فى عام 1901 ولد أول رئيس لجمهورية مصر العربية " محمد نجيب" ورحل فى صمت عام 1984 عن عمر 83 سنة، بعد أن حكم مص

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

مقتطفات من حياة «محمد نجيب» أول رئيس لجمهورية مصر العربية

  الشورى



فى عام 1901 ولد أول رئيس لجمهورية مصر العربية " محمد نجيب" ورحل فى صمت عام 1984 عن عمر 83 سنة، بعد أن حكم مصر لمدة عامين بعد ثورة 53 على الملكية، هذا هو كل ما نعلمه عن هذا الرجل الذى عاش ومات فى صمت وتجاهل تام، فلم نتذكره إلا من خلال سطر أو سطرين على الأكثر تتضمنهم كتب التاريخ الدراسية، يمروا على الطالب المصرى مرور الكرام دون أن يدرك من هو محمد نجيب.

وكيف صعد إلى الحكم سريعا واستبعد منه بنفس السرعة؟ كيف عاش بائسا وحيدا بين كتبه ينفر الاحتكاك بالبشر مختزل تعاملاته اليومية مع الكلاب ، وماذا عن حياته الزوجية والعاطفية ؟ وما وصل له أبنائه بعد ابتعاده عن الحكم وبماذا أوصى قبل موته بساعات معدودة؟ كلها أسئلة وعلامات استفهام نحاول أن نجيب عنها فى ذكرى ميلاده حتى نتعرف على ما يجب أن ندركه عن أول رئيس جمهورية مصرى.

* صعد إلى الحكم سريعا وسقط بنفس السرعة:

شارك " محمد نجيب " بحرب فلسطين عام 1948 وأصيب 7 مرات، لذلك منح نجمة فؤاد العسكرية فضلا عن حصوله على رتبة البكوية، ثم عين مديرا لمدرسة الضباط، ومن هنا تعرف على تنظيم "الضباط الأحرار" وفى 23 يوليو عام 1952 نفذت الخطة بنجاح للانقلاب على الملكية وصعد " نجيب" سريعا إلى حكم مصربعد ثورة 53، لكن لم يدوم الأمر كثيرا، فلم يستمر أكثر من عامين، فتفجر الخلاف بينه وبين ضباط مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية ونتيجة لذلك قدم استقالته في فبراير، ثم عاد مرة ثانية، حتى أجبر على الاستقالة فى 14 نوفمبر 1954، ووضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته فى قصر زينب الوكيل بعيدا عن الحياة السياسية.

* لم يفلح فى حياته العاطفية وتزوج 4 مرات:


تزوج " محمد نجيب" 4 مرات ولم ينال الرضا الكامل عن علاقاته الزوجية والعاطفية، فزوجته الأولى لم يستمر معها أكثر من 40 يوم ثم طلقها، ثم تزوج من "زينب أحمد" و انجب منها فتاة واحدة لكنه أيضا لم يجد سعادته مما دفعه إلى الزواج من الثالثة التى أنجب منها أولاده الثلاث ، وعلى الرغم من انها استمرت معه مدة طويلة لكنه قرر أن يتزوج من الرابعة بعد سلسلة من المشاكل بسبب الغيرة والشك .

* بين القتل والاعتقال والرفد تشتت ابنائه:

لم يسلم ابناء محمد نجيب من التشتت والتشرد بعد إقالته، فسافر أحد أبنائه ليدرس فى ألمانيا وبدأ بعض النشاطات السياسية هناك، فأقام المهرجانات التي دافع فيها عن مصر والثورة وعن حق الفلسطينيين، وتم اختطافه من قبل جهات استخبراتية غير معلومة فى سيارة ضخمة وتلقى الضرب حتى الموت ، ونقل جثمانه إلي مصر فطلب اللواء نجيب ان يخرج من معتقله ليستقبل نعش ابنه فى عام1968،أما ابنه الثانى الذى قرر الاستقرار فى مصر فوقع شجار بينه وبين احد المخبرين بسبب النقاش حول دور " نجيب" فى الثورة حتى تعدى على المخبر بالضرب، ومن هنا تم اعتقاله لمدة 5 أشهر ثم خرج محطما مريض بالقلب حتى وفاته بعد هذا الموقف بوقت قليل. أبنه عمل كسائق ، أما الابن الأصغر بعد فصله من إحدى شركات الحكومية اضطر إلى ان يعمل كسائق بإحدى الشركات الخاصة بالإسكندرية فى الأوقات الصباحية، وحتى يسد احتياجاته عمل على تاكسى امتلكه بالتقسيط.

* طلب من "ناصر" الرجوع إلى الجيش لكن دون جواب:

بعد نكسة 1967 ارسل " محمد نجيب" خطاب خاص إلى الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" يطلب منه السماح له بالعودة للالتحاق بصفوف الجيش باسم مستعار إلا انه لم يجد أى رد من قبل رئاسة الجمهورية، ظل هكذا يعيش بائسا محدد إقامته حتي تم إطلاق سراحه فى عهد الرئيس السادات في عام 1974 .

* سئم البشر وتعامل مع الكلاب :

بعد سلسلة المكائد والمعارك التى خاضها " نجيب فى حياته" التى أدرك أنها من صنيع " بنى بشر" قرر أن يبتعد تماما عن التعاملات مع الناس واختزل حياته مع الكلاب ، وبالفعل كانت هناك حالة من العشق بينه وبين كلابه مما دفعه إلى تأليف كتاب خاص بالكلاب تحت عنوان " الأوفياء".
* سمع بموته وهو على قيد الحياة:

بعد نكسة 67 خشيت السلطة من عودته إلى الحكم الأمر الذى دفعهم إلى إثارة شائع موته، فأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" وفاة "نجيب" وهو على قيد الحياة، مما أثر سلبا على حالته النفسية.

أوصى فى أخر أيامه بالدفن فى السودان :

بعد حياة بائسة قضى معظمها تحت الإقامة الجبرية قرر " نجيب" أن ينتقل فى حياته الأبدية إلى السودان، لذلك أوصى بدفنه فى مسقط رأسه، فعلى الرغم من أنه لم يكون له أصول سودانية، إلا أنه ولد هناك وعاش أحلى أيام حياته بها، لكن حتى هذه الرغبة فلم تنفذ ودفن بمصر بعد رحيله عن عمر 84 نتيجة لأمراض الشيخوخة التى لاحقته فى الفترة الأخيرة من عمره.