اتشحت محافظة البحيرة بالسواد فى أعقاب غرق مركب صيد (موكب الرسول) التى كانت في رحلة إلى الهجرة غير الشرعية

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

أحمد سعد يكتب : رشيد ... مقبرة الموت .. واستمرار مسلسل ضحايا «الهجرة غير الشرعية» .. عرض مستمر

الخبير السياحى والأمنى أحمد سعد  الشورى
الخبير السياحى والأمنى أحمد سعد




اتشحت محافظة البحيرة بالسواد فى أعقاب غرق مركب صيد (موكب الرسول) التى كانت في رحلة إلى الهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا وعلى متنها أكثر من 300 شخص من جنسيات مختلفة والتي راح ضحيتها 42 شخصا و7 مصابين، حيث تم نقلهم إلى مستشفي رشيد العام،  بينما تمكنت قوات حرس الحدود من إنقاذ ما يقرب من 164 شخصاً بينهم 118 مصرياً و46 من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى 4 من طاقم المركب ولا يزال البحث جارياً عن انتشال باقي الجثامين.

وسؤالى اليوم هو لماذا معظم- إن لم يكن كل- الهاربين بالهجرة غير الشرعية، من محافظات أو مناطق زراعية! حتي ان أجور عمال الزراعة تتجاوز الآن الخمسين جنيهاً في اليوم الواحد، حتى الأطفال الذين يجمعون دودة القطن.. أو يجنون القطن نفسه.. الذي يستحيل أن يتم جمعه إلا يدوياً.

وهل انخفض عائد من يعمل بالزراعة.. أم ضاقت الأرض الزراعية بمن يعمل عليها.. ولذلك تحول أكثرهم للعمل في «المعمار» وبالذات في صب الخرسانة ونقلها للأدوار العليا.. أو في «الهدد»!! ويكفيه هنا أبسط العدد!!
<< نقول ذلك لأن قراءة سريعة في مناطق هجرة الشباب- بالذات في مركب رشيد الأخيرة- هذه القراءة تكشف لنا ان محافظات الشرقية والبحيرة والغربية تأتي في المقدمة.. أي هي في مقدمة المحافظات الطاردة للشباب.

أم لأن الشباب أنفسهم أصبحوا يرفضون العمل بالزراعة. 

ثم نجد بعد هذه المحافظات، محافظات كفر الشيخ والقليوبية والفيوم وفي أسيوط، عاصمة الصعيد.

فهل فعلاً أصبحت المحافظات الزراعية طاردة لأبنائها.

بعد أن كانت محافظات الصعيد «الجواني» في المقدمة عندما نجد ان 90٪ من أبناء السويس هم من أبناء هذا الصعيد سعياً للعمل في الميناء.. وكذلك نجد ان نسبة كبيرة من العاملين في موانئ الإسكندرية. 

هم أيضاً من أبناء الصعيد.. ولذلك اختاروا السكن في المناطق المجاورة لهذه الموانئ ليسهل عليهم العمل فيها!!

<< الآن، لم يعد أبناء الصعيد يهاجرون هرباً من الفقر إلى موانئ مصر البحرية.. وإن أصبحوا يهربون للعمل في... ليبيا!! رغم كل المخاطر التي تهدد حياتهم هناك.. كما كان بعضهم يهاجر للعمل في العراق أيام العز العراقي وقوة الدينار العراقي.. أو إلى الأردن وما أدراكم ما قوة الدينار الأردني!!

وتغيرت ظروف الهجرة.. سمع الشباب- والصبية بالذات- ان إيطاليا لا تسجن الأطفال المهاجرين- أي دون الثامنة عشرة- بل ترعاهم وتوفر لهم فرص الحياة- ولو في الملاجيء- ليكملوا تعليمهم.. ثم تعطيهم أوراقًا يواجهون بها الحياة- بعد بلوغهم سن 18- كما تقدم لكل لاجيء فيهم عشرة يورو، كمصروف جيب لأنها تقدم لهم المأوى والطعام والترفيه. وهذه هي إجابة من يسأل عن سر هروب الصبية دون 18 سنة.

<< وربما تكون الأرض الزراعية قد انكمشت في بعض المحافظات ولكن نادراً ما نجد شباباً من المنوفية الذين وجدوا في التعليم الثروة التي تعوضهم عن نقص الأرض.. وربما لذلك نجد المدن الصناعية من أقل المدن طرداً لأبنائها.. ولعل ذلك بسبب ارتفاع أجور عمال الصناعة.. وأيضاً لأنهم أكثر وعياً بالمخاطر التي تواجه الهاربين إلى الموت.. بحراً أو لأن أجور عمال الصناعة- لو حصلوا على قدر من التدريب- أكبر من أجور عمال الزراعة.. رغم ما يقال من مشاكل آلاف المصانع التي تعثرت أو أغلقت أبوابها.

<< هذا وغيره يقتضي منا دراسات عميقة من أسباب انهيار صمود الشباب أمام المشاكل.. وقبولهم بمخاطر الهجرة.. بل واصرارهم على تكرار عمليات الهروب، محاولة وراء الأخري.. يا عالم.. ادرسوها بقي!