نحتاج تدعيم فكرة الثقافة و الوعي في عرض الموضوعات لحصار الشائعات و الأزمات الشائعات أسلحة محاربة الآخرين المنا

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

الدكتور فتحي الشرقاوي في حوار خاص: لابد من الشفافية والوضوح للقضاء على الشائعات

  الشورى


نحتاج تدعيم فكرة الثقافة و الوعي في عرض الموضوعات لحصار الشائعات و الأزمات
الشائعات أسلحة محاربة الآخرين المناقضين لاتجاهاتنا وأرائنا

أصبح الوعي الآن موضوعًا مثيرًا، وقد فتحت التطورات الحديثة المثيرة في علم النفس هذا الميدان لعلماء البيولوجيا والأعصاب وعلماء النفس والفلاسفة. 

فقد يرى البعض أن هذا العلم ليس له أهمية وقد نرى الكثير من خريجي تخصص علم النفس لا يجدون وظيفة أو يعملون بوظيفة بعيدة عن تخصّصهم إلا أنّ دور المرشد النفسي مهمّ لأنّه له علاقة مباشرة بالإنسان الذي يشكل المجتمع وكل منّا يرغب في أن يعيش في مجتمع متقدّم في العلم ومختلف المجالات، لذا يجب أن يكون هناك ندوات ودورات لتوعية الناس بأهمّيّة هذا العلم وأنّه يؤثّر في الفرد والمجتمع لبناء مجتمع سليم نفسيّاً فالإنسان روح وجسد فمثلما هناك ضرورة لتمتّع الإنسان بصحّة جيّدة يجب أن يتمتّع بنفسيّة جيّدة فالإنسان المرتاح نفسيّاً يستطيع إفادة مجتمعه بينما الإنسان الذي يعاني مشاكل نفسيّة لا يستطيع التركيز في عمله وواجباته.

وهذا مادفعنا لاجراء هذا الحوار مع الاستاذ الدكتور: فتحى الشرقاوي -استاذ علم النفس السياسى بكلية الآداب بجامعة عين شمس و رئيس و حده قياسات الراي العام.

في البداية كيف تري اهمية علم النفس علي المجتمع ؟
يهتم هذا العلم بدراسة التعامل بين الأفراد وكيف يتصرّف الشخص تجاه غيره ويمكن أن نُجمل أهمّيّة هذا العلم في النقاط التالية: حلّ المشكلات التي تواجه الإنسان مثل المشكلات الأسريّة، ومشكلة تعامل الآباء مع الأبناء وتأثير تصرفات الآخرين على الفرد من خلال تقليد الشخص للناس المحيطين به، وهو من "الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية، وخصوصا الإنسان، وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به والتحكم فيه". وكما أنه من العلوم المهمة حديثا ولم يتوسعوا فيه قديما وهذا العلم لايختصر على فرع واحد بل لديه عدة فروع وأقسام بالإضافة إلى ذلك فإنه من العلوم الممتعة مع أن دراسته قد لاتكون بالسهلة ويساعد هذا العلم في معرفة أنماط الشخصيات المختلفة.
وما هي اهداف علم النفس؟

الاهداف التى يسعي إلي تحقيقها هي فهم السلوك وتفسيره ،التنبؤ بما سيكون عليه السلوك، ضبط السلوك والتحكم فيه
انتشرت ظاهرة الاشاعة بصورة كبيرة في المجتمع المصري وتنوعت ما بين اشاعات فنية واجتماعية في اطار ذلك لابد أن نعرف رأي سيادتكم في ضوء علم النفس ما هي سيكولوجية الإشاعة؟

فى البدايه لابد من التاكيد على ان الشائعه لكى تنتشر بين عدد كبير من الافراد لابد لها من شرطين اساسين:
الاول الغموض
الثانى: الاهميه
فالغموض يجعل الافراد لا يستطيعون حسم الشائعة الامر الذى يجعلهم يدركون الموقف و يحرفونه و يقومون بتشويهه بما ليس فيه.
نحن الآن في عصر الفضائيات و الإنترنت ووسائل الإعلام التي تجعل الحقيقه متاحة لأي شخص فكيف يصاحب الخبر أي غموض؟
الموقف الواحد حينما يتناقله اكثر من فرد كل فرد منهم يضفى عليه جانب من شخصيته " التهويل " و هذا الامر يساعد على سرعه الانتشار
كذلك غموض الشائعه يجعل الأفراد يتعاملون معها وفق الاطار الانفعالى و ليس العقلانى.

ولكن ما هى الاليات او الحل الامثل حتى يتم التغلب على غموض الخبر الذى يؤدى الى الشائعة ؟
ان الحل الامثل فى مثل هذه الحالات وجود مصادر للمعرفة و المعلومات و البيانات تتسم بالوضوح و الشفافية حتى يمكن الحسم للشائعة و توضيح مدى صحتها ووقتها الذي حدثت فيه.

