتى تتم مواجهته، لا بد من التعرف على الأسباب التي أدت إليه، ودراسة البيئة التي نشأ فيها، اذ انه يعتبر نشازا وغير طبيعي، سواء اتخذ شكلا دينيا أو تلبس بفلسفات إجتماعية، أو كان خروجا على المجتمع بأعرافه وأساليبه. 

وتابع: "وإذا نظرنا نظرة تأمل وانصاف إلى الإسلام، وهو رسالة الله الخاتمة للبشر، في مصدريه الأصليين، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما فهمه السلف الصالح من هذين الأصلين، أو استنبطوه من أحكام، لما واجههم من قضايا جدَّت في حياتهم، وبخاصة حينما اختلطوا مع الأمم والشعوب الأخرى".

وأضاف: "إذا نظرنا إلى المجتمعات المسلمة التي تسير على هدي الإسلام الصحيح منذ عهد الرسالة الأول، وإلى عهدنا الحاضر، نقطع بأن الغلو والتطرف وأساليب الإرهاب أبعد ما يكون عن الإسلام وأهله، أما حينما يضعف ارتباط بعض المسلمين بدينهم، ويزيد جهلهم به، فإنه من الجور وعدم الإنصاف ان تُنسب تصرفاتهم إلى الإسلام، وهو رسالة الله الخالدة، وصراطه المستقيم، الذي جعله وسطا، وجعل امته الوسط: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)".

وأكد أنه لا علاج للغلو والتطرف إذا وجد في فئة مسلمة إلا بتصحيح تصوراتها عن الإسلام، وإعادتها إلى الكتاب والسنة، وإيضاح منهاج سلف الأمة الصالح، الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، ايضاحه لهم لكي يعودوا للحق، ويبتعدوا عن المغالاة، اي يُعالج الغلو بالعلم الشرعي الصحيح، بتطبيق شرع الله، واقامة فرائضه، واحلال قيمه المكانة اللائقة بها، بين الأفراد والجماعات، إذ أن دين الإسلام ليس أفكارا ولا فلسفات، لكنه ضوابط لسلوك البشر، وطريق واضح لعبادة الناس لربهم، تلك الغاية التي خلقوا من أجلها: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» كما أن الغلو والتطرف، سواء كان في المعتقد، أم في السلوك والتعامل، يتنافى مع الإسلام ومع منهج النبى صلى الله عليه وسلم. 

وشدد على أن مواجهة الغلو في الدين تكون بتفقيه الناس في أمور دينهم لأن الدين الإسلامي في حقيقته يرفض الغلو، فالدين الإسلامي هو دين التعددية بمعنى أن يسمح للآخرين بالتعبير عن وجودهم من خلال ممارسة شعائرهم، وهذا الكلام يعتمد على النصوص والممارسات الراشدة للمسلمين.

كما شدد على أن مواجهة الغلو والتطرف مهمة عاجلة وضرورية تقع على كاهل العلماء والمثقفين والمفكرين الذين يجب ان يقوموا بدور فعال في تشديد الخطاب وترشيد الصحوة ومواجهة الهجمة التي تتهم الإسلام والمسلمين بالعدوان والعدوانية بالحجة والبرهان لا بالسيف والسنان، مشيرًا إلى انها مهمة معقدة ولكنها مجيدة، يجب علينا ان نقوم بها لنعضد جهود القيادات الرشيدة، التي تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف، تلك مهمة أمة الإسلام «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون»، وكذلك «جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا»، فلنغرس الوسطية لنقوم بأداء واجب الشهادة.

واختتم "العجمي" حديثه قائلًا: "إن منهج أهل السنة والجماعة منهج وسط بين الأمم، ووسط بين الفرق الغالية، ووسط بين المفرطين المتساهلين والمتشددين وهذه وسطية في كل شيء، والوسطية ليست التساهل، لكنها التزام بالدين، وأقول لعلاج الغلو لا بد من نشر منهج النبى صلى الله عليه وسلم فى الإعتصام بكتاب الله والسنة الصحيحة عملا وقولا واعتقادا على علم وبصيرة، والتزود بالعلم الشرعي الصحيح، والأخذ بمنهج الوسطية والإعتدال في شئون الحياة كلها لانها من ابرز خصائص الاسلام، ولزوم جماعة المسلمين، والتربية الإيمانية الصحيحة على منهج القرآن وبنبراس من تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته واصحابه، والتربية على منهج السماحة وخفض الجانب للمخالفين، والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك الجرأة في الحديث عن العلم، والسماح بالحوار الصادق الهادئ الناشد للحق مع الآخرين، وذم الجدل والتحاكم في الأفكار والمناهج والأعمال إلى الكتاب والسنة الصحيحة، وقيام العلماء والأئمة بواجبهم وبدورهم برفع الجهل عن الناس وأن يكونوا قدوة لهم وترك ما يكون بينهم من خلاف، والنزول عند الحق، ويجب التحصين من الغلو إذ أن الغلو ليس مشكلة آنية، ولكنه قد يطرأ مرة أخرى اذا وجدت اسبابه، فلا بد من بيان الغلو وجذوره لتقطع المشكلة ويحصن الدعاة عقول الشباب ويغرسوا فى عقولهم حبهم لدينهم والإنتماء لوطنهم".