قبل نحو 20 يومًا أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاق عملية عسكرية لتحرير مدينة الفلوجة بمشاركة كافة الفصائل

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

أكبر مذبحة سنيّة تنفذها إيران .. والمجتمع الدولي "خيال مقاتة"

  الشورى


قبل نحو 20 يومًا أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي انطلاق عملية عسكرية لتحرير مدينة الفلوجة بمشاركة كافة الفصائل العسكرية من ألوية الجيش، وجهاز مكافحة الاٍرهاب، والشرطة والحشد الشعبي والحشد العشائري؛ على أن يكون دور الحشد الشعبي تطويق المدينة ومحاصرتها فقط دون المشاركة الفعلية في العمليات.

لكن العبادي، فيما يبدو، بحسب مصادر عراقية، نكث عهده، إذ اقتصر المشهد مذ بدأت العمليات، على مليشيا الحشد في المعركة، والتى دأبت على انتهاج «سياسية العقاب الجماعي» تجاه سكان مدينة الفلوجة، الذين أصبحوا بين مطرقة الشيعة وسندان داعش الإرهابي.

وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" في يناير 2014، أي قبل ستة أشهر من اجتياح التنظيم الإرهابي مساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة، واستخدمت الجماعات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة قبلها، هذه المدينة كرمز للمقاومة السنية، وتعتبر معقل تنظيم داعش.

مذبحة سنية بتنفيذ إيراني

ما يحدث فى الفلوجة ليس إلا مذبحة سنية، تتم بتخطيط وتنفيذ إيرانى، فالعمليات القتالية تستهدف أهالي المدينة من غير المقاتلين أو المنتمين إلى أية تنظيمات، والقوات الشيعية التي تنفذ، تدربت على أيدي إيران ويقادون من قبل مستشارين عسكريين إيرانيين، للقيام بالعمليات القتالية ضد مدينة الفلوجة السنية، وهو ما أثبته حضور قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال المثير للجدل قاسم سليماني إلى المدينة للإشراف على العمليات بنفسه.

المحلل السياسي السوري بسام جعارة، حذر مما أسماه الحقد الدفين لدى المليشيات الشيعية التي تقودها إيران ضد أهل السنة، في كافة الدول، مبينا بأنهم أخطر على الأمة الإسلامية من الصهاينة الذين يحتلون المسجد الأقصى المبارك.

وما يؤكد على كلام جعارة، الفيديو الذي بثة ناشطون عراقيون لـزعيم مليشيا الخرساني، علي الياسري، وهو يطلق صورايخ بشكل عشوائي نحو الفلوجة وهو يقرأ سورة «الكافرون» في إشارة إلى أهل الفلوجة، وهو ما يؤكد أن الحرب طائفية ولا تستهدف داعش، فإطلاق الصورايخ نحو مدينة مأهولة بالسكان دون تحديد هدف معين لا يعني إلا أن المقصود هم السكان.

الناجون.. روايات مأساوية

ويقول المحلل السياسي سلام خالد، إن شهادات لناجين من مجازر مروعة يرتكبها عناصر مليشياوية غير منضبطة في الحشد الشعبي ضد أهالي الصقلاوية المحررة، تعذيب، قتل بالقزمة، بالكرك، سحل بالسيارات، دفن شباب على قيد الحياة.

كما تقوم المليشيات الشيعية بجرائم طائفية، وانتهاكات لحقوق الإنسان، وثقتها منظمات ووسائل إعلام محلية وإقليمية ودولية في العراق، وقتلت مواطنين أبرياء وحرقت منازل ومساجد وأسواق في مناطق سنية مختلفة بالعراق.

وبث ناشطون عراقيون مقطعاً مرئياً يظهر جرائم بشعة ارتكبتها مليشيا الحشد الشعبي بحق المدنيين من أهل السنة الفارين من مدينتي الفلوجة والصقلاوية، ويظهر في الفيديو عددا من الأشخاص الذي تمكنوا من الإفلات من أيدي المليشيات، حيث يقول المعتقلون أنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب وارتكبت انتهاكات فظيعة بحقهم، على أساس طائفي .