وكيف يتم ذلك؟
فى جميع أنحاء العالم و فى مصر هناك مراكز لرصد الشائعات فى مهدها و قبل استفحالها و من ثم اتخاذ الخطوات الاجرائية لوقفها منذ البدايه عن طريق الميديا ووسائل الاتصال المتنوعه و الاعتماد على الصور الحيه و المواقف الفعليه و الاستماع الى قاده الراى المشهود لهم بالكفاءه و المصداقيه.
اذن هناك دور كبير على الدوله عن طريق اليات مراكز رصد الشائعه و ايضا وسائل الاعلام للتغلب على الشائعه و هو ما ينقلنا الى الشرط الثانى و هو الاهميه كيف نحكم على الاهميه و باى مقياس نقيس اهميه الخبر ؟
لا نجد شائعه تحظى بشيوع كبير الا اذا كانت مهمه للافراد لان عدم اهميتها يجعل نطاق تاثيرها غايه فى الضاله من هنا فالشائعات الجنسيه والاخلاقيه و الدينيه و المرتبطه بالمواد التموينيه " الاكل و الشرب" هى اكثر الشائعات انتشارا لانها تخص حياه الافراد و مستقبلهم.
اذن نحن نحكم على الشائعه و مدى اهميتها و انتشارها و سرعتها باهميتها بالنسبه للأفراد و لكن هناك اسباب عديده تجعل الشائعه تنتشر كالنار فى الهشيم فى مصر كمجتمع من المجتمعات الشرقيه؟
ان الشائعه لاتنتشر الا فى المجتمعات التى يقل فيها المنظور الثقافى و التعليمى فالجهل والاميه هى التربه الخصبه لبروز الشائعه و تضخيمها و ذلك لان الفرد الامى يعتمد على حكمه للأمور على الجوانب الانفعاليه و المشاعر و الوجدانات و فى نفس الوقت لا يمتلك الوعى المعرفى القائم على على الحقائق و البيانات.
اذن سيادتكم تعزو أسباب انتشار الاشاعه فى مصر الى الجهل و وكننا شعب عاطفى يحكم على الامور بقلبه و ليس عقله و لابد للدولة أن تبين الحقيقة للأفراد ولكن البعض يربط الكثير من الأشاعات وسببها بوجود عداء بين هذا أو ذاك فهل عدم الترابط عند الأفراد سبب فى إنتشار الشائعة؟
نعم كذلك تنتشر الشائعات فى المجتمعات التى لا يوجد ترابط بين أفرادها والتي تعيش فى حالة من العدائية والتنافسية السلبية لأن الشائعة تكون حينئذ أحد أسحلة محاربة الأخرين المناقضين لاتجاهاتنا وأرائنا.
لو تكلمنا عن مرحلة إعداد الأشاعة أى هل الأشاعه تمر بعدة مراحل حتى تظهر؟

لابد من التفرقة بين ثلاثة أفراد:
1-من يصنع الشائعة
2-من يروج لها
3-من يصدقها
فالأول يكون فى ذهنه أغراض معينة يرغب فى تحقيقها (مصنع الشائعة)كأن يقوم أحد رجال الأعمال فى اللحوم الحمراء باشاعة وتضخيم فيروس أنفلونزا الطيور والدواجن حتى يجنى من وراء ذلك منافع ذاتية له وفى أعتقادنا أن صانع الأشاعة هو أخطر أنواع هؤلاء الأفراد.
إذا هناك فارق كبير بين صانع الأشاعة ومروجها وعرفنا أن صانع الأشاعة يهدف إلى هدف معين يسعى إلى تحقيقه ولكن عند مرحلة ترويج الأشاعه أو مروج الأشاعه فى ضوء علم النفس ماهى أنماط الشخص المروج للأشاعة ؟
هم عادة أفراد يتسمون بالقبول والمرونة الشخصية والقدرة على الإقناع والتواصل اللفظى بحيث يستطيعون نشر الأشاعة فى أقل وقت ممكن وأقل جهد ممكن أما النوع الثالث فهم الذين يسارعون إلى التصديق والنشر والذ.

هل هذا ناتج عن أسباب عدم الترابط وأيضا وجود ما يسمى بالأمية الثقافية؟
نعم
كيف يتم التغلب على الأشاعة ، أو هل هناك عدة محددات للتغلب عليها؟
لابد من التأكيد على أن تصديق الاشاعة أو رفضها انما يعتمد على عدة محددات:
أولا:الأفراد ذوو البناء النفسى والانفعالى الناضج لا يروجون الشائعات ويقف دورهم عند حد سماعها دون نقلها بل انهم أحيانا يقومون بنقدها وتسخيفها .
ثانيا:الأفراد الذين لديهم قدر واف من الموضوعية والمعلومات والمعرفة لا تستطيع الشائعة مهما علا قدرها التاثير فيهم.
ثالثا: الأفراد الذين لديهم دراية بالواقع ويعيشون فيه ولديهم خبرات حياتية وممارسات فعلية هم أكثر الأفراد فى عدم تصديقهم للشائعات والعكس يبدو صحيحا فى نفس السياق المطروح.
فى النهاية نحن المصريين إلى ماذا نحتاج؟
نحن فى حاجة إلى تدعيم فكرة الثقافة والوعى والشفافية فى عرض الموضوعات حتى نستطيع حصار الشائعات والأزمات في بدايتها.