لم تتغير الأحوال وما زالت الأمور على ما هى عليه.. وتكشف الأيام صدق ما قلناه من قبل وكأن الأيام والأحداث

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

أحمد سعد يكتب عن : بضاعة الهوى وأهل الثقة

الخبير السياحى والأمنى أحمد سعد  الشورى
الخبير السياحى والأمنى أحمد سعد



لم تتغير الأحوال وما زالت الأمور على ما هى عليه.. وتكشف الأيام صدق ما قلناه من قبل وكأن الأيام والأحداث تعيد نفسها، قلنا من قبل إن البعض يمارس السياسة على أنها لعبة سيئة السمعة ويجوز فيها المكر والخداع والضرب تحت الحزام والغدر.. البعض يمارس السياسة وكأنها منزوعة الخلق والضمير.. البعض يمارس السياسة وكأنها لعبة لا يجيدها إلا عقول الشر وأهل النفاق.. نعم هم يمارسونها هكذا.. معتقدون أنهم الأذكياء.. وأن قواعد اللعبة تفرض على الساسة الالتزام بها وعدم الخروج من دائرتها.. ولو على حساب كلمة شرف تراعى فيها قواعد الأخلاق وما جرى عليه العرف وما رسخته المبادئ.. هناك فى عالم السياسة أعلام يشار إليهم بالاحترام سطرهم التاريخ بحروف من نور.. سموا بأنفسهم عن لعب الغدر والنفاق.. رفضوا ذهب المعز وقاوموا سيفه.. واحترموا كلمتهم فكانوا موضع التبجيل والاحترام.. انتصروا لضميرهم فانتصروا من داخلهم.. فامتلكوا قوة لم يمتلكها من ظل أسيرًا لقواعد يفرضها كل نظام كأنها دستور اصطنعه لتأسيس حكمه.

ملعونة السياسة التى تجعل للإنسان أكثر من وجه يتقلب لونه كلما ولى وجهه من الشرق إلى الغرب أو من اليسار إلى اليمين.. لكنهم والحق يقال استوزروهم واستوظفوهم وأعانوهم حتى الأحزاب اخترقوها... لكنهم ظلوا صغارًا.. فهم بلا فكر ولا تاريخ ولكن كل ما امتلكوه قواعد لعبة خبيثة أجادوا لعبتها ومارسوا قواعدها حتى يستمدوا منها دعمًا وسندًا.. لم يمتلكوا تاريخًا.. فنهشوا فى أصحاب التاريخ.. لم يمتلكوا إلا فشلًا.. فشوهوا فى نجاح الآخرين.. وأصبح برنامجهم تشويهًا وكلما عرضوا منه بندًا.. كان سكينًا لنهش وتشويه الآخرين. لم يحدثوا الناس عن انجاز لهم أو رؤية.. فهم بلا انجاز وبلا رؤية فاستمع الناس لهم.. لا لطلب علم أو معرفة ولكن ليعرفوا أكثر عن نفوس البشر.. ومسامى الشر التى تفتحت.

يا سادة.. السياسة لها وجه محترم وقواعد ومبادئ تفرضها مواثيق الشرف والضمير والأخلاق.. السياسة هى موقف ومبدأ وعلم ودراسة وممارسة رقيها وروعة ممارستها كفيلة بتطهرها.. السياسة المحترمة كفيلة بنهضة الأحزاب أملًا فى نهضة أمتها ووطنها.. أؤكد للقاصى والدانى أن حتى أنظمة القمع لم تعد تحترم الأحزاب؛ لأن الأحزاب أعطت الفرصة للأنظمة.. عندما نجحت فى تدمير كل عقولها ومهدت وفصلت الأمور لصغارها.. وماعت مواقفها.. هنا فقدت احترامها وتقديرها عند أنظمة الحكم مستبدة كانت أو فاسدة فما بالك لو كانت أنظمة صالحة.. بل إن أنظمة الحكم سربت الأحزاب من ثقوب الحكم.. واستعانت فى مؤامرتها وفى محافلها بفريقى الاشراف والقبائل العربية.. وكانت الأحزاب قد كتبت نهايتها رغم ما نص عليه دستور فى دور الأحزاب.. دستور قال فيه السياسى المحترم الدكتور محمد أبوالغار قولا كفيلا بنسف الدستور بابًا بابًا وفصلًا ومادة.. قال.. عشوا الأعضاء وبدلوا فيه وحذفوا وأضافوا... رغم ما ضمته اللجنة من شخصيات لها وقارها.. ومن هنا مكمن الداء.. إذا فصلت الأحزاب لوائحها وقراراتها للهوى.. فاعلموا انها النهاية. فلا يستقيم العدل والهوى.. ولا تلومن بعد ذلك نظامًا أو برلمانًا فصّل القوانين والاتفاقيات.. ادفنوا قواعد لعبة سياسة مفروضة أهم شروطها.. استمرار الوضع على ما هو.. أى استمرار أحزاب كسيحة.. وأيقظوا سياسة الكلمة والضمير والأخلاق.. وسطروا لوائحكم وقراراتكم كالعدالة معصوبة العينين.. حتى تستطيعوا فرض احترامكم بعدما سقطتم أو أسقطتم من ثقوب الأمة.. وكفاكم تصدير بضاعة الهوى وأهل الثقة.