أصبحت إيران دولة محورية ولاعب أساسي فى منطقة الشرق الأوسط ، ولا أحد يستطيع أن يتجاهل دور إيران المحوري فى كاف

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 19:36
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

هشام عبدالفتاح يكتب..."تناقضات ايران والخليج"

  الشورى



أصبحت إيران دولة محورية ولاعب أساسي فى منطقة الشرق الأوسط ، ولا أحد يستطيع أن يتجاهل دور إيران المحوري فى كافة الأزمات الموجودة بالمنطقة العربية بالنظر إلى العراق واليمن مرورا بسوريا وحتى ما يحدث على فترات متباعدة بالسعودية والبحرين، فكل مفاتيح الحل للأزمات إيران طرفا فيها وعليها الجميع من حقه التعامل مع إيران بالمنظور التى تراه مناسبا إلا مصر فالجميع يحاول فرض الولاية عليها فى هذا الأمر .

بداية مصر لا تريد علاقات مع إيران من أجل زيادة قوة إيران فى المنطقة أو زيادة النفوذ الإيراني بالدول التى تسيطر عليها إيران بشكل أو بأخر، ولكن عندما نجد العالم يجلس ويتحدث مع إيران من أجل سوريا واليمن وقضايا أخرى حتى ولو كان الظاهر لنا كعرب أن أوروبا وأمريكا عدو لإيران وإن كانت حليفة من جهة أخرى إلا أن هذا يضع أمامنا خيارات متقدمة من أجل الجلوس والحديث حول القضايا التى تهمنا، وهو ما حاولت مصر القيام به خلال الفترة الأخيرة من أجل حل الأزمة السورية بعد تصويت مصر للمشروع الروسي ، وهو ما لم يلقي قبولا عربيا (خليجيا) .

هذا الرفض الخليجي لمجرد التواصل مع إيران من أجل حل قضايا المنطفة ذكرني بزيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد للقاهرة فى السادس من فبراير 2012 والتى شرفت أن إلتقيت به مع مجموعة من الصحفيين الكبار بمصر بمنزل السفير الإيراني بالقاهرة أن ذاك مجتبي أماني ، ودارت بيننا أحاديث طويلة وقتها قرر الرئيس الإيراني إلغاء التأشيرات التجارية للمصريين الراغبين فى التوجه إلى إيران كخطوة منه لإعلان رغبته فى التقارب مع مصر على أرض الواقع ، وبعدها جاءت خطوة السياحة الإيرانية ، التى كانت شركة السياحة الخاصة بأحد رجل الأعمال المسئولة عن نقل العمال من وإلى إيران ، وبالمناسبة رجل الأعمال كان متواجد بمنزل السفير فى نفس التوقيت بحضور نجاد.

ولكن الأهم من كل ذلك عند سؤال للرئيس نجاد عن العلاقات الإيرانية الإماراتية ووجود مشكلات بينهم أجاب بشكل واقعي نفي قطعيا وجود مشكلات مستشهدا بحجم التبادل التجارى بين الدولتين الذى وصل فى عام 2011 إلى 16 مليار دولار سنويا !! وقتها لم يستطيع أحد الرد ، ثم جاء الحديث عن السعودية وتحدث نجاد عن الزيارات المتبادلة بين الدولتين أنذاك والسياحة والتجارة بينهم ، وعلى نفس الشاكلة تصدير الغاز إلى سلطانة عمان ومدها بالكهرباء ، والعلاقات المتميزة مع البحرين بل نستطيع القول أن إيران تسيطر على جزء كبير من إقتصاد البحرين ، وقطر هى الأخرى لها علاقات جيدة بإيران ، أما علاقة اردوغان بإيران فحدث ولا حرج ، ولا أحد يستطيع أن يتحدث عن تلك العلاقات وإن كانت فى ظل وجود خلافات ، ومع ذلك لو أجرى مسئول مصري إتصال بمسئول إيراني تقوم الدنيا ولا تقعد بعدها وكأن مصر إرتكبت جريمة الخيانة العظمى للوطن العربي كله ، تناقضات فى السياسية الخارجية للخليج يقابلها تناقضات فى التعامل الإيراني ، ومصر توازن الأمور دائما ، من أجل إرضاء أشقائها بالخليج لان مصر دولة كبيرة .