كما حذر قائم مقام قضاء الفلوجة سعدون الشعلان، من أنّ ما يقارب 5 آلاف عائلة محاصرة داخل مدينة الفلوجة مهددة بالموت، بعد نفاد الأدوية والمواد الغذائية، نتيجة عدم سماح قوات الأمن، بدخول المساعدات للمدينة، التي يسطر عليها تنظيم داعش.

ووصل عدد ضحايا الحصار المفروض من قبل الحشد الشعبي على مدينة الفلوجة العراقية منذ سنتين إلى 6 آلاف جريح و 4 آلاف قتيل، قضوا نتيجة القصف والمجاعة والنقص الحاد في الأدوية، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

المدنيون دروعًا بشرية

وفى المقابل، تنظيم داعش يمنع المدنيين من ترك المدينة ويستخدمهم دروعاً بشرية، فضلاً عن عدم وجود ممرات آمنة كما ادعت الحكومة العراقية، بحسب المتحدث باسم الامم المتحدة في العراق ستيفان دوجاريك، والذي قال "إن هناك خطراً شديداً على الذين يحاولون الفرار؛ لعدم وجود ممرات آمنة".

لكن كافة الوسائل التي لجأ إليها أهالي المدينة لإقناع القوات الحكومية بعدم ارتباطهم بـ"التنظيمات الإرهابية" لم تفلح ، فبالرغم من رفعهم الأعلام البيضاء فوق البيوت، إلا أن القوات المدججة والمدعومة من المليشيات الشيعية لم تلتفت لمطالب أهالي المدينة الذين يواجهون القتل والدمار.

وقال محلل الشؤون العسكرية ريك فرانكونا، إن فكرة الطلب من المدنيين في الفلوجة رفع أعلام أو رايات بيضاء فوق منازلهم للحيلولة دون استهداف القوات العراقية لهم خلال عمليات استعادة المدينة من عناصر تنظيم الدولة ليست فكرة ناجحة، لأنه وعندما يتم تعريف منزل أو بناية براية بيضاء، فإن ذلك لا يرسل فقط إشارة للقوات التي تسعى للتقدم إلى هذه المنطقة بأن هناك أفرادا أو عائلة تريد الاستسلام أو الخروج بسلام، بل ترسل أيضا إشارة لتنظيم داعش بأن هناك عائلة غير ملتزمة.

لا وسيلة للنجاة

ويبدو أنه لا وسيلة للنجاة، حتى إن الأهالي حين لجأوا للهروب عبر نهر الفرات، فقدوا غرقا، وقال مجلس اللاجئين النرويجي، في بيان رسمي، إن أقوال العائلات التي اتصل بها المجلس تفيد بأن المدنيين الذين يحاولون عبور نهر الفرات من أجل الفرار من القتال يستهدفون من جانب جماعات معارضة مسلحة.

وفى ظل الحصار الشديد، يضطر السكان إلى تناول طعام الحيوانات للبقاء على قيد الحياة، كما أنهم يشربون المياه الساخنة والملوثة، بحسب ما نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، نقلا هن امرأة عراقية، تمكنت من الوصول مع أطفالها إلى مخيم للاجئين، بعيدًا عن جحيم الموت في الفلوجة.

وأوضحت المرأة في مقابلة مع المجلس النرويجي للاجئين (NRC) أنها انتقلت مع أطفالها إلى مخيم اللاجئين، بعد تهدم منزلهم الذي تعرض للقصف، إضافة إلى افتقادهم إلى الطعام والماء.

صمت دولى مريب

كما تواجه الولايات المتحدة الأمريكية اتهامات واسعة بالتواطؤ مع المليشيات الشيعية المدعومة من إيران لاستهداف أهل السنة في مدينة الفلوجة عبر توفير الغطاء الجوي للعمليات القتالية، بزعم الحرب على داعش.

ومن جانبه استنكر عضو هيئة حقوق الإنسان السعودي عبدالعزيز الفوزان التواطؤ العالمي والصمت إزاء العمليات القتالية ضد أبناء الفلوجة، قائلا عبر تغريدة على «تويتر»: بحجة محاربة داعش، الفلوجة تذبح على أيدي المليشيات الصفوية الحاقدة والعالم ينتظر المذبحة المروعة لأهل السنة».

يشار إلى أن القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني يقود 30 ألف مقاتل شيعي تحت راية الحشد الشعبي لتحرير الفلوجة من تنظيم داعش.