" بالمحبة والترحاب وبشاشة الوجه السمح " شعار أتسم به أهالي أحدى القرى الصغيرة التابعة لمركز المنيا ، وكان تطبي

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

المسلمين بأحدى قرى المنيا يخصصون قطعة أرض لإخوانهم المسيحيين

  الشورى


" بالمحبة والترحاب وبشاشة الوجه السمح " شعار أتسم به أهالي أحدى القرى الصغيرة التابعة لمركز المنيا ، وكان تطبيقًا عمليًا ، وكيف أن المسلمين بهذه القرية قلبهم على إخوانهم في الوطن من المسيحيين .
ونرصد من " قرية الإسماعيلية " بمركز المنيا مدى التسامح الديني بين أهلها وكيف أنهم لحمة واحدة وذلك بضربهم أروع الأمثلة العملية في هذا الشأن على أرض الواقع.

فمن داخل قرية " الإسماعلية " وهى أحدى القرى الصغيرة بمركز المنيا ، والتي لا يتجاوز عدد سكانها عن 6 آلاف نسمة أغلبهم من المسلمين ؛ لكن المحبة ومواجهة الإرهاب بالفكر والعمل دفعتهم إلى التفكير فى شركائهم داخل القرية من الأقباط والذين لا يتجاوز عددهم ربع السكان ، فما كان من أهالي القرية المسلمين الذين رأوا أن إخوانهم بالقرية من الأقباط يعانون أشد المعاناة فى أداء شعائرهم بعد إغلاق الكنيسة الوحيدة بالقرية والتي لم تنته إجراءات تراخيصها حتى الآن ، حيث يذهبون للقرى المجاورة لأداء الشعائر مما يعرضهم إلى الجهد والتعب والإنفاق الكثير من المال خاصة ًأنها قرية فقيرة ، فمن هنا ظهرت أنوار الوحدة واللحمة الوطنية.

كانت الإنطلاقة الأولى في إنشاء مجلس عرفي يضم جميع أطياف القرية ، وفي أول إجتماع لهم قرروا تخصيص قطعة أرض فضاء لإخوانهم من المسيحيين لأداء الشعائر، وكانت تلك هي البداية في إنجازات أكثر داخل القرية لترفع شعار واحد فقط "رسالة سلام من قرية الإسماعيلية إلى العالم بلا تجميل أو تزييف للواقع ".
أكد إبراهيم غنوم ، عمدة القرية ، قائلا ً : قمنا بعمل مجلس يضم جميع أهالي القرية ومن بينهم المسيحيون ، ورأينا أن المسيحيين محرومون من حق لهم فى أداء الشعائر فقررنا أن نقيم لهم كنيسة وإن كانت بسيطة، لكن رحمة بأبنائهم ونسائهم الذين كانوا يعانون ويسيرون مسافة 6 كيلو من أجل أداء الشعائر ، فتم تخصيص قطعة أرض وتسقفها بألواح من الخشب ليؤدى فيها المسيحيون شعائرهم فى أمان كامل ، مضيفًا أن المسيحيين هم من أطلقوا اسم الكنيسة القديمة على ذلك المكان الذي يجمعهم لأداء الشعائر، وطالب الأقباط الحكومة بضرورة سرعة الإنتهاء من إجراءات ترخيص الكنيسة القديمة حتى يتمكنوا من العودة إليها وخاصة ً أن المكان الذي يؤدي فيه الشعائر يحتاج إلى مبالغ طائلة لبنائه .
وأوضح ماجد سيد فايز : كنا نقابل مشاكل كثيرة أثناء ذهابنا للقرى المجاورة لأداء الشعائر؛ لكن منذ إقامة الكنيسة رغم بساطتها إلا أنها بمثابة صرح كبير فى أحضان المسلمين والمسيحيين .
أما أبانوب رشيد ، بكالوريوس كلية تربية رياضية ، يقول : إن القرية فيها أمن وإستقرار كبير والقرية كلها يد واحدة مفيش فرق بين مسلم ومسيحي والدليل على ذلك الكنيسة التي يجاورها الجميع ويحميها الجميع ، وأضاف أن الفكرة تولدت من تعاوننا معًا عملنا الكنيسة لنقيم فيه الشعائر والكل ساهم فيه ، ولا توجد أي مشكلات منذ عام والكنيسة مقامة داخل القرية نعيش معًا فى حب وإستقرار وأمان .
من جانبه بين خليل عزيز ، رئيس الجمعية الزراعية بالقرية ، قائلا ً : ما يجسد الوحدة والتكاتف بين مسلمي وأقباط القرية هو أنني رئيس الجمعية الزراعية والجميع يتعاون معي ويقدم يد العون ونعمل جميعنا يدًا واحدًا للقضاء وحل أى مشكلة داخل القرية .
أما سعيد ربيع أبو الحسين يقول: إن الأجهزة الأمنية بالمحافظة وفي مقدمتهم اللواء رضا طبلية ، مدير الأمن بالمحافظة ، كان لهم دور كبير فى ذلك المشهد الرائع من الحب ، وذلك للجهد المبذول من أجل إقرار الأمن بالمحافظة جميعها ، مؤكدا أن النواة الحقيقية للمحبة كانت منذ انطلاق المجلس العرفى بداخل القرية والذي ساهم بشكل كبير فى تشييد أكثر من مؤسسة ، ليس فقط مكان إقامة الشعائر للأقباط ولكن إنشاء مقر يعمل مكتب بريد بالقرية وجمعية زراعية والقضاء على الخلافات بين الأهالي ليصبح المجلس العرفي نقطة قوية يقوي أركانها الأهالي ويعضدها أبناء القرية .
ومن هنا كانت قرية الإسماعلية بمن فيها من المسلمين والمسيحيين كيان واحد ونموذجًا مشرفًا للوحدة الوطنية ونهر العطاء المتبادل بينهم .