رفقا بأحجاركم الكريمة

روى البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ).

وقديما قالوا "التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، والتعليم في الكبر كالرقم على الماء"وقد صدقوا كل يوم يمر يثبت لنا ذلك حضرني هذا المثل ونحن بمكان ما نتحاور فيما بيننا وإذا بطفل لم يتجاوز السابعة يشير بيده بعلامة تعرفونها جيدا ،ويتحدث وأبيه يزهو به فخرا أن فلان كافر وأنصاره كافرون.

هنا استيقظت من غفلتي أن الحوار لا جدوى منه مع هؤلاء فلن ينفع ولن يثنى ولن يقنع ولن يهدى لطالما تلبسوا بهذا الفكر البغيض حتى علموه أطفالهم الصغار الذين لا يفهمون معنى ما ينطقون ويؤمنون به ويقتنعون ويدافعون عنه حينها حضرني المثل سابق الذكر أنه من الممكن والمعقول والسهل ذهاب الرقم على الماء في حالة الأب والأم لكن ليس من الممكن والمعقول بل من الصعب محو النقش من الحجر وطمسه وإن حدث فمن الصعوبة ولابد من أن ينال الحجر الضرر ويلحق به الأذى ويلحق الحجر أيضاً بكثير ممن يحاولون تنقيته وتنظيفه مما لحق به الضرر المعنوي والمادي أيضا حتى إن الحجر المنقوش هذا يمكن أن يقتل من يحاول المساس بالنصوص المقدسة التى صارت جزءاً لا يتجزأ منه ظناً منه أن هذا الصحيح والمعتبر وبه الأجر والثواب والنجاة والظفر، أيصح هذا بالله عليكم يا قوم أن تنقشوا على"" أحجاركم الكريمة"" التى لاتقدر بثمن ما يدفعها إلى الكراهية والتكفير والقتل والعنف والتفجير بالله عليكم أيصح منكم ياقوم أن تنقشوا فى عقولهم ما رقم ما فى عقولكم إن لم تكونوا أنتم أنفسكم نقشتم يوما ما، أيصح منكم يا قوم أن تجعلوهم يتمسكون بشىء تعلمون جيداً أنه يمكن يوماً أن يثبت خطأه يوماً فتتخلون أنتم عنه